|
مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا
نشر بتاريخ: 10/05/2017 ( آخر تحديث: 10/05/2017 الساعة: 11:02 )
الكاتب: عيسى قراقع
اليوم الاول للاضراب يشبه اليوم الاخير والذي لازال مفتوحا على المدى الى ان تستجيب حكومة الاحتلال لمطالب الاسرى الانسانية والعادلة ، لن يتوقف الاضراب الذي اصبحت صيرورته من دم ولحم وارادات وايمان ويقين يمتد من أقاصي الارض الى أعالي السماء.
مروان البرغوثي وآلاف الاسرى المضربين عن الطعام منذ 17/4/2017 قد انتصروا الآن وغدا، حركوا الموج في المحيط صاخبا ولطموا بجوعهم وملح دمهم المخرز الاسرائيلي وانتشروا ابعد من زنزانة انفرادية، وابعد من مساحات محاصرة مشيكة تمتد من سجن النقب حتى سجن عوفر العسكري. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، يده تعصر البرق فترشح ماء، يده ترفع الرايات بعد 70 عاما على النكبة تشع باسماء المنكوبين والمقتولين والذكريات الباقية، تعيد ترميم ما دمرته سياسة التطهير العرقي الاسرائيلية للقرى والاشجار والشوارع والبيوت، ويعود الناس من المنفى والنسيان الى الارض الحبلى الولّادة، ليصير المكان هو جهة العاصفة. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، حرّك بصمته الهاديء وروحه العنيدة جيوشهم وامنهم وقضاتهم، وكأن هذا الجوع للحرية قد كشف كم هي دولة اسرائيل قلقة وخائفة ، فاستنفروا وجهزوا المشانق والقوانين الجائرة، واعلنوا حالة الطواريء على اسرى محشورين يبتسمون للشمس الساخنة في قلوبهم وللنهار الذي يصافح اعينهم قريبا وبعيدا. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، وقد اصبحت قضية الاسرى قضية عالمية، بدأ العالم ينظر ويسمع ويتحرك، وبدأ يفتح شبابيك السجون وابوابها المصفحة ليرى دولة الاحتلال البشعة، دولة تعتقل الاطفال وتمارس التعذيب وتنتهك القوانين الانسانية، بدأ العالم يخشى على نفسه من سطوة دولة اسرائيل العسكرتارية المتضخمة كراهية وتطرفا. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا ، اكثر من مجرد مطالب لتركيب مرافق صحية لعائلات الاسرى امام سجن هداريم، وأكثر من وقف السياسة التعسفية بحرمان الاهالي من الزيارات، وأكثر من وقف الاعتقال الاداري التعسفي ، واكثر من وضع حد لسياسة الاهمال الطبي والجرائم الطبية بحق الاسرى المرضى، واكثر من مجرد اعادة حقوق الاسرى بالتعليم والاتصال مع اسرهم، انها صرخة الانسان المتعطش للحرية والكرامة ، المتمرد على القيد والذل والاستعباد، صرخة تقول: سنحول الاحتلال الى عبء وقيد على المحتلين ، وسيبقى الاحتلال ساهرا ومشغولا ومنهمكا بنا الى ان يرحل عن حياتنا الى ابد الآبدين. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، جمعنا في ساحة نيلسون مانديلا في رام الله، الآلاف من الشعب الفلسطيني هتفوا مع مانديلا الذي رفع قبضته صارمة في وجه المحتلين ونظام الابرتهايد وهو يؤكد ان حريتنا ناقصة من دون حرية الفلسطينيين. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، يجمعنا في صلاة مشتركة وموحدة نحن المسيحيين والمسلمين في ساحة محافظة اريحا وتحت قمرها المضيء، وهناك صلينا لأجل الاسرى والمعذبين واللاجئين والمبعدين والجرحى والشهداء، قرعنا الاجراس واطلقنا الآذان ، وكان الرجاء ونحن نضيء شموع الحرية واشجار ميلاد الفرح العظيم. مروان البرغوثي ينتصر الان وغدا، فالعالم كله بدأ يقارن تصريحات قادة اسرائيل بتصريحات النازيين ، وبدأ يدرك خطورة الفاشية الاسرائيلية على مباديء حقوق الانسان، وادرك اكثر كم الشعب الفلسطيني عنيد في مسيرته للوصول الى الحرية والاستقلال. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، قضية الاسرى ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني ، ليست قضية هامشية او خاضعة للمساومة والابتزاز، وستبقى شوكة في حلق الاحتلال، ومحكا اساسيا لأي سلام عادل او استقرار في هذه المنطقة. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، يستنهض الحالة الوطنية داخل السجون وخارجها،يوحد الجميع، يحرك الناس في كافة المواقع والبلدات ، ينتصر لعذابات الامهات الصابرات المنتظرات ، وينتصر للوجع الفلسطيني ، يحوّل خيام البؤس الى خيام للاشتباك، و يمشي مع الشهداء الى اعراسهم الجميلة، الضحايا ينهضون من رفح حتى جنين وحتى آخر حجر. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، يصافح احمد سعدات وعباس السيد وثابت مرداوي وسامر العيساوي ويعلن على الملأ ان الوحدة الوطنية قانون الانتصار، شركاء في الدم والملح والماء، شركاء في القرار. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، بعد قليل سيفتح الكوّة المغلقة، يحاول كثيرا ويحاول قليلا ليموت في الحياة ، ويموت في الممات ، ويقاتل هنا وهناك ، يدير العالم بجوع وقميص بني ، لا يسأل عن الوقت، يتوحد في الآتي ويتحد مع شظاياه، يصعد ويبصر ويبتسم للقدس. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، كتفا بكتف مع كريم يونس وفؤاد الشوبكي ونائل البرغوثي ومحمد القيق، سادة الانتفاضات والمستحيل، يجترحون الامل على بعد جيل. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا، لسنا ارهابين وقتلة، نحن اسرى حركة التحرر الوطني ، نحن شهداء الحرية والقضية، نحن من نقول الكلام الاخير لدبابة الهمج القادمة بالاناشيد، بجوعنا، بانتصاراتنا القائمة. مروان البرغوثي ينتصر الآن وغدا: نحن اسرى الاسى والتعب في غياهب سجن الغزاة واسرار الغضب فامشي معي يا صديقي اعطني يدك المؤمنة |