|
الغزيون يشهدون شهر صيام مختلف عن الأعوام الماضية ويتوقعون رخاء اقتصادياً وتخفيضاً للأسعار
نشر بتاريخ: 04/10/2005 ( آخر تحديث: 04/10/2005 الساعة: 09:21 )
غزة -معاً- شهدت شوارع مدينة غزة مساء أمس وفجر اليوم خروج العديد من الأطفال وإشعالهم الألعاب النارية والدوران بها، وسماع ضحكاتهم المرتفعة في تعبير عن الفرحة بحلول شهر رمضان المبارك دون طائرات إسرائيلية تحلق في سماء المدينة التي أخليت كما باقي محافظات القطاع من مظاهر الاحتلال والمستوطنين.
ولا يكاد الطفل محمد ذو الأربعة أعوام ينهي لعبة نارية حتى يطالب بغيرها، ويلتحق بسرعة بدائرة من الأطفال يتبادلون الضحكات والصراخ والمزاح معاً، فيما يتساءل بعضهم عن كنه شهر رمضان بعد زوال الاحتلال من غزة، آملين أن لا ينغص فرحتهم قصف صاروخي أو سقوط ضحايا أو غارة وهمية. المواطنون الذين أدوا مساء امس صلاة التراويح في مساجد غزة انطلقت حناجرهم مسبحة بحمد الله ومهللة بالنصر الذي تحقق في المدينة وقطاعها بعد زوال الاحتلال، داعين ان يتحقق ذلك في القريب العاجل بتحرير للمسجد الأقصى معبرين عن أملهم بالصلاة فيه وخاصة في شهر رمضان والجمعة الأخيرة منه، فيما شهدت الشوارع في المدينة فجر اليوم أسراب من المصلين الكبار الذين يصطحبون أطفالهم لأداء صلاة الفجر الأولى من هذا الشهر في المساجد القريبة من منازلهم. وكانت غزة قد ظهرت بأبهى زينتها في الأيام القليلة الأخيرة لاستقبال الشهر المبارك، حيث لوحظت الاستعدادات الكبيرة، فيما عبر المواطنون عن فرحتهم برمضان مختلف عن السنين الماضية التي وقعت فيها المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي لـ 38 عاماً متواصلة وقطعت فيها الحياة عن بعضها البعض، كما حوصرت بعض المخيمات القريبة منها وفصلت عن المدينة. وتنقل المواطنون خلال النهار والليل بشكل متواصل على الأسواق والمحال التجارية لاستكمال حاجياتهم لهذا الشهر، من الأجبان واللحوم والفواكه المجففة والمشروبات، في زيادة ملحوظة للطلب على هذه المشتريات سنوياً ولكن بصورة اكبر هذا العام، حيث انفتاح الأسواق على بعضها بتخلص المواطنين في قطاع غزة من الاحتلال. ولأول مرة سينطلق مساء اليوم عند الغروب صوت مدفع الإفطار الذي يستقر امام مبنى بلدية غزة وحده دون سماع مدافع اخرى يكون هدفها القتل والتدمير، أو زخات من الرصاص الكثيف وقذائف الدبابات والصواريخ التي قتلت صائمين من بين ذويهم على مائدة الإفطار. المواطن أبو محمد" 37" عاماً يقول لمعاً:" قد يكون هذا العام الأول الذي لن نشهد فيه اعتداءات قوات الاحتلال من قصف صاروخي عند سماع الأذان او عند الفجر، ومن قطع للكهرباء خاصة في أوقات السحور والإفطار" معبراً عن فرحته مع أطفاله بان يعم الأمان والاطمئنان خلال هذا الشهر، حتى يستطيع المواطن أن يصل اقاربه دون خوف من إغلاق فجائي للطرق او تحليق للطائرات. أما الحاج أبو منير الذي يتجول داخل أسواق المدينة لشراء بعض الحاجيات ومستلزمات رمضان فيقول :" بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أصبح الوضع أكثر أمناً، عدا عن الزيادة في الرواتب مما يجعل رمضان هذا أفضل من رمضان في الأعوام السابقة، واليوم أنا اشتري كل ما أريد لهذا الشهر الفضيل التي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار". وقالت الحجة أم احمد الترك التي تبلغ السبعين من عمرها أن هذا الشهر الفضيل شهر الخير والبركات جاء ومعه الانسحاب الإسرائيلي من غزة على ايدي المقاومة الفلسطينية والأسرى والجرحى في سجون الاحتلال، مضيفة :" أنا افخر بهم لأنهم حققوا هذا النصر، وأقول لهم انه جاء بفعل كل فصائل المقاومة التي ضحت من اجل فلسطين وعقبال الضفة والقدس أنشاء الله". ويقول المواطن أبو عصام:" لم أر يوماً كما امس عندما أعلن عن دخول شهر رمضان، حيث انطلقت التكبيرات من المساجد وتبادل الأهالي والأصدقاء الأحضان والتحيات والمباركات بهذا الشهر، وانطلق الأطفال الذين استطاعوا الحصول على الفانوس عندما فتحت الحدود بين مصر ورفح إلى الشوارع مهللين" متمنياً أن تخفض الأسعار على المواطن العادي وان يشهد هذا الشهر الذي يليه عيد الفطر المبارك تخفيضاً في الأسعار خاصة المحروقات والوقود نظراً لكثر استخدامها خلال الشهر. |