|
لقاء حواري حول مسار العمل الوطني بغزة
نشر بتاريخ: 11/06/2017 ( آخر تحديث: 11/06/2017 الساعة: 14:11 )
غزة- معا- عقد مركز د. حيدر عبدالشافي للثقافة والتنمية لقاءً حوارياً تحت عنوان "مسار العمل الوطني الفلسطيني خلال 50 عاماً من الاحتلال"، في سياق دور منظمات العمل الاهلي والمجتمع المدني والمنظمات الثقافية ومنها المركز لإحياء الذكرى 50 لعدوان حزيران عام 67.
وتحدث محسن ابو رمضان ممثلا عن المركز" 50 عاما من الاحتلال لم تكن بسيطة بالنسبة للمجتمع الفلسطيني ولم يمر الاحتلال مرور الكرام بل قام بكل الاشكال والنابعة عن تمسكه بجذوره وبأهدافه عبر اشكال مختلفة من الكفاح الامكانيات وكان العمل الجماهيري والذي طبع سمة النضال الوطني الفلسطيني بالضفة الغربية والعمل المسلح والمقاوم في قطاع غزة كان هو السمة الغالبة لكن وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة ادت الى تشكيل روابط جمعية بين كل من الضفة الغربية وقطاع غزة عبر تشكيل هيئات وطنية مشتركة لقيادة النضال في مواجهه مخططات الاسرائيلية من أجل ترسيخ الهوية وفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة والحق في تقرير المصير وابرز هذه الهيئات المشتركة كانت الجبهة الوطنية المتحدة عام 74 ولجنة التوجيه الوطني عام 78- 79 وايضا القيادة الموحدة التي تبلورت بالانتفاضة الشعبية الكبرى87 -93 ". واشار ابو رمضان الى ان هناك اشكالا من العمل الجماهيري المتعدد مارسته القوى المجتمعية وحيث برزت الحركة الطلابية والحركة النقابية والحركة النسوية والانشطة الثقافية والفنية والمسرحية والصحف والجرائد والمجلات مما عكس رغبة فلسطينية واراده جمعية باتجاه بلورة الهوية الفلسطينية وذلك من اجل الحق في تقرير المصير، مؤكداً ان لجان العمل التطوعي واللجان الشعبية كانت ابرز هذه الأوعية الى جانب الدور الذي لعبته المؤسسات التي ساهمت جميعها والحركات الاجتماعية باستنهاض الحالة الوطنية عبر الانتفاضة الشعبية الكبرى التي افرزت وثيقة الاستقلال في 15/11/1988 والتي أكدت على البعد التحرري والعمق الديمقراطي والمضمون المبني على فكرة المواطنة. واشار ابو رمضان" الى أن المرحلة ما بعد تأسيس سلطة 1994حيث جرى تجويف الحركة النقابية والاجتماعية وتم التركيز فقط على جهود المفاوضات وتعزيز الثقافة الزبائنية والمنفعية، كما قامت دولة الاحتلال بإجراءات التقيد باتجاه محاولة عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية مستثمرة احداث الانقسام في عام 2007 حيث عمقت من عملية حصار قطاع غزة واستفردت بالضفة الغربية من خلال الاستيطان وختم قائلاً ان استعادة الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال بناء منظمة التحرير على قاعدة الشراكة وفق برنامج سياسي تحرري وعقد اجتماعي مبني على الديمقراطية والتعددية واحترام الاخر، يشكل المخرج المهم لأزمة النظام السياسي الفلسطيني الراهن". من جهته، اشار الخبير بالشأن التنموي تيسير محيسن الى ان اسرائيل ادركت الخطء التاريخي التي وقعت به فيما يتعلق بوحدة الضفة وقطاع غزة والقدس حيث اصبحت القدس عاصمة للثقافة الوطنية الفلسطينية وعنوان الانشطة الفكرية والثقافية والتحررية وخلقت الروابط المشتركة ما بين قطاع غزة والضفة الغربية بصورة ديناميكية وفاعلة، وذلك نتيجة هذا النهوض الوطني الكبير الذي تجسد بالانتفاضة الشعبية الكبرى حيث قامت اسرائيل بإجراءات من التفكيك والتجزئة والتقسيم بين قطاع غزة والضفة الغربية وبين اجزاء الضفة الغربية مع بعضها البعض من خلال حصر الفلسطينيين في اقفاص حديدية محكم عليها السيطرة مؤكداً بان 50 عام من الاحتلال يجب ان نستخلص منها النتائج والدروس والعبر ونسير وفق عملية مراجعة تقيميه على قاعدة تقيم كل 20 سنة على حدة حتى نظهر بها مواطن القوة ونقاط الضعف وحتى يستفيد الجيل الفلسطيني القادم من هذه التجارب، مؤكداً بأن الوحدة الوطنية هي الخلاص من خلال اعادة بناء منظمة التحرير واعادة تصويب السلطة لتعزيز مقومات الصمود الوطني. من جهته، اشار حسن عبدو بان انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وتأسيس منظمة التحرير كان تحول نوعياً من البعد القومي الى البعد الوطني، مؤكداً ان التنازلات التي حصلت في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية من تحرير كامل التراب الى اقامة الدولة في الضفة وقطاع غزة لم تساعد على التقرب من تحقيق الهدف الوطني، مشيراً" باننا يجب ان نبني روايتنا على قاعدة التحرر الوطني ويجب ان لا تكون هناك تنازلات تكتيكية بل تسير وفق ثوبتنا الاستراتيجية والوطنية حيث ان القدس يجب التمسك بها بوصفها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة"، مؤكداً ان اسرائيل تستخدم الدين لتبرير ممارساتها العدوانية ولإحلاليه وعمليات التطهير العرقي الذي تمارسه بالقدس وبمناطق اخري من الضفة الغربية. اما محمد حجازي، فأشار الى أن انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة كان تعبيراً عن الوطنية الفلسطينية وكان هذا التعبير يتجسد من خلال منظمة التحرير حيث كانت هناك حالة من التعددية السياسية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية من جهته، أكد الكاتب الصحفي هاني حبيب" ان عدوان حزيران عام 67 كان مخطط له كما يبرز من خلال مراجعة الادبيات الاسرائيلية والوثائق الاسرائيلية بانه لم يكن صدفة عدوان حزيران وكان مبرمج وممنهج وكان مخطط في العقل الصهيوني لدي صناع القرار الاسرائيلي بهدف تثبيت دولة اسرائيل كدولة عادية في المنطقة ومعترف بها في الامم المتحدة وايضا تملك قوة الردع وبعد ذلك اصبح الحديث عن الحوار والمفاوضات بدلا من امكانية التصدي لإسرائيل كما كان موجود في السابق من خلال المواجه المسلحة العسكرية فقد اصبحت لغة المفاوضات هي السائدة بدلا من امكانية التخلص من اسرائيل والتصدي للاحتلال عن طريق عمل الجيوش العربية". واشار الى أن هذا التخطيط المسبق من قبل اسرائيل يجب ان يدفع العقل الفلسطيني والعربي ايضا الى التفكير المسبق بآليات التصدي للاحتلال واستخدام الوسائل النضالية المناسبة التي تمكنا من تحقيق الهدف الوطني. واكد على" ان بالظروف الراهنة وضمن تعقيداتها المحلة والاقليمية والدولية باننا يجبب ان نحافظ على بقاء الفلسطينيين وصموده واستمرارهم بالحد الأدنى بالتواجد الديمغرافي فهو بحد ذاته يعتبر شكلاً من اشكال الصمود". من جهتها، اشارت هالة القيشاوي مديرة مؤسسة الضمير لحقوق الانسان الى ان على الشباب ان يستعيدوا المبادرة وان يستفيدوا من تجارب الحركة الطلابية في الثمانينات من القرن الماضي التي ساهمت في استنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية، وان يبتعدوا عن التفكير الذاتي والرغبة بالهجرة وغيرها من الامور التي لا تساعد في استنهاض حالة الشباب او استنهاض الحالة الوطنية الفلسطينية بصورة عامة. |