|
التضامن مع الأسرى فرض عين لا كفاية فيه..
نشر بتاريخ: 21/04/2017 ( آخر تحديث: 21/04/2017 الساعة: 22:16 )
الكاتب: فهمي سالم الزعارير
يوشك اليوم الخامس من عمر إضراب الأسرى على الانتهاء، معاناة وألم في كل لحظة، يعرفه تماما كل من دخل السجون، ويستدل عليه كل مُوحدٍ يصوم، وكل فقير يجوع، وكل غني ينفذ برنامج التخسيس، وهو ليس خطوة نضاليه عادية في لحظة عابره، بل تحدي للنفس في وجه السجان، والسؤال كيف نعينهم ونعين أنفسنا في مرحلة وطنية صعبة وخطرة على القضية الوطنية.
حجم الانخراط في الفعاليات من كوادر الحركة الوطنية وجماهير شعبنا يبشر بالخير ويثبت ان مكامن قوته حية، فقضية الاسرى موحدة وجامعة، وعلينا ان نؤمن بعدالة مطالب الأسرى وقدرتهم على تحقيقها، لكني أرى أن انحياز الحركة الوطنية بكافة مفاصلها وهياكلها للاسرى في اضرابهم عن الطعام هو انحياز لفلسطين الوطن والشعب ولمبرر وجود الفصائل. وهو ما يخدم الفصائل بذاتها، إذ أن الفرصة مواتيه ومناسبه لكي تسعيد الحركة الوطنية مكانتها المتآكلة في الرأي العام، فضلا عن ان الحركة الأسيرة هي من جموع مناضلي تلك الفصائل والذين ناضلوا باسمها وتحت لوائها، هؤلاء مع الشهداء هم ذخيرة الحركة الوطنية وروحها اليقظه ورافعتها المسنده. المشاركات الفردية -المقدرة والمشكورة- من قبل قيادات في الحركة الوطنية ليست كافية، ولا تجسد شعاراتها الكبيرة، وهذه دعوة لكي تتجند قيادتها العليا تخصيصا (اذ لا تقصير من قبل القيادات الوسطى في الاقاليم الحركية والفروع الحزبية) لكن الواجب الوطني والاخلاقي هنا ان تنخرط القيادات العليا من المكاتب السياسية واللجان المركزية للحركات والجبهات والاحزاب والفصائل والقيادات الوطنية كل في مكانه، لتشكل طليعة الجهد العام فتقترب اكثر من خيم التضامن وفعاليات الاضراب، تساندهم وتتضامن معهم، وتقول بالصوت المرتفع الهادر، هم ليسوا وحدهم وأسرهم ليست منعزلة، فهذا فرض عين وطني لا كفاية فيه. ليس الأسرى فقط من يؤثرون في الاضراب، توسيع دائرة التضامن الرسمي والشعبي والاعلامي بكل وسائله هو جزء أصيل من فعل الأسرى ومن معركة الكرامة ذاتها، زيادة مستوى الضغط وتجنيد كل الامكانيات لذلك، سيُقصّر مدى معاناة إخوتنا ويرفع من مستوى انجازاتهم، وفي كل الأحوال يثبت أن السجن لم يعزلهم عنا ولن يعزلنا عنهم. رغم إيماني بأن الأيام القادمة ولأسباب متعددة ستشهد زخما في المشاركة النخبوية والشعبية، فالقطار ماض على سكته وصوب محطة الكرامة والحرية للأسرى، الا أنني أرى لزاما بعدم اطالة الانتظار فهذا ليس حدثا عاديا، وعدم ترك الأسرى في مواجهةٍ ظهورهم فيها مكشوفه وأمعاءهم خاوية، موقف الحكومة الداعم مقدر تماما، لكني كنت أنتظر ردودا بالمستوى على تصريحات وزير دفاع الاحتلال ليبرمان ووزير أمنه الداخلي أردان، التي أعقبت اجتماع الحكومة الفلسطينية الاسبوعي، أقلها الأسرى ليسوا وحدهم، وأنكم لستم أشد من ديفيد ميمون ذات يوم مضى وزمن خلا، ولماذا ننتظر، ونحن نعلم أن الاضراب تقرر منذ أشهر طويلة وأنهم سيستمروا حتى النصر، والأهم ونحن نعلم أن تضامننا معهم سيرفع معنوياتهم ويختصر زمن إضرابهم. ان هذا الاضراب له اهمية حيوية ومفصلية، يقوده قيادات وطنية من الصف الاول والرموز العالية، في الطليعة القائد مروان البرغوثي وعميد الأسرى كريم يونس، هذا الاضراب يعيد الاعتبار والمكانة للحركة الاسيرة التي استهدفت بالتفكيك والترهيب والتدمير لمقومات فعلها، والمستهدفه في حقوقها الانسانية، تضييقا متقصدا عليهم، ليكون السجن كما أرادوه سجنا محكما مملا، وربما يكون شرارة لهبة جماهيرية توازي هبة الأسرى ١٩٩٧، وتضامن اضراب ١٩٩٢، وشهداء اضراب ١٩٨٧. خيم التضامن المنتشرة في المدن والبلدات الفلسطينية. يجب أن تتحول لمزارات لكل الأجيال والشرائح والقطاعات المختلفة، دفقات من الوعي الوطني والتعريف بنضالات الحركة الأسيرة ذات فوائد عالية على أطفالنا من الأشبال والزهرات والطلائع والشبيبة، والمنظمات الشعبية، مع اطلاعي على معالم برنامج الأسبوع المقبل. الوقفات التضامنية والشروع في الاضراب من بعض قيادات الأهل في الداخل الفلسطيني وسام عزة، والوقفات في دول العالم المختلفة وفي المقدمة الجزائر والمغرب وتونس والكويت والبحرين وبعضا في اوروبا، يعيد تفعيل دور الجاليات الفلسطينية ويستعيد القطاعات المختلفة واهمها الطلابية، ويخرجها من دائرة التنافس والشد المتواصل، ويبني جسور ثقة بين السفارات والجاليات على امتداد تواجدها. باختصار الاضراب فرصة لكل شيء آيجابي وطارد للظواهر السلبية، والأسرى يستحقون، هم هناك لأجلنا هنا، ولأجل فلسطين..والتقصير لا يُبرر ولا يُتفهّم، مع الثقة واليقين بأن الخير في شعبنا ووطنيته ومكانة الأسرى في داخله، أكبر من الهموم المتواصلة والتحديات المختلفة. الحرية لصناعها..والحرية لفلسطين الوطن..أرضا وشعبا. |