|
أمرونا فقالوا طبّعوا ، قلنا مطبّعين وجاهزين -بقلم احمد زكى
نشر بتاريخ: 08/01/2008 ( آخر تحديث: 08/01/2008 الساعة: 13:48 )
على الرغم من ضعف لا ننكره فينا ونقر لرئيس وزرائنا بالمعرفة الممتازه باللغات الاجنبيه ،الا انه وصلتنا ادانتة قتل الجنديين الاسرائيليين فى منطقة الخليل ،ليس المهم فى اى اللغات كانت الادانه المهم انها جاءت على لسان رئيس الوزراء الفلسطيني ،وقد نلتمس له عذرا على هذا التصريح بسبب انشغاله بارساء قواعد خطة الاصلاح ،وسقط منه سهوا ادانة جريمة الاحتلال فى ذات اليوم فى غزه ،تلك الجريمه التى اندت جبين كل من تابع على شاشات التلفزه و شاهد نقل الاشلاء ،اشلاء اجساد الشهداء التى قطعتها صواريخ آلة الحرب الاسرائيليه ،ومع عجز ى عن وصف المشهد ببشاعته الحقيقيه الااننا وعلى ما اذكر يومها لم نعد نميز بين مياه الامطار التى صبغت باللون الاحمر بعدما اختلطت بدماء الشهداء على ارض غزة الصابره ، وسالنا انفسنا ايعقل ان تكون كل هذه دماء فلسطينيه مسفوكه فى غزه ام انها مياه الرحمه التى اغاثتنا بها السماء بعد صلاة الاستسقاء .
وقد يكون من الرحمة بما كان ،ان يموت الفلسطيني موت عز بقذائف عدو حاقد على تصل الى مسامعه ادانات فلسطينيه لقتل قاتليه ،وكأن الاسرائيلين بحاجه الى مزيد الباكين والراثين لقتلاهم فى هذا العالم،فيا اسياد الرثاء البكاء أهى دماء فى عروقهم ومياه فى عروقنا؟ وربما اعذرك د.سلام اذا علمت ان خطتك للاصلاح تحتوى بنداً يدين جرائم الاحتلال ،بما ان خطة الاصلاح من المفروض ان تحمل فى طيايها ضبط الامن فى الاراضى الفلسطينيه ،وما احوجنا الى الخلاص من الفلتان الامني ومن الاحتلال ،ولكن ما اتمناه ان الا تنخدع حكومتنا بابتسامات المجاملات و بانياب تطل من شفاه المتربصين تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا . فهم اول من افشل خطتك فى ضبط الامن فى نابلس وهو الاختبار الذى تحدثت عنه بالقول ان نابلس اهم من انابوليس ،فربما ما حققتموه فى انابوليس هو ذات النجاح المفقود فى نابلس ، فاذا كانت هذه هى قراءة حكومتنا السياسيه فتلك مصيبه ،ولكن المصيبه اعظم اذا كان مرد هذه القراءه ضعفا سياسيا فى رئيس الوزراء،واذا عمل هذا الضعف على ارساء ثقافات غريبة عنا ،وهل تحتاج فلسطين الى مزيد من الغرباء العابثين بمستقبلها ،لنجد رئيس وزرائنا يتحدث لغة الاخرين فهما ومضمونا ،وولكن كلنا امل فى ان يكون راس الهرم فى حكومتنا فلسطينيا قلبا وقالبا . واذ يسجل لك الفلسطينيون اصرارك على خوض الحصار فى مقر المقاطعه فى رام الله الى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات فهذا الفلسطيني الذى يحظى بحبنا واحترامنا دون الالتفات الى حب الاخرين او احترامهم مهما عظمت مجاملاتهم فلنتحسس رؤسنا اذا رضى الاعداء عنا . رجل الاصلاح وسيده ،اصلاحك هدفنا وغايتنا فقد اثقلتنا السنوات الماضيه بهموم اقلها تحصيل لقمة العيش التى عز الحصول عليها فى ظل احتلال تجيشت لخدمته فينا دول هى اصل همنا ومأساتنا فى فلسطين ،فهم من القوا الينا بنفايات البشريه بعيدا عن بلادهم لحل مشاكل غوتوات اليهود فى دول العالم ،فاصبحت ارضنا الحبيبه مكبا للنفايات البشريه مع اخر مهاجر من كندا والولايات المتحده قبل ثلاثة اسابيع تقريبا . فهل مطلوب منا اليوم ان نصدق بان هؤلاء سيمدون لنا يد المعونه،؟ ومنذ متى كانت يد القتل والغدر تعين ؟ لا لن تغرينا المليارات السبع واربعمئة مليون دولار كتبت على اوراق المانحين لتمويل خطة الاصلاح الثلاثيه ،التى لم تطلعنا حكومتنا على تفاصيلها وانما سمعنا عنها من وسائل اعلام غربيه ونحن لا نعرف مجارى صرف هذه المعونات . قيل ان ثلاثين بالمئة من هذه الاموال رصدت لتنفيذ الخطه الامنيه ،تحقيقا للامان والازدهار الاقتصادى فى الاراضى الفلسطينيه ،وهنا لا يختلف اثنين على اهمية ارساء الامن فبمستوى الامن تقاس حضارة اي شعب ، واقصد هنا الشعب باكمله من رفح حتى جنين . ولكن على ما يبدو من عديد التصريحات ان خطة الاصلاح تخلو من اي بند يتحدث عن امن قطاع غزه . فغزه تدار داخليا بحكم عصابات الانقلاب ،ومحاصره برا وبحرا وجوا بعدو لا يرحم .ام ان حكومتنا تنازلت عن غزه لقوى الانقلاب وسمعنا ايضا بان قطاعي العدل و الزراعه يكادا يكونا مغيبين عن خطة الاصلاح بنسبه اقل من واحد بالمئة رصدت لقطاع الزراعه وهو اهم القطاعات فى اسرائيل وامريكا وتصدر الاخيره قمح وشيبس العالم . فما الحكمه من ان نصدر نحن قيمنا للعالم وموروث اجدادنا ونحن الموصى فينا السلف ((لا خير فى امه تاكل ملا تزرع وتلبس ما لاتصنع)) .فلنك يدا تزع لا يدا تساند ايادي الغرباء الممتده الى امتنا بالهدم والخراب ورحم الله غاندي ولا حاجه للتعريف بغاندى فنصيحته لابناء شعبه فى مقاومة المنتوج البريطاني باقيه بعد رحيله تعرف بقائلها ((اغزلوا كرامتكم بايديكم )) فاللهم يسر لنا فى حكومتنا غاندى فلسطيني . |