وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التقى مسؤولين في البيت الأبيض والخارجية: وفد القيادات السياسية الشابة ينهي زيارة ناجحة للولايات

نشر بتاريخ: 05/01/2008 ( آخر تحديث: 05/01/2008 الساعة: 16:48 )
رام الله- معا- عاد مؤخراً إلى أرض الوطن قادماً من الولايات المتحدة الأميركية وفد القيادات الفلسطينية السياسية الشابة، الذي زار العاصمة واشنطن، وولايتي أوكلاهوما ونيوجيرسي، التقى خلالها العديد من المسؤولين السياسيين وصناع القرار والقادة الشباب.

وضم الوفد كلا من ناصر قطامي رئيسا، وثائر أبو بكر، أكرم الخطيب،و مجيد صوالحة، وعلا خيري ورشا قواس، فيما منعت قوات الاحتلال رائد دار زيادة من مغادرة الوطن عبر معبر الكرامة.

التقى الوفد في البيت الأبيض برئيسة طاقم موظفي السيدة الأولى لورا بوش، وقدم شرحاً مفصلاً عن طبيعة الأوضاع التي يعانيها شعبنا نتيجة الاجراءات الإسرائيلية الاحتلالية، المتمثلة في الحصار الخارجي الشامل المفروض على قطاع غزة، والحصار الداخلي على الضفة الغربية، موضحاً خطورة سياسة الاستيطان والاستمرار في مصادرة الأراضي لصالح إقامة جدار الضم والتوسع العنصري، الأمر الذي يتنافى وجميع مقررات الشرعية الدولية وحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة، بالإضافة إلى القضاء على رؤية الرئيس جورج بوش لحل الصراع في المنطقة بإقامة الدولة الفلسطينية، واستمرت لقاءات الوفد بالمسؤولين في البيت الأبيض لأكثر من ثلاث ساعات، شكلت فرصة هامة لشرح وجهة النظر الفلسطينية، المبنية على أساس الشرعية الدولية وحقوقنا التاريخية الثابتة.

أما في مقر وزارة الخارجية فقد اجتمع الوفد مع ثوماس جولدبرجر مدير مكتب الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في الخارجية الأميركية، الذي أعرب عن تفهمه لطبية الأوضاع الصعبة التي يعانيها أبناء شعبنا، مؤكداً أن القيادات السياسة الشابة عليها أن تلعب دورها الهام المنوط بها داخل مجتمعاتها، سيما وأن فئة الشباب هي الأكثر تأثيراً والأقدر على تغيير الواقع وتجاوز التحديات، وفيما استعرض جولدبرجر مساعي الإدارة الأميركية بما فيها جهود وزيرة الخارجية كونداليزا رايس والتي أثمرت عن عقد مؤتمر انابوليس الذي شكل انطلاقة جديدة في عملية السلام.

و أعرب الوفد عن تقديره لجهود الرئيس بوش الذي أظهر التزاماً قوياً لتحقيق السلام في المنطقة، وفي ذات الوقت أعرب الوفد عن تخوفه من السياسات الإسرائيلية لتقويض كافة الجهود البناءة للتقدم في المسيرة السلمية، عبر فرض وقائع جديدة والمحاولات المستمرة لتهويد مدينة القدس، التي باتت محاطة بالكتل الاستيطانية من جميع الجهات.

وفي العاصمة واشنطن اجتمع الوفد مع عضو الكونغرس جاري اكرمان، والسناتور جوزف كيرلوس في ولاية نيوجرسي، حيث استمع الوفد لشرح عن طبيعة الحياة النيابية والتشريعية، و العملية الديمقراطية الانتخابية في الولايات المتحدة، الجانب السياسي كان حاضراً بقوة في هذين اللقاءين، خاصة دور الإدارة الأميركية في حل الصراع العربي الإسرائيلي، وطبيعة الدور النزيه الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة كراعي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة بعد الجهد الذي بذلته الإدارة الأميركية في مؤتمر أنابوليس الذي أعطى بارقة أمل على طريق العملية السلمية.

وفي اللقاءات السياسية التي جمعت الوفد مع حاكمي ولايتي أوكلاهوما ونيوجرسي، تحدث الوفد عن الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية في سبيل تحقيق السلام العادل والشامل، موضحاً أن السلطة الفلسطينية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس والحكومة برئاسة الدكتور سلام فياض، قد أوفت بجميع الالتزامات المترتبة عليها وفق خارطة الطريق، في خطوة لا تدع مجالاً للشك في أن الفلسطينيين قيادة وشعباً يسعون إلى تحقيق السلام المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وطالب الوفد أعضاء الكونجرس بلعب دور أكبر للتأثير على صناع القرار في الإدارة الأميركية، بحيث تقوم بالدور المنوط بها كراعي نزيه لعملية السلام في المنطقة.

وضم وفد القيادات السياسية الفلسطينية الشابة متخصصين في القانون والقضاء، حيث اجتمع الوفد مع رئيس محكمة العدل العليا القاضي لورنس مارجولس، وكريستوفر توث المدير التنفيذي للجمعية الوطنية للنواب العامون في الولايات المتحدة كل على حدى، حيث تم الحديث عن طبيعة عمل القضاء في الولايات المتحدة وفلسطين، وآليات تشريع القوانين في البلدين والعمل على بحث إمكانيات التعاون في هذه المجالات.

وحل الوفد ضيفاً على مقر بعثة منظمة التحرير في واشنطن والتقى مع السفير عفيف صافية وأركان السفارة، وتحدث صافية عن طبيعة العمل الدبلوماسي الفلسطيني في أهم ساحة عالمية مؤثرة على القضية الفلسطينية، والصعوبات التي تواجه العمل الدبلوماسي الفلسطيني في الولايات المتحدة، سيما وأن السفارة الإسرائيلية والمنظمات اليهودية تبذل جهوداً جبارة وبإمكانات هائلة لتسويق الرواية الإسرائيلية حول النزاع في المنطقة.

وتحدث قطامي عن أهمية الزيارة التي اعتبرها فرصة هامة لنخبة من الشباب الفلسطيني لشرح موقفه أمام صناع القرار والمشرعين الأميركيين، والحديث عن معاناة شعبنا التي يتجنب الإعلام الأميركي تسليط الضوء عليها، فيما يتبنى الرواية الإسرائيلية، مضيفاً أن الزيارة اكتسبت أهمية إضافية كونها تلت مباشرة قمة أنابوليس.

وفي معرض حديثه عن مجلس القيادات السياسية الشابة ذكر سامر سلامه المنسق العام للمجلس أن هذه الزيارة تأتي ضمن برنامج سنوي مع المجلس الأمريكي للقيادات السياسية الشابة الذي يهدف إلى إطلاع كل طرف على الظروف السياسية والاقتصادية للطرف الآخر.

وأكد سلامه أن المجلس الفلسطيني يعد حاليا لبرنامج كبير لإعداد قيادات سياسية على مستوى الوطن وخاصة للفئة العمرية من 22-30 سنه هذه الفئة التي لا زال تمارس ضدها كل أشكال التهميش السياسي. ويستعد المجلس لعقد مؤتمره السنوي في الربيع القادم.