وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تعرف على ما يخص فلسطين في جنوب شرق آسيا

نشر بتاريخ: 02/06/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
تعرف على ما يخص فلسطين في جنوب شرق آسيا
بيت لحم- أحمد تنوح- تقرير معا- تنظرُ الدبلوماسية الفلسطينية بعين الأهمية إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم، لما لذلك من دعم واسناد للحقوق والخطوات السياسية الفلسطينية في المؤسسات الدولية، ومن هذا المنطلق تحرص على وجود سفارات وممثليات لها في مختلف الدول.
وفي جنوب شرق أسيا عدة دول تجسد نموذجاً يعكس دور تعزيز هذه العلاقات الثنائية، وما تعود به من نفع على الفلسطينيين في مختلف المجالات، ووكالة معا من خلال لقاءها "الداتو" د. أنور الآغا سفير فلسطين لدى (ماليزيا، وتايلاند، والفلبين، وبروناي، والمالديف) استعرضت طبيعة العلاقات الفلسطينية مع هذه الدول، وأوضاع الجاليات الفلسطينية هناك.

فلسطين في "لؤلؤة قارة آسيا"
يعيش 4 ألاف فلسطيني في ماليزيا، تلك الدولة التي اتخذت مواقفاً سياسية ثابتة وداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في مختلف المحافل الدولية، الأمر الذي عزز من حرص القيادة الفلسطينية على تطوير واستمرار العلاقات الثنائية مع هذا البلد الملقب "بلؤلؤة قارة أسيا"، بحسب ما يقول السفير الآغا.
وأوضح أنّ ماليزيا سجلت مواقفاً سياسية حاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية وخاصة عندما تبنت وثيقة الاستقلال، وخلال العام الماضي عندما تبنت مشروع قرار الأمم المتحدة "2334" المتعلق بإدانة الاستيطان ووقفه، وأيضاً صوتتْ ماليزيا لصالح كافة القرارات المتعلقة بفلسطين دولياً.
وأضاف الآغا أنّ ماليزيا ليس فقط تدعم القضية وإنما تستثمر علاقاتها الدولية لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وهناك حرص معلن لدى ماليزيا على تحقق حلم الدولة الفلسطينية.
ويتواصل الجانبين الفلسطيني والماليزي مؤخراً بشكل مستمر من أجل دراسة بعض الاتفاقيات التي قد يتم التوصل اليها بين البلدين، والتوقيع عليها قريباً، وفق تأكيد السفير الآغا.

ماليزيا لا تعترف بإسرائيل
ويذكر أنّ ماليزيا تمتلك علاقات دبلوماسية مع العديد من البلدان لكنها لا تعترف بدولة إسرائيل، ووفقاً لذلك، لا يمكن لأي مسافر يحمل جواز سفر ماليزي دخول إسرائيل ولا للإسرائيلي بدخول ماليزيا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعتبر العلاقات الفلسطينية الماليزية محدودة اقتصادياً نظراً لعدم وجود علاقات تجارية مع إسرائيل التي تسيطر على الجسور والمعابر.
ويقول الآغا الحاصل على لقب "الداتو" من ماليزيا لـ معا: تقدم ماليزيا بعض المبالغ المالية التي تغطي احتياجات شعبنا من خلال مؤتمر بناء القدرات الفلسطينية، ومن خلال مؤسسات الأمم المتحدة، وتبرعت ببناء بعض المستشفيات والمساجد والمؤسسات التعليمية في فلسطين.
ويعتبر هذا اللقب داتو، ضمن الألقاب الرفيعة في ماليزيا وبعض دول جنوب شرق آسيا، ويمنح عادة لكبار رجال الدولة والشخصيات الاعتبارية المميزة في عملها.
وتشمل مساعدات ماليزيا المقدمة لفلسطين، دورات تدريبية للكوادر الفلسطينية ضمن برامج مخصصة في مختلف القطاعات خاصة في المجال المالي والاقتصادي والزراعي، ومكافحة الفساد، وتدريب الطيارين، وبعض المجالات الدبلوماسية.
ويتلقى نحو 2000 طالب فلسطيني تعليمهم الجامعي المجاني في ماليزيا وهم ضمن الجالية الفلسطينية التي تتكون اغلبيتها من اللاجئين الذين قدموا من الدول العربية، وهم بانتظار موافقة دول اخرى لاستضافتهم عبر الامم المتحدة. 

وأشار السفير إلى وجود اتفاق مع عدد من الجامعات الماليزية تتعامل على اساسه مع الطالب الفلسطيني كما الماليزي، بمعنى الحصول على خصم 50% بناء على خطاب توصية يحصل عليه الطالب من سفارة دولة فلسطين. إلى جانب الحصول على منح دراسية ضمن مسابقة يلتحق لها الطالب حال قدومه إلى ماليزيا.
واتخذت الحكومة الماليزية قراراً تحث خلاله المواطنين الماليزيين على زيارة الاماكن المقدسة في فلسطين وخاصة المسجد الأقصى، وكنائس المهد والقيامة.

فلسطين ومملكة تايلاند
شهد الأول من أغسطس عام 2012 إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين فلسطين ومملكة تايلاند بعد أن اعترفت الأخيرة بدولة فلسطين.
وعن العلاقات بين البلدين، بين سفير فلسطين غير المقيم لدى تايلاند د. أنور الآغا لـ معا أنّ الحكومة التايلندية تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق رؤية الدولتين، وتوصف العلاقات بين البلدين بأنّها جيدة على المستوى السياسي والاقتصادي، وخاصة بعد زيارة الرئيس محمود عباس لتايلاند العام الماضي.
ومؤخراً قدمت القيادة الفلسطينية، دعوة رسمية باسم الرئيس محمود عباس إلى رئيس الوزراء التايلندي برايون تشان اوتشي لزيارة دولة فلسطين، والاطلاع على الأوضاع التي يعيشها شعبنا الفلسطيني نتيجة استمرار الاحتلال.

ويسكن بضع مئات من الفلسطينيين في تايلاند واغلبهم من اللاجئين القادمين من العراق وسوريا، وهم من ينتظرون اعادة ترتيب اقامتهم، وهناك عدد بسيط مقيمين يعملون في التجارة والمطاعم.
وتقدم تايلاند الدعم لفلسطين عبر مؤتمر بناء القدرات الفلسطينية "سي باد"، ومن المقرر أن تحتضن هذا العام المؤتمر بالتعاون مع اليابان والحكومة الفلسطينية، ومن المتوقع أن يتمخض عن المؤتمر الخروج ببعض المشاريع الممولة لإقامتها في فلسطين.

فلسطين والفلبين علاقة محدودة سياسياً واقتصادياً
أما فيما يتعلق بجمهورية الفلبين والعلاقة مع فلسطين، فأوضح السفير الآغا لـ معا أنّ الفلبين كانت من بين الدول التي اعترفت بإعلان الاستقلال خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بالعاصمة الجزائرية عام 1988، وصوتت لصالح فلسطين باليونيسكو عام 2011، وصوتت لصالح فلسطين بالجمعية العامة للأمم المتحدة، علاوة على دعمها في مختلف المنظمات الدولية.
ولفت إلى أنّ التواصل السياسي بين فلسطين والفلبين على مستوى بسيط، والعلاقات الإقتصادية محدودة، ويوجد فيها فقط بضع مئات من الفلسطينيين.

فلسطين وبروناي
وحول ما يجمع بين فلسطين وسلطنة بروناي "دار أو أرض السلام" جنوب شرق أسيا، تحدث السفير الآغا أنّ ما ينطبق على الدول سالفة الذكر اعلاه فيما يتعلق بموقفها من القضية الفلسطينية واعترافها ودعمها للقرارات الدولية المساندة للقضية، ينطبق أيضاً على بروناي.
ويدرس عدد محدود من الطلاب الفلسطينيين في بروناي ضمن منح دراسية سنوية تقدمها السلطنة لفلسطين، بحسب ما ذكر الآغا.
ويمثل بروناي سفير مفوض فوق العادة غير مقيم لدى دولة فلسطين وانما في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان.
وأشار الأغا إلى أنّه لا يوجد علاقات اقتصادية بين فلسطين وبروناي كونها سلطنة صغيرة، لكن هناك مجموعات من مواطني بروناي تأتي إلى فلسطين ضمن السياحة الدينية وتزور الاماكن المقدسة في فلسطين.

برنامج تعاون دولي بين فلسطين والمالديف
تجمع جمهورية المالديف بفلسطين علاقات طيبة، فهي من الدول التي تنادي بالتحرر من الاحتلال، وتعترف بدولة فلسطين وتدعم الموقف السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في الساحة الدولة، وهناك تنسيق مواقف وزيارات متبادلة على مستوى الروؤساء بين البلدين، وفق ما يقول سفير فلسطين غير المقيم في المالديف د. أنور الآغا.
وأكد السفير أنّه تم الاتفاق مؤخراً بين البلدين على تنفيذ برنامج التعاون بين دولة فلسطين وجمهورية المالديف قريباً، حيث سيتضمن تنفيذ مشاريع ونشاطات في مجالات الصحة والزراعة والتعليم والسياحة والطاقة والتعاون في المجال الديني وغيره، إذ سيتم مواءمة أولويات المالديف المعبر عنها مع الإمكانيات المعرفية الفلسطينية، من خلال برامج عمل الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي وأنشطتها المتخصصة بالتعاون مع الوزارات والهيئات الفلسطينية الشريكة.
وعن الجالية الفلسطينية في المالديف أشار السفير إلى أنّها محدودة جداً فهناك حوالي 10 فلسطينيين فقط في المالديف.