|
"أدوية شائعة الاستخدام تسبب التحسس الضوئي"
نشر بتاريخ: 13/06/2017 ( آخر تحديث: 13/06/2017 الساعة: 15:26 )
القدس - معا -على الرغم من الفوائد العديدة لأشعة الشمس اللازمة للعمليات الحيوية عند الكائنات الحية، الا أن لها عدة أضرار يمكن ان تؤثر على صحة الإنسان، من أهمها حساسية الضوء (photosensitivity)، هي موضوع تناولته الدكتورة الصيدلانية نرمين انجاص لمشروع تخرجها من كلية الصيدلية في جامعة القدس باشراف الدكتور حسين حلاق.
تنتج هذه الحالة المرضية عند التعرض لضوء الشمس بالتوافق مع تناول بعض النباتات او التعرض لبعض المركبات الكيميائية بسبب اختراق الأشعة الفوق بنفسجية من نوع(UV-A) لطبقات الجلد الداخلية. وتظهر علامات التحسس الضوئي على شكل طفح جلدي بلون أحمر عند التعرض المباشر لأشعة الشمس التي تحوي الأشعة الفوق البنفسجية (UV) أو مصادر الضوء الصناعية ويُرافقه في بعض الحالات الالتهاب الجلدي. تعتبر حساسية الضوء إحدى أهم الأعراض الجانبية للعديد من الأدوية والتي يجهلها الكثير من الناس، حيث يتأثر البعض بأشعة الشمس الساطعة صيفاً ويتسبب ضوء الشمس الخافت شتاء في إصابة البعض الآخر، وتتأثر الحالات شديدة الحساسية بإضاءة المصابيح الفلورية الداخلية. من أهم الأدوية المسبة لهذه الحالة المرضية، هي أدوية شائعة الاستخدام من قبل الناس سواء عن طريق الفم (systemic)أو بشكل موضعي(Topical) على الجلد، مثل بعض مسكنات الألم وأدوية الالتهابات غير الستيرودية (NSAID`S)مثل الكيتوبروفيين(Ketoprofen) ,البايروكسيكام(piroxicam) والدايكلوفيناك(Diclofenac)، وهي تعتبر المسؤول الرئيسي عن معظم حالات التحسس الضوئي. الحالات الأكثر تكرارا تكون نتيجة لبعض المضادات الحيوية(Antibiotic) التي يتم تداولها بشكل كبير بنوعيها التتراسايكلين(tetracycline’s) والكواينيلونquinolones))وهي تعتمد على الجرعة الدوائية بحيث كل ما زادت الجرعة زادت احتمالية الإصابة بالتحسس الضوئي. يجب اخذ الحذر الشديد عند استخدام أدوية علاج حب الشباب(بثور الوجه والجسم) مثل أدوية الريتونيويد (retinoid) التي تزيد من حساسية الجلد للضوء، بالإضافة للعديد من الأدوية التي تسبب التحسس الضوئي والتي تتفاوت حدتها كأدوية القلب مثل(Amiodarone) ومدرات البول مثل(Thiazides), أدوية الفطريات مثل(Voriconazole), وبعض أدوية الحساسية(Anti-Histamine), وبعض أدوية السكري مثل(Sulfonylurea). تختلف حدة الإصابة بحساسية الضوء من شخص إلى آخر وهذا يعتمد على عدة عوامل أهمها: 1-كمية الدواء 2-سمك طبقة الجلد الخارجية 3-قدرة الأشعة على اختراق طبقات الجلد 4-كمية صبغة الميلانين الموجودة بالجلد 5-كفاءة جهاز المناعة تكمن خطورة حساسية الضوء في إمكانية انتشارها إلى مناطق واسعة من الجلد التي تعرضت للأشعة بشكل مباشر، وفي بعض الحالات الشديدة جدا قد تتفاقم وتؤدي إلى حدوث سرطان بالجلد بالإضافة إلى بعض الإضرار التي قد تحدث مثل تجاعيد الجلد المبكرة. الأمر الشائع للوقاية من التحسس الضوئي هو استخدام واقي الشمس، وهنا يجب التركيز على نوع واقي الشمس المستخدم، بحيث يوجد أنواع من واقيات الشمس قد تكون المسبب في التحسس الضوئي وهذا يعتمد على طبيعة المواد التي تحتويها واقيات الشمس، فعند اختيارنا لواقي الشمس في هذه الحالة يجب أن يكون معيارنا نوعية المواد المكونة لهذا المستحضر وليست نسبة (SPF). زيادة نسبة (SPF) تزيد نسبة الحماية من أشعة (UV-B) وتقل نسبة الحماية من أشعة (UV-A) التي تعتبر المسبب الرئيسي للتحسس الضوئي، لذلك ينصح باستخدام واقيات الشمس للحماية من التحسس الضوئي بنسبة (SPF) قليلة (15%) أو(30%) ويجب تجنب استخدام واقيات الشمس ذات نسبة (SPF) العالية لأنها تزيد من احتمالية الإصابة بالتحسس الضوئي. يجب مراعاة عدة أمور إضافة إلى استخدام واقي الشمس المناسب للوقاية من التحسس الضوئي من أهمها عدم التعرض لأشعة الشمس فترة الظهيرة من10 صباحا حتى 3 مساء، ارتداء ملابس واقية ضد الأشعة، إمكانية استبدال دواء بآخر يمتلك نفس الفائدة العلاجية ولكن لا يسبب التحسس الضوئي لدى الأشخاص اللذين لديهم حساسية مفرطة للضوء والتي قد تحد من أنشطتهم اليومية، بالإضافة إلى إشارة بعض الدراسات إلى تناول بعض المواد التي تحتوي على مضادات أكسدة قد تساعد في الوقاية من التحسس الضوئي. |