|
كرة السلة الفلسطينية بحاجة الى قبطان ماهر خبير
نشر بتاريخ: 17/05/2017 ( آخر تحديث: 17/05/2017 الساعة: 18:20 )
بقلم : كريم عدلي شاهين
قبل حوالي 3 اشهر رحل مجلس اتحاد كرة السلة السابق بعد تولية تسيير لعبة السلة لمدة 8 سنوات تقريبا. هذا الاتحاد السابق تم فرضه من خلال قرار سياسي على المجتمع السلوي وكانت نتيجة ذلك كرة سلة فلسطينية هشة وعلى السبهللة ما ادى الى حالة من التخبط والعشوائية والفوضى خاصة على المستوى الداخلي، لان اعضاءه يفتقدون الى الخلفية السلوية الحقيقية والمقومات الادارية والفنية. فوجدت السلة الفلسطينية نفسها على مفترق طرق، تحمل ارثا ثقيلا من التراكمات السلبية والاخطاء والتخبطات، والمصيبة الكبرى القرارات الصعبة والخطيرة التي اتخذت من وراء الكواليس قبيل مغادرة الاتحاد بفترة قصيرة جدا، والتي اثرت بشكل خطير وكبير على السلة الفلسطينية، اهمها الحالة الغريبة التي حصلت بارسال الاتحاد اوراق اعتماد لاعب يلعب لغاية الان لكي يصبح مدربا معتمدا من الاتحاد الدولي وتم منحه صفة المدرب المعتمد من الفيبا وكذلك تم تعيينه مساعدا لمدرب منتخب فلسطين، بدلا من ارسال اوراق مدربين مخضرمين ناشطين في الدوري الممتاز لهم الاحقية بذلك. والمسالة الاخرى العقوبات الصارمة التي صدرت بحق بعض اللاعبين بدون الاعلان عنها وتعميمها ولا تزال سارية المفعول لغاية الان حتى بعد تسلم الاتحاد الجديد مهامه. وكذلك الاخفاق الكبير الذي حصل في بطولة غرب اسيا الاخيرة بخسارة المنتخب لجميع مبارياته واضاعة فرصة الظهور السهل نوعا ما في تصفيات كأس العالم 2019، والاسباب هي الاختيارات والاداء المترهل في ادارة المباريات من قبل المدرب ومساعده. بعد انتهاء فوضى وسبهللة الاتحاد السابق تأمل المجتمع السلوي بمستقبل افضل من خلال انتخاب اتحاد جديد يكون قادرا على اعادة الدفة الى مسارها حتى ولو كانت المهمة شاقة جدا، الا انه ومع الاسف لم تجري انتخابات لفرز الافضل فاعيدت الكرة مرة اخرى فتم تعيين اعضاء الاتحاد وفرضوا بقرار سياسي كما هو حال الاتحاد السابق ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان كل اعضاء الاتحاد الجديد يصلون لاول مرة لمجلس اتحاد رياضي، وجلهم يفتقدون الى الخلفية والخبرة السلوية. قدم الاتحاد وعودا بالعمل بكل الطاقات الممكنة من اجل النجاح في المهمة الشاقة التي تنتظره. وكان التساؤلات عن مدى قدرة الاتحاد الجديد في تحقيق الوعود وتصحيح اخطاء الاتحاد السابق وفي مواجهة التحديات الكبيرة، وهل ستسير الامور بطريقة استرضائية او عشوائية او غيرها ؟ ام سيترحم المجتمع السلوي على ايام الاتحاد السابق ؟ بالرغم من قصر مدة استلام الاتحاد الجديد الا انه من خلال متابعتي الدائمة للسلة الفلسطينية ومن خلال رؤية شخصية فعلى الاقل في المرحلة الحالية سيكون الاتحاد الجديد في وضع اصعب من الاتحاد السابق وسيفشل في تحسين وتطوير واقع السلة الفلسطينية مع احتمال تدهور الامور مع مرور الوقت. وقد بدا واضحا التخبطات والمشكلات والعراقيل التي ظهرت، من خلال: اللائحة الناظمة للموسم الجديد وكذلك تعليمات كأس جوال لا تنطبق مع واقع السلة الفلسطينية، فتم نسخه ولصقه من اتحاد اخر يختلف عن واقع السلة الفلسطينية، كذلك فيهما امور مبهمة وعيوب ونواقص كثيرة وغير مرتبة بشكل جيد، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية: ضعف المشاركة في دوري الكأس وهو احد المسابقات الرسمية يظهر ذلك من خلال مشاركة 15 ناديا فقط 12 منهم اندية ممتازة و3 اندية درجات مختلفة من حوالي 45 ناديا، هذا الكم الكبير من الاندية وقلة المشاركة يعني عدم التحكم بالامور، فعدم الزام جميع الاندية المنضوية تحت الاتحاد من المشاركة في دوري كأس جوال والاكتفاء بالزام الدرجة الممتازة يدل على فشل الاتحاد في فرض واقع سلوي حيوي بالزام الجميع بالمشاركة فهذه المسابقة رسمية وتعتبر المسابقات من اهم وسائل نشر اللعبة التي هي من اهم مهام الاتحاد، وما يؤكد الفشل هو عدم قدرة هذا الاتحاد على ضبط وادارة الامور من خلال دوري عدد مبارياته 15 او 16 وذلك من خلال: • اشراك بير زيت لاعبا مخالفا من فلسطيني الداخل والاكتفاء بتخسيره بدون اية عقوبات، وبالعكس ثمن الاتحاد دور بير زيت لانه اعتذر وهذا يدل على ان الامور تسير بطريقة السبهللة والصداقة و هناك شيء غير سليم يجري من وراء الكواليس. • انسحاب ابداع امام السرية في مباراة نصف النهائي بسبب رفض اشراك الاتحاد للاعب ابداع بناء على قرار سابق متخذ بحق اللاعب من قبل الاتحاد السابق وهذا يثير تساؤلات كثيرة في عدم ذكر العقوبات وتعميمها وكذلك وضعية حالات الاثر الرجعي وتصديقها بعد استلام الاتحاد الجديد مهامه واحقية الاستئناف وتساؤلات اخرى،. والسؤال ماذا سيكون قرار الاتحاد من هذا الانسحاب؟ النواقص والعيوب الكثيرة في شؤون اللاعبين والعقوبات. والتي تعتبر من اهم المحاور التي يتم يرتكز عليها في اي موسم. فالموافقة على اشراك لاعبي فلسطين الداخل بدون دراسة هي خطوة تنم عن قصر نظر وتحقيق لمصلحة ذاتية، فالاستفادة تخص بعض الاندية، ولهذه الخطوة اثار خطيرة، وهي ضرورة الحصول على استقالة رسمية من النادي مختومة من النادي والاتحاد المختص، ما يعني اضطرار التعاون مع الاتحاد الاسرائيلي وانديته من خلال استقالة مختومة من النادي والاتحاد المختص اي الاسرائيلي وذلك حسب التعميم الذي تم نشره بخصوص لاعبي فلسطيني الداخل الذين يشاركون مع اندية اسرائيلية. اللاعب واللاعب الاجنبي لم يتم توضيحه بشكل صريح. هل هو امريكي ام اوروبي ام عربي ام افريقي او غير ذلك من الجنسيات، وما هو وضع لاعب المنتخب المجنس نونالي هل هو فلسطيني ام اجنبي. تعريفات ومهام ومؤهلات والضوابط المفروضة على الحكام والمدربين والمراقبين الفنيين ..الخ غير واضحة ومفسرة نهائيا، فهل الازدواجية بين المهام جائز، وهل ازدواجية لاعب ومدرب او اداري او اية حالة يمكن ان جائزة. اللائحة الانضباطية والعقوبات التي تعتبر من المشكلات والصعوبات الكبيرة التي ظهرت في المواسم السابقة وبداية هذا الموسم غير موضحة وغير مفسرة ومفصلة فيما يخص الاندية، اللاعبين، المدربين، الاداريين والجمهور خاصة في مسالة الانسحابات التي تكررت كثيرا في السابق واثرت شكل سلبي على مجريات احداث كثيرة وهي بالاساس اساءة كبيرة للعبة ولجميع عناصرها. عدم مشاركة الرجال ومشاركة الفتيات في بطولة التضامن في اذربيجان، مع ان المنتخب تصنيفه تحسن ولديه لاعبون يمكنهم تحقيق نتائج جيدة جدا، ولا يوجد اي سبب مبرر لعدم المشاركة. لم يتم تحسين وضع بعض الصالات المعتمدة من ناحية الارضية والساعات وخاصة ساعة الـ 24 ثانية التي يجب ان تعود الى 14 ثانية في المتابعة الهجومية وتعتبر من فترة طويلة قاعدة مهمة في القانون ويحسم من خلالها العديد من المباريات وهي لم تطبق لغاية الان. خلال فترة استلام الاتحاد الجديد لم يتم اقامة اية فعاليات ونشاطات مهمة خاصة في مجال نشر اللعبة ونشاطات الفئات العمرية وتطوير المدربين بطريقة سليمة وتطوير قاعدة الحكام والمراقبين الذين باتوا يعدون على اصابع اليد مع الاضطرار بالاستعانة بحكام غزة الذي تعاني سلته من الويلات ونوع من التهميش في امور كثيرة. ولا نغفل تنظيم دوري فتيات في نادي العمل، ودورة مدربين لمدة يوم واحد تدريب ثلاثي الابعاد مع ان هناك اولويات اهم من ذلك بكثير. كرة السلة الفلسطينية بحاجة الى اعادة بناء شاملة والمضي قدما في ادارة اللعبة بالشكل السليم من خلال وجود اتحاد قوي خبير ويمثل الجميع. |