وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة بغزة: مواقف اليمين الأوربي متذبذبة حيال اسرائيل وتعادي الاسلام

نشر بتاريخ: 21/05/2017 ( آخر تحديث: 21/05/2017 الساعة: 13:40 )
ندوة بغزة: مواقف اليمين الأوربي متذبذبة حيال اسرائيل وتعادي الاسلام
غزة- معا- قال "د. فيرنر بوشرا" مدير مؤسسة "فريدريش إبيرت" الألمانية في اسرائيل، إن الأحزاب اليمينية تواصل صعودها في أوروبا جراء مخاوف من التراجع الاقتصادي بعد موجات الهجرة الكبيرة وعدم تكافؤ القدرات بين دول الاتحاد الأوربي.
وأوضح "د. بوشرا" أن مواقف الأحزاب اليمينية الأوربية متذبذبة حيال اسرائيل التي تغازلها من أجل الوصول الى أصوات الناخبين، وتعتبرها نموذج ديمقراطي للتعامل مع العرب والمسلمين، لكنها تتفق جميعا على عداءها للإسلام والمسلمين.
وجاءت أقواله خلال ندوة نظمتها مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش أيبرت" الألمانية تحت عنوان "صعود الاحزاب اليمينية في أوربا وتأثيرها على الشرق الأوسط"، بمدينة غزة، بحضور ممثل مؤسسة فريدريش أيبرت في القدس د. بهان وممثلها في غزة د. أسامة عنترن وادار النقاش مدير مؤسسة بال ثينك الأستاذ عمر شعبان، الذي قدم ترجمة لأهم ما قال الضيف.
وفرق "د. بوشرا" بين نوعين من أحزاب اليمين في أوربا بين يمين شعبوي يؤمن بالعمل الجماعي المشترك لا يهدف لإسقاط الدولة ويحمل مطالب شعبية قاعدية تساند الأغلبية وتطالب بالحد من تواجد وحقوق الاقليات، وتستغل هذه المطالب للوصول للحكم، في حين أن اليمين المتطرف يميل للفردية وأكثر تشددا حيال الدولة وقضايا الوحدة والهجرة، ويرفض قيم التعددية والتنوع الثقافي لكنه أقل حظوظ من أحزاب اليمين الشعبوي، موضحا أن الأحزاب اليمينية أكثر عنصرية لصالح الأوربي الأشقر ويستبعد الأخرين باعتبار أن الجنس الأوربي أعلى من باقي البشر
وأرجع أسباب صعود أحزاب اليمين الى التراجع الاقتصادي وتزايد معدلات البطالة جراء موجات الهجرة غير المسبوقة بعد أحداث الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق وليبيا ومجمل بلدان التي تعرضت لأحداث الربيع العربي مما زاد من مخاوف الأوربيين وقلقهم المتنامي.
وشرح بالأرقام أن الأحزاب اليمينة تزداد في كل دول أوربا البعيدة لكنها ليست ملاحظة كما هو الحال في فرنسا والمانيا وهولندا، بسبب بعدها عن الشرق الأوسط كما أنها لا تعد من الدول المركزية في التأثير الدولي.
وكشف "د. بوشرا" أن أزمة اليونان أظهرت ضعف شعور التضامن بين دول الاتحاد الاوربي وغياب الوحدة الوجدانية الشعورية، خاصة بعد رفض الدول الغنية والمنتجة مساعدتها فلا يجوز أن تقدم الدول التي تعمل مساعدة لتلك التي لا تعمل.

وبيّن أن أحزاب اليمين الشعبوي استفادت من مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الحديث في الوصول للمواطنين والتأثير فيهم ومهاجمة الأحزاب التقليدية التي بدت في وضع دفاعي غير فاعل في استخدام وسائل الاتصال الحديثة.
ووصف علاقة الأحزاب اليمينة انها غير واضحة حيال اسرائيل، باعتبارها تندرج ضمن الأخر (غير الأوربي)، وتظهر بوضوح تذبذب العلاقة في مسألة معاداة السامية كما حدث في حادثة منع نائب الرئيس الالماني من القاء كلمة في اسرائيل بتهمة معاداة السامية، أو طرد جان ماري لوبان والد المرشحة الفرنسية مارين لوبان من الحزب بعد تكرار تصريحاته الحادة والعنصرية والمعادية للسامية.
ونوه الى تحسن العلاقة بين اسرائيل وهولندا بعد دخول رئيس حزب اسرائيل "بيتنا أفيغدور ليبرمان" الذي استقبل رئيس حزب الحرية الهولندي "غيرت فيلدرز" بصفة رسمية في اسرائيل.
واكد "د. بوشرا" على أن الشعوب الأوربية ترفض ظاهرة صعود اليمين وعبر عن ذلك المواطنون في النمسا بعد خروجهم مظاهرات لإسقاط حكومة يمينية، منوها الى ان الحاضنة المجتمعية للأحزاب اليمينية زادت جراء الخوف من الأزمات الاقتصادية وزيادة معدلات الهجرة وارتفاع معدلات البطالة والخشية على ذوبان العنصر الاوربي بين المهاجرين.