|
اهالي بيت حانون يستقبلون رمضان بفرحة واشتياق لعاداته التي بددها الاحتلال
نشر بتاريخ: 04/10/2005 ( آخر تحديث: 04/10/2005 الساعة: 10:14 )
غزة- معا- بصورة طالما غابت عنها خلال سنوات الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة, تستقبل مدينة بيت حانون شمال القطاع شهر رمضان هذا العام بصورة جديدة ربما اجمل ما يزينها مشهد اولئك الاطفال الفرحين لاول مرة بعد ان كانت قذائف ورصاصات الاحتلال تختطف كل فرحة من عيونيهم.
مدينة بيت حانون التي يبلغ عدد سكانها 45 الف نسمة, والتي كانت تحاصرها المستوطنات من كل جانب, اضافة الى الجدار الالكتروني الذي كان يتربص عليه قناصة الموت لكل من اقترب او حتى استدار بنظره, حتى ان بيت حانون كانت تعيش فيما يشبه القفص الحديدي لا مخرج منه سوى منطقة صغيرة في الجهة الجنوبية تربطها بغزة, باتت اليوم اقل كآبة بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع. والداخل الى بيت حانون في اول ايام شهر رمضان يلمس الفرق, أطفال مبتهجون لقدوم الشهر المبارك, يحضرون ألعابهم وفوانيسهم الجميلة, ويعبر أحد الأطفال عن مدى سروره قائلاً :" كنا نتمنى نحن الأطفال في بيت حانون أن نلعب بفوانيس رمضان بعد الفطور ولكن أهلي كانوا دائماً يخافوا علي ويقولوا لي لا تخرج من البيت لأن اليهود يطلقوا رصاص عشوائي خاصة وقت الليل, لكن الان بعد ما انسحبوا اليهود الوضع اختلف, ما بنسمع إطلاق نار, وأنا كثير سعيد بقدوم رمضان لأني بدى أحمل فانوس رمضان وأطلع مع أصحابي بعد الفطور ونلف في الشوارع ". أما نساء بيت حانون فقد أقبلن على شراء مستلزمات رمضان, وأخذن يصنعن بأيديهن الجبن واللبن فرحات لغياب ذلك الجندي الذي طالما استيقظن وقت السحور على صوت رصاصه العشوائي والذي كان يحرمهن في أحياناً كثيرة من أن يقمن بتحضير وجبة السحور لأبنائهن خوفا أن يخترق الرصاص جدران ذلك المطبخ ويصيبهن. مشاهد الرعب والخوف ربما غابت قليلا عن بيت حانون بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وبدأ الفلسطينيون يستشعرون شيئا من الامن والامان, ولكن الخوف يبقى من القادم, فربما في لحظة ما يتبدد الهدوء وتعود السماء والارض لتمطر الخوف والويلات, أما امنيات اهل بيت حانون فهي ان يكون رمضان فاتحا للخير والبركة والامان وزوال الكابوس الاسود الذي طالما رسمه في مخيلاتهم الاحتلال. |