|
مروان يبادر ، مروان يضحي ، مروان يقود
نشر بتاريخ: 01/06/2017 ( آخر تحديث: 01/06/2017 الساعة: 11:58 )
الكاتب: عوني المشني
بدون تحليل ، بدون تذاكي ، بدون " فلسفة " .
رجل بادر ، قاتل بلحمه ودمه ، بالتالي اصبح القائد . معادلة بسيطة لا تحتاج لتأويل او تمحيص . مروان البرغوثي بادر ، والثورة مبادرة مروان البرغوثي تقدم الصفوف مضحيا والقيادة هي مفهوم " اتبعوني " . لا ابسط ، لا أوضح ، لا ادق من هذه المعادلة . الشرعية في المجتمع الفلسطيني لا زالت هي شرعية الكفاح والعطاء ، راس المال لا يعطي شرعية ، انتلجنسيا المثقفين لا تعطي شرعية ، الدرجات الأكاديمية لا تعطي شرعية ، حتى ولا الركون على التاريخ النضالي المشكوك فيه الى حد الشبهة ، كل هذا لا يعطي شرعية قيادية ، فقط المبادرة المقترنة بالتضحية هي من تعطي شرعية القيادة ، والشرعية هنا ليست ضمانه ابدية ، ما دام الاحتلال موجودا والنضال لدحره واجب فالنضال باستمراريته هو الشرعية وليس النضال باقدميته ، واهم من يعتقد ان الماضي وحده كافيا لإعطاء شرعية وواهم اكثر من يستند على ماضيه ليصنع مستقبله ، الحاضر والحاضر فقط هو نقطة التوثب للقفز نحو المستقبل ، مروان الذي يتوهج في الحاضر ويضيئ دروب المستقبل ، هذا هو مروان ، ولهذا هو يتقدم الصفوف بينما اخرون - وما أكثرهم -يتراجعون . مروان لا يعزف لحنا فرديا نرجسيا ، مروان يوحد المجاميع في جوقة عزف موحده واحده ، يذوب مروان في المجموع حيث يجب ويتميّز عن الجموع حيث يجب . لا " يحترف الانتظار " وإنما يلتقط اللحظة الحاسمه ويحولها لنبوءة . لا يلهث خلف الأحداث وإنما يصنعها . وخروجا عن الصنمية مروان ليس شخص ، مروان حالة ، مروان رؤيا ، تقنعنا الرؤيا فنقتنع بمروان ، تثيرنا الحالة فننحاز لمروان ، ليس اكثر وليس اقل ، ليتجند الآخرين لنفس الرؤيا ويتخذو نفس الحالة وليتقدموا مروان ، من ضد ذاك ؟؟؟ حتى مروان ليس ضد ذلك . المسألة ليست انتصارا لشخص حتى لو كان مروان انها انتصار لحالة ورؤيا مثلها مروان وضحى من اجلها . واقترابا اكثر من الوضع ، مروان يعيد فتح ، تلك الحركة الثورية العملاقة ، الى وضعها الطبيعي ، حركة نضالية تعمل على استعادة الوطن المحتل ، ففي الآونة الاخيرة جرى وبشكل ممنهج اختطاف للحركة وإعادة صياغتها بطريقة تبعدها عن أهدافها الوطنية التي انطلقت من اجلها ، هذا العمل جرى في السر والعلن وبشكل ممنهج ، وتوج في المؤتمرات المهزلة ، مروان يعيد فتح بسياقها الكفاحي ، يعيدها لتقود شعبنا على طريق التحرر ، أليس كذلك ؟؟؟ وبالتاكيد نحن منحازون لفتح كحركة تحرر وهذا يجعلنا ننحاز لمروان . ربما نبالغ ؟؟؟ ربما ولكن مبالغة اقل خطورة من المبالغة في الرعب من اعادة صياغة المعادلة بطريقة تعيد فتح الى مسارها . الهمس شماته او قهرا بفشل الإضراب نكاية بمروان ليس هو الطريق الآمن للتنافس الداخلي ، حلبة الكفاح واسعة والتنافس الحقيقي هناك حيث مقارعة الاحتلال ، وحيث التنافس هو بالعطاء والتضحية ، وحيث هناك مصنع الرجال ومصنع القادة ، فالتساوق مع الاحتلال في تمني الفشل للآخرين هو محاولة عرقلة للخيول المتقدمة في السباق . مروان لم يخترع معادلة جديدة ، سار في معادلة صاغتها التجارب التاريخية للشعوب ، لتكون في المقدمة يفترض ان تبذل جهدا اكبر ، وفِي حالتنا كشعب نناضل للتحرر والاستقلال فان مكان هذا الجهد هو معركة التحرر ، مروان بذل هناك جهدا اكبر وبعزيمة اكبر ، ما الجديد ؟؟؟ وما الغرابة في ان يقود ؟؟؟ يحق فقط لمن جاراه او سبقه في هذا الجهد ان يحتج ، هكذا هي القضية ، لا تحتاج الى تحليل ولا الى أبحاث ، دعونا من نظرية المؤامرة او البحث عبر الدهاليز المظلمة ، لا يوجد ما هو غامض . هناك من لا يعجبه هذا ، وهناك من يزعجه هذا ، وهناك من يرفض هذا ، دائما يكون الوضع هكذا ، أناس تتقدم اخرون ينزعجون او يغضبون او يرفضون ، وعلى رأي شاعرنا الكبير محمود درويش " لا غموض ولا وضوح ، الثروة انكسرت وهذا كل ما في الامر ، السروة انكسرت " . قد يعتقد البعض اننا نبسط الأشياء ونسطحها كثيرا ، الامر ليس كذلك ولكن من يبحث عن مبررات لتجاهل قوانين ومعادلات علم الاجتماع السياسي ويستبدلها بارادة المحتل فانه يحتاج الى تعقيدات وهالة من الغموض ليخفي حقيقة مواقفه ، فتحت ستار هذا " الغموض المصطنع " تمرر كل المؤامرات والنوايا السيئة والتشكيك ، ويصبح الكفر بقوانين الطبيعة والتجديف وجهة نظر . لكن الحقائق عنيدة دوما ، هي ناعمة كالماء ولكنها عنيدة كالماء أيضا ، ان لم تتسرب من الشقوق فإنها تحطم السدود وتواصل جريانها . وفق قوانين علم الاجتماع السياسي ، وبدون مواربة ، مروان استحق القيادة بعطاءه وتضحياته ومبادرته وثقة الجمهور به ، مروان بادر ، مروان ضحى ، مروان قاد . |