وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بدون مؤاخذة- انتهت صلاحيّات قطر Expired

نشر بتاريخ: 07/06/2017 ( آخر تحديث: 07/06/2017 الساعة: 11:51 )
بدون مؤاخذة- انتهت صلاحيّات قطر Expired
الكاتب: جميل السلحوت
الأزمة التي تعيشها قطر ليست وليدة اللحظة، ولا هي نتاج لتصريحات أميرها تميم بن حمد الأخيرة، والتي أثارت حفيظة السعوديّة ودول مجلس التّعاون الخليجي، ومصر ودول عربيّة واسلامية أخرى.
ولنتذكّر أن قطر حتّى سيطرة الأمير حمد بن خليفة على الحكم عندما انقلب على أبيه في يونيو 1995، لم يكن أيّ ذكر لقطر على السّاحة العربية أوالاقليميّة، والذي استغلّ المداخيل العالية لإمارته الصّغيرة، لتثبيت حكمة تحت الحماية الأمريكيّة، التي تملك قاعدة "العيديد" والتي تعتبر أكبر قاعدة عسكريّة أمريكيّة خارج أمريكا، فأطلقت أمريكا يده في المنطقة، من خلال مليارات الدّولارات التي تصبّ في خزينته سنويّا، لتحقيق الأجندات الأمريكيّة في المنطقة، ولترسل رسائل إلى مختلف دول المنطقة مفادها أنّ من يسلّم رقبة وطنه وشعبه لأمريكا، بإمكانه أن يتزعّم الاقليم مهما كان حجمه صغيرا، وبالتّالي احتضنت قطر جماعة الاخوان المسلمين، وما انبثق عنها من منظّمات وأحزاب، بعد نفاهمات جماعة الاسلام السّياسيّ مع أمريكا، وقبولهم أن يكونوا وقودا "للفوضى الخلاقة" مدعومين بصنبور المال القطريّ، ولا يعني هذا مطلقا تبرئة الآخرين من المشاركة في هذه الفوضى، التي تستهدف الأقطار والشّعوب العربيّة، لتطبيق المشروع الأمريكي "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة.
وقد رأت قطر نفسها أكبر من حجمها وقدراتها بكثير، وازدادت غطرسة حكامها، فتخطّوا دولا اقليميّة فاعلة في المنطقة مثل مصر والسّعوديّة، طبعا بعد تدمير العراق واحتلاله عام 2003،. واشعال نار الفتنة في سوريا منذ العام 2012.
وكانت البداية بغزو العراق واحتلاله وتدميره وقتل وتشريد شعبه، ثمّ تتابعت الأمور ودعم وتأييد انقلاب حماس وانفرادها بقطاع غزة، منذ حزيران 2007، إلى اشعال نار الفتنة في ليبيا، سوريا، اليمن، ومصر وتمويل المنظّمات الارهابيّة التي تقتل وتدمّر في هذه البلدان.
وما كانت قطر لتجرؤ على كلّ ذلك، لولا الدّعم الأمريكيّ لها، بل إنّها كانت تنفّذ السّياسة الأمريكيّة في المنطقة حسب الدّور المرسوم لها.
وبما أنّ العلاقات بين الدّول تقوم على المصالح، فإنّ زيارة الرّئيس الأمريكي ترامب للسعوديّة في نيسان –ابريل- الماضي، وعقده صفقات بحوالي 500 مليار دولار مع السّعوديّة، وما قامت به السعودية من دعوة قادة الدّول العربيّة والاسلاميّة، للمشاركة في لقاء الرّئيس الأمريكي، قد أثبتت للإدارة الأمريكيّة أنّ مصلحتها مع السّعوديّة وليس مع قطر، وأنّ السعوديّة بما تملكه من ثروات ماليّة لها دور فاعل في المنطقة أكثر عشرات المرّات من قطر. ومن خلال السّعوديّة وثقلها الاقتصادي، ومصر وثقلها في المنطقة كأكبر دولة عربيّة، وبالتّالي فإنّها هي المؤهلّة لتأمين المصالح الأمريكيّة في المنطقة، ومن خلالها يمكن تجنيد الاسلام السّنّي، ويمكن التحالف مع اسرائيل أيضا للوقوف في وجه إيران، التي تسعى لإقامة امبراطوريّتها الفارسيّة، ولتصفية القضيّة الفلسطينيّة أيضا.
وقطر التي صرفت مليارات الدّولارات لتغذية "الفوضى الخلاقة" تحت شعار ما سمّي بالربيع العربيّ، وتستعمل فضائيّة الجزيرة بامكانيّاتها الاعلاميّة الهائلة، وما تنفقه عليها من مئات ملايين الدّولارات، لنشر الفتنة وتضليل الرّأي العامّ العربيّ، وما يسمّى "إعادة تثقيف الشّعوب العربيّة" لترويج السّياسات الأمريكيّة والاسرائيليّة في المنطقة العربيّة، يبدو أنّها لم تدرك بعد أنّ دورها قد انتهى، وإن لم تخضع ذاعنة للمطالب السّعوديّة، فكل الدّلائل تشير أن نظامها الحاكم سيجري استبداله، وإذا لم تدرك قيادة الاخوان المسلمين هي الأخرى أنّ دورهم قد استنفذ أيضا، وأنّ سياساتهم وممارساتهم العمياء هي التي قادت إلى تصنيفهم كحركات ارهابيّة، وبالتّالي فإنّ مصيرهم يبقى على كفّ عفريت.