وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

آمن بأهمية الوصول الى الفئات المهمشة والفقيرة: الدكتور أحمد مسلماني في ذمة الله

نشر بتاريخ: 07/01/2008 ( آخر تحديث: 07/01/2008 الساعة: 11:08 )
رام الله- معا- نعت مؤسسة لجان العمل الصحي الدكتور أحمد مسلماني- مدير لجان العمل الصحي, الذي وافته المنية فجر اليوم الاثنين.

وقالت المؤسسة في بيان النعي الذي وصلت "معا" نسخة عنه "بحزن عميق يلفنا وباستشعار بخسارة كبيرة أصابت العملين الوطني والأهلي، تنعى مؤسسة لجان العمل الصحي ممثلة بمجلس إدارتها وهيئتها العامة، وهيئتها التنفيذية وكافة موظفيها ومراكزها ومتطوعيها وأصدقائها، تنعى وتودع قائداً وطنياً ومجتمعياً مثابراً أمضى حياته في خدمة شعبه وقضاياه الوطنية والمجتمعية".

وأضاف البيان "أننا إذ نودع قائدنا فإننا نستذكر سجاياه وإخلاصه اللآمتناهي وانتماءه الذي لا يعرف الحدود، ومواقفه الوطنية الجذرية رغم سنوات الاعتقال الطويلة والمتكررة والتي لم تنل من عزيمته وإصراره, قائدا حمل الهم الوطني والمجتمعي على عاتقه، سنوات تضحية وعذاب ومعاناة وعمل يومي مضني لا يعرف الكلل أو التردد".

وأعربت مؤسسة لجان العمل الصحي وأصدقاء القائد المسلماني عن تمسكهم بالقيم والمثل النبيلة التي أفنى حياته ملتزماً بها ومدافعاً عنها، وعاهدته على أن تكون مخلصة لكل ما أفنى حياته من أجله.

وجاء في استعراض المؤسسة لمناقب الفقيد: بعدما احس مسلماني الحاصل على شهادة الطب من رومانيا لدى عودته الى الوطن ان الاحتلال قد انهك القطاع الصحي الفلسطيني واستهدف حياة الناس, توجه على الفور الى العمل في مشفى المقاصد بالخير ومن هناك ادرك اهمية الوصول الى الفئات المهمشة والفقيرة من ابناء الشعب الفلسطيني فبادر مع زملاء له الى اطلاق اللجان الشعبية للخدمات الصحية في العام 1985 انطلاقا من القدس لتصل الى كل مناطق الضفة الغربية.

وكانت هذه باكورة العمل الطوعي الصحي في فلسطين والتي استفاد منها عشرات الالاف من المواطنين, ولكن في العام 1987 حاصرت سلطات الاحتلال مجموعة المتطوعين وعلى راسهم المسلماني وطالبتهم بالتوقف عن عملهم الطوعي في المجال الصحي وتعرض للاعتقال ولكنه واصل العمل سرا وعلنا لقناعته بحق المواطنين بالصحة.

وبعد المقر الاول للجان الشعبية للخدمات الصحية والذي افتتح في شعفاط ورفض سلطات الاحتلال منح تراخيص عمل لهذه المجموعات من المتطوعين اعتمد هؤلاء المتطوعين اسم اتحاد لجان العمل الصحي منذ ذلك الوقت وحتى العام 2000 اذ حالت صعوبة التواصل بين الضفة والقطاع الابقاء على ذات الاسم لمؤسسة صارت من كبريات المؤسسات الصحية في فلسطين وتشغل المئات من المتخصصين والاطباء والموظفين.

ومنذ لك الوقت اصبح اسم فرع الضفة الغربية مؤسسة لجان العمل الصحي وبقي الدكتور مسلماني مديرا عاما لها موجها العاملين فيها نحو القيم والمثل التي امن بها.

فلجان العمل الصحي ومنذ تاسيسها وجهت خدماتها الى كافة ابناء الشعب الفلسطيني والفئات المهمشة والفقيرة منه فافتتحت العيادات وبلسمت الجراح وانغمست في الهم الوطني وانحازت للفقراء والمرضى والمعوزين، وفي الانتفاضة بلسمت المؤسسة والعاملين فيها جراح الفلسطينيين واعلنت بصراحة انحيازها لهم ولحقوقهم.

وامام هذا الخط الذي رسمه الدكتور مسلماني لمؤسسة كان لا بد من ضريبة فرضها المحتل على المؤسسة فجرى اعتقال الدتور مسلماني اكثر من ثلاث مرات امضى خلالها سنوات عديدة خلف القضبان فحول المعتقلات والسجون التي زج فيها الى مدارس للتعليم ودورات الاسعاف للاسرى والمعتقلين.

طاف مسلماني الدنيا حاملا الهم الوطني والام شعبه ففي كل مكان وطاءه عرض الحقائق على الارض مدعما احاديثه بالصور والمعلومات بغية فضح ممارسات الاحتلال على الارض وبحق المواطنين, مؤمنا بقيمة الانسان الفلسطيني وبحقه في وطنه حرا سيدا.

ويحسب للدكتور مسلماني انه كان اول من دفع بمؤسسته وبمؤسسات العمل الاهلي الاخرى ان تنأى بنفسها عن التمويل الغربي المشروط، معلنا رفض العمل الصحي لاي تمويل امريكي انطلاقا من ايمانه انه لا يمكن ان يقبل على نفسه وقيمه تمويلا يستهدف الحقوق الوطنية المشروعة.