|
في القدس.. أصوات حفر يتبعها انهيارات وتشققات بالمنازل
نشر بتاريخ: 10/04/2017 ( آخر تحديث: 10/04/2017 الساعة: 18:28 )
القدس- تقرير معا- أصوات حفر وضجيج معدات.. عمال وأتربة تخرج من تحت الأرض، تشققات وانهيارات أرضية بين حين وآخر، هذا هو الحال في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، الحي الأكثر استهدافا بالحفر والأنفاق تحته من قبل الجمعيات الاستيطانية من جهة والسلطات الإسرائيلية الرسمية من جهة أخرى. خديجة عويضة: باقون بمنازلنا وقالت السيدة خديجة عويضة من سلوان :"في هذه المنازل نعيش منذ عشرات السنين، رغم الخطر علينا بسبب التشققات الواسعة والتي طالت أساسات المنازل نحن باقون فيها ولا بديل عنها". وأضافت :"البلدية تقول انها مبان خطرة فهل يعقل أن نخرج منها وتقوم البلدية بمنعنا من دخولها وبالتالي لا نعرف ما يجري بها، لن نقبل بهذا،ونطالب البلدية وكافة السلطات المسؤولة بإيقاف عملية الحفر أسفل منازلنا". وتابعت:" نخاف أن نخرج من منازلنا فهذا الحي مستهدف بشكل كبير من الجمعيات الاستيطانية التي تحاول أخذ أي منزل بطريق ملتوية ومختلفة". وأضافت السيدة عويضة :"نسمع أصوات العمل أسفل منازلنا على مدار الساعة... بعض الأعمال بالآليات الخفيفة وأخرى باليات ضخمة ونرى إخراج الأتربة بكميات كبيرة من أسفل منازلنا وهذا هو سبب التشققات التي بدأت قبل حوالي 4 سنوات في منازلنا وتتوسع بشكل مستمر حتى أصبحت منازلنا مهددة بالانهيار". وقالت عويضة:" لقد تعبنا من الأوضاع التي نعيش فيها.. لا هدوء بسبب أعمال الحفر المتواصلة ولا راحة بسبب خطورة وضع المنازل.. لافتة أن أجزاء سقف المنزل وقع مؤخرا على غاز الطهي خلال تحضير الطعام." وفاء باميا: اعمال واهتزازات متواصلة أما المواطنة وفاء باميا فقالت :"لا نعرف بالليل طعم النوم والراحة بسبب ضوء الكشافات التي ترافق أعمال الحفر، اهتزازات لا تتوقف، لأن العمل يتم على مدار الساعة بشكل متناوب، وهناك تشققات تظهر بشكل مفاجئة، وهي محاولة غير مباشرة لإخراجنا من منازلنا، لكن برغم الخوف والعمل نحن صامدون ولن نخرج من منازل لأننا لا نشعر بالأمان الا فيها." واضافت أن تلك الحفريات تضاف الى مسلسل المضايقات بحق سكان الحي، ومنها إغلاق شارع وادي حلوة وتحويله لاتجاه واحد، وهذا ضاعف من معاناتنا خاصة أطفالنا أثناء ذهابهم الى مدارسهم وعودتهم الى منازلهم إضافة الى اغلاقات الشوارع وتضيق متواصل للعمل أسفل الأرض خاصة تفريغ الأتربة، ويتسبب ذلك بأزمات مرورية في الحي." حفريات حي وادي حلوة متواصلة منذ عام 2007 فيما قال نهاد صيام من مركز معلومات وادي حلوة وأحد سكان الحي:" أن التشققات بدأت منذ فترة طويلة، وفي عام 2007 قدم الاهالي اعتراضهم على أعمال الحفر أسفل الحي ، وتم إيقاف العمل لفترة 14 شهراً، ثم تم الاستئناف على قرار توقيف الحفريات وتمكنت الجمعيات الاستيطانية من الحصول على قرار محكمة بأن "لهم حق البحث عن تاريخهم وتراثهم مراعاة سلامة وأمن السكان". وأضاف أن أعمال الحفر لم تبين أي آثار للهيكل المزعوم كما يدعون بالعكس لقد تم إيجاد آثار عن عصور وحقب ومنية مختلفة، ولم يجدوا أي أثار للهيكل المزعوم أو "مدينة يهود" كما يدعون، وهذا ما أكده عالم آثار يهودي في تصريحات له، والحفريات متواصلة لشق شبكة أنفاق أسفل الحي باتجاه القدس القديمة وساحة البراق . واكد صيام أن الجهات الإسرائيلية ادعت أنهم يعملون بطرق هندسية لن تضرر بالحي، لكن خلال السنوات الماضية تبين انهم يقومون بأعمال حفر متواصلة أدت إلى حدوث تشققات واسعة وانهيارات مختلفة، موضحا أن التشققات كانت تظهر في فصل الشتاء فقط أم اليوم فعلى مدار العام. وأستطرد :"هناك هبوط في أرضيات المنازل وتشققات في الجدران والأسقف، كما تظهر تشققات أرضية في الشارع "، لافتا ان سلطات الاحتلال تعمل على مدار الساعة ويسارعون الزمن لحفر الأنفاق في عدة جهات متشعبة أسفل الحي بعدما كان العمل في الماضي يتم خلال ساعات محددة، لافتا الى تشققات مختلفة في مسجد عين سلوان بالحي ويتم ترميمه باستمرار، ويتم ظهور تشققات والانهيارات فيه لأنه أعمال الحفر متواصلة ومتسعة. 50 منزلا يهدده خطر الانهيار من جهته قال أحمد قراعين عضو لجنة أهالي حي وادي حلوة انه تم توكيل المحامي سامي ارشيد للتوجه الى المحكمة لاستصدار قرار إيقاف أعمال الحفر التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية أسفل منازل حي وادي حلوة ببلدة سلوان. وأوضح قراعين أن أكثر من 50 منزلا في الحي تضررت من الحفريات بشكل متفاوت، حيث التشققات في الجدران والأسقف وهبوط الأرضيات، إضافة الى تضرر وخطر على أساسات المنازل والبنايات السكنية، لافتا أن هذه المنازل ومنذ 4 سنوات تعاني من الحفريات الإسرائيلية وتحدث انهيارات وتشققات بين الحين والآخر، ولكنها خلال الأشهر الماضية آخذة بالاتساع والتزايد بصورة ملحوظة وخطيرة. واستنكرت لجنة حي وادي حلوة في بيان لها موقف المؤسسات الرسمية والحكومية الإسرائيلية وعلى رأسها بلدية القدس التي تكتفي بتحويل منازل المواطنين الي "بيوت غير آمنة" فقط والمطالبة بإغلاقها وإخلائها لشدة خطورتها، وبالمقابل لا تتخذ الإجراءات الضرورية واللازمة ضد الجهات التي تقوم بالحفر أسفل الحي لايقافها على الفور. وحذرت لجنة حي وادي حلوة من استغلال الجمعيات الاستيطانية لقرارات "اخلاء العقارات بسبب التشققات" في محاولة لإغراء أصحاب المنازل لبيعها، مما يثبت نية المستوطنين المبيتة لإخلاء الفلسطينيين منه بشتى الوسائل. ودعت لجنة حي وادي حلوة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية الوقوف عند مسؤولياتها لحماية السكان الفلسطينيين والضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الحفريات التي تهدد منازلهم وحياتهم، كما دعت لزيارة الحي ومنازله المتضررة للاطلاع عن قرب عن حجم معاناة السكان. وتمكنت لجنة الحي بواسطة الخبراء ووسط ضغط شديد من الحصول على مخططات الإنفاق أسفل منازلهم، وتشير هذه المخططات الى سعي سلطات الاحتلال التي تنفذ الحفريات لإقامة مجمعات تجارية ومركز معلوماتي وصالات عرض وإرشاد ضخمة أسفل الحي . تقرير: ميساء ابو غزالة |