وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رفح ومعبرها.. مأساة لا تنتهي ومئات العالقين يحلمون بالعودة لغزة وذويهم

نشر بتاريخ: 09/01/2008 ( آخر تحديث: 09/01/2008 الساعة: 11:23 )
غزة- معا- مناشدات، استغاثات، وصرخات، فهم عالقون يلتصق بهم الوصف الذي ينم عن بؤس الحال، مرفوضون من الدخول لغزة، ممنوعون من العودة لذويهم، العدد الأكبر منهم أمضى صيفاً وخريفاً وشتاء عالقاً في مدينتي رفح والعريش المصريتين، البعض الآخر "قفل" عائداً إلى القاهرة وقد نفذت النقود ونفذ الصبر.

بعضهم لم يدرك معبر رفح حين فتحه الجانب المصري للعالقين من الحجاج ولثلاثمائة وخمسين من قرابة ألف عالق أمضوا شهوراً بمصر، بعضهم كما رسامة الكاريكاتير الفلسطينية الأولى أمية جحا كان يوشك ختم جواز سفره والدخول إلى رفح الفلسطينية إلا ان الوقت أدرك ضباط المعبر المصريين فأغلق بوابة المعبر دونهم ودون آمالهم ودون فرحتهم بوشك العودة للقطاع.

عبراتهم وصوتهم الباكي ينقل لذويهم محبتهم وشوقهم، قالت جحا في مقالة لها نشرت في صحيفة "الحياة الجديدة" أمس الثلاثاء:" تذكرت كيف كنت أبكي ولا أزال عندما أجد الكل قد عاد إلى وطنه إلا نحن" متابعة :" كنت أتمنى لو أتحول إلى سمكة تسبح في أعماق البحر إلى أن أصل إلى شاطئ غزة"، متابعة ايضاً:" كنت أحسد الطيور التي كنت أراها أسراباً أسراباً تهاجر من مكان إلى آخر لأن لها جناحين تستطيع بهما أن تطير فلا تحتاج إلى جواز سفر ولا توقفها حدود ولا رجال أمن ولا نقاط تفتيش".

ولجحا معاناتها الخاصة فهي بعيدة عن ابنتها الوحيدة نور التي تعتقد أنها كبرت قليلاً على فستان العيد الذي ابتاعته لها من محال العريش المصرية حيث تقول:" تذكرت كيف قضينا شهر رمضان، صائمين عن الطعام وصائمين عن الفرحة، وكيف كان أملنا أن نقضي عيد الفطر بين أهلينا فاشتريت فستان العيد لنور وتخيلتها تتراقص فرحة بهديتي، جاء العيد السعيد على قلبي الحزين وأنا انظر للفستان الذي ربما سيصبح صغيراً عليها لو طال البعد أشهرا قادمة".

أما لماذا لم تعد جحا مع العائدين فلذلك قصة أخرى قالتها:" وصلنا صالة السفر المصرية حيث يتم ختم الجوازات ومن ثم الدخول للجانب الفلسطيني... ما هي إلا خطوات وأصل والضابط المصري ليختم لي على جواز السفر حتى توقف كل شيء.. وقف الضابط وقال :" أغلق المعبر!!!

وعن حالها عند سماعها بهذا الخبر قالت في مقالها:" آه يا أخي بالعروبة والإسلام لو تدرك حلاوة الحلم بالعودة للوطن عندما يتحول لحقيقة ما هان عليك ان توقظنا! فكيف تشتت العائلة من جديد فأولاد دخلوا وآباء منعوا ونساء يبكين وعجائز يتوسلون ومرضى يبكون فكيف تصل الللقمة إلى فم الجائع ويسحبونها منه وكيف تبكي الحرائر ولا تجد لدمعتها وزناً لنخوة عربي؟؟؟!!!.

وفي داخل الوطن المحاصر مناشدات أخرى تقابل مناشدات العالقين من ذويهم فقد ناشد ذوو العالقين كافة المسئولين بالعمل السريع والجاد ٌنهاء معاناة ابنائهم وضمان عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية بعد طول غياب.

وقد طالب أهالي بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية بالعمل على إعادة الشيخ كمال النجار رئيس بلدية خزاعة إلى أرض الوطن، بعد رفض السلطات المصرية دخوله أراضيها. ودعا المواطنون هنية للتدخل لدى الجهات المعنية ليتم السماح للشيخ كمال النجار وللعالقين من رؤساء البلديثات والمواطنين والمرضى بالعودة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

النجار كان برفقة عدد من رؤساء البلديات في قطاع غزة شاركوا في مؤتمر للبلديات ومؤسسات الحكم المحلي في المملكة العربية السعودية قبل حوالي 7 أشهر، وحاول العودة، إلا أن السلطات المصرية رفضت دخوله أراضيها، وأعادته إلى السعودية.