|
"أوراد" تعقد طاولة مستديرة حول إضراب الاسرى وزيارة ترامب والانتخابات
نشر بتاريخ: 14/06/2017 ( آخر تحديث: 14/06/2017 الساعة: 13:31 )
رام الله- معا- عقد معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، طاولة مستديرة بعنوان "ماذا بعد: اضراب الاسرى وزيارة ترمب والانتخابات المحلية؟"، بمشاركة سياسيين وأكاديميين وصحفيين وممثلين للأحزاب والمؤسسات الأهلية والمجتمعية.
وفي بداية اللقاء، استعرض الدكتور نادر سعيد مدير عام مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) نتائج استطلاع مؤكداً أن أهم نتيجتين سياسيتين لإضراب الأسرى؛ إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، يليها تعزيز مكانة وتأثير القيادي مروان البرغوثي. كما يكشف الاستطلاع عن سخط عام ولدى الغالبية تجاه أداء الفصائل والقيادات السياسية الفلسطينية. وتشير النتائج الى أن رغبة ترمب بتحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في المستقبل المنظور ممكنة اذا توفرت الإرادة، ولكن استطلاع أوراد بين الخبراء يوضح أن 57% منهم يرون بأن الرئيس ترمب غير جدي في تحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وتصل نسبة المقتنعين بتحيز الموقف الأمريكي لإسرائيل إلى أكثر من 80%. وفي تحليله لنتائج الانتخابات المحلية، أكد د. سعيد على ظهور عوامل أخرى مهمة ومؤثرة يجب دراستها بدقة تتعلق بالانتخابات المحلية الأخيرة كالتركيز على الأجندة للمترشحين والقوائم على خلاف تأثير التحالفات العائلية على جوهر الانتخابات. مبيناً أن رفع يد السلطة وحماس عن هذه الانتخابات أعطى امكانية لديناميكية محلية جديدة ودور لعوامل حداثية غير مرتبطة بالعوامل الإرثية (العشائرية) في تشكيل الأنماط الانتخابية متجاوزة الأنماط التقليدية المستندة على العائلية وتأثير الأحزاب. وحول نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية، أكد سعيد أن نسبة المشاركة لم تختلف عن عام 2012 حيث بلغت (53.0%) بينما بلغت هذا العام (53.4%)، مبينا أن هذه النسبة منخفضة مقارنة مع انتخابات عام 2006 وذلك يعود لتراجع الاهتمام بالقضايا السياسية والمحلية. واعتقد دكتور سمير عوض المحاضر في جامعة بيرزيت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ينوي عقد صفقة سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرا إلى أن زيارة ترمب الأخيرة للمنطقة العربية تهدف لزيادة الضغط على الفلسطينيين من خلال الضغط العربي والاسلامي على الفلسطينيين للموافقة على بنود صفقة قاصرة وتعبر عن أعلى سقف لإسرائيل. ويتوقع عوض أن ترمب يرغب بعقد صفقة تاريخية من خلال الضغط العربي والاقليمي عبر توقيع اتفاق سلام جديد بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال الحصول على تنازلات اسرائيلية محدودة وغير جدية، مشككا في جاهزية الفلسطينيين على التصدي للمخططات الأمريكية في المنطقة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وحالة الاحباط العامة التي يعيشها الفلسطينيون. أما فيما يتعلق بإضراب الاسرى، أوضح محرم البرغوثي مدير اتحاد الشباب الفلسطيني أن اضراب الأسرى الأخير أعاد الاعتبار للقضايا الوطنية الفلسطينية وادخل الاجيال الشابة الجديدة في متعرك النضال الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي. مبيناً أن الفجوة بين الطبقات الاجتماعية بين المتنفذين وأصحاب رأس المال من جهة، والمواطنين الفقراء وأهالي الأسرى والشهداء من جهة ثانية ساعد في عدم تصعيد الوضع ضد الاحتلال. وفيما يتعلق بالتحركات الأمريكية في المنطقة، يرى البرغوثي أن أمريكا تعمل على استغلال التفرقة الدينية بين الدول العربية والاسلامية لتحقيق مصالحها باستخدام القوة الناعمة عبر اذرعها في المنطقة، مشيرا إلى أن دعم جهة عربية ضد أخرى سيسهل عمل الادارة الامريكية وتحقيقها مصالحها كما تريد وهذا سيساعدها في الملف الفلسطيني. ومن ناحيتها، ترى الناشطة المجتمعية وسيدة الأعمال أمل الغضبان أن الإدارة الأمريكية تمارس دورها المعتاد في استغلال موارد الشعوب المقهورة في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن أزمة العرب والفلسطينيين تتمثل في غياب حراك جماهيري يحتضن معارضة قادرة على رفض الظلم والقهر والاستبداد عن شعوبها. وفي المقابل، اعتقد الدكتور عبد المجيد سويلم المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة أن عدالة قضية الشعب الفلسطيني لا يمكن كسرها كما يعتقد البعض، وأن المؤامرات الاقليمية لن تحول دون تحقيق الفلسطينيين لحقوقهم كاملة التي يعترف بها المجتمع الدولي، مبينا أن المستقبل ليس للأحزاب الفلسطينية التقليدية وانما سيكون لبديل اجتماعي ووطني ليست معالمة واضحة حتى الآن. واتفق رأي د.سويلم مع رأي حلمي الاعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات " حريات " في أن الشعب الفلسطيني قادر على تحد كافة الصعوبات وأن ترمب والسلام الاقليمي المنشود لن يستطيع اجبار الفلسطينيين على ما لا يريدون، مضيفاً أن الفلسطينيين لم يذهبوا الى انتفاضة ثالثة نتيجة لضعف الأحزاب السياسية من جهة، ومنع السلطة الفلسطينية من تصعيد الاضراب ليتحول الى اشتباك مباشر مع الاحتلال على غرار الانتفاضة الأولى. من جانبها، أكدت ريما نزال عضو الامانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أن المجتمع الفلسطيني يعيش حالة من التخبط في ظل ما يجري في البلدان العربية، حيث أن الملفات العربية يتم صناعتها بالخارج، مبينة أنه وبحسب الاجندة الأمريكية فان الملف الفلسطيني يتم الآن تحيده بعيداً للوراء على حساب الملفات العربية. هذا ورأى أمال خريشة مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، أن الفلسطينيين يعانون من حالة جمود في الحالة السياسية نتيجة لما آل إليه مسار المفاوضات من طريق مسدود وتفاقم الوضع الداخلي الفلسطيني، مما قلل من ثقة المواطنين بالأحزاب والقيادات الفلسطينية، داعية الى ضرورة توحيد اليسار الفلسطيني ضمن خطاب وبرنامج سياسي اجتماعي يحاكي تطلعات الفلسطينيين. ورأى الدكتور زياد عزت المحاضر في جامعة بيرزيت أن عاملي الظلم وطول المدة سيزيدان من التحدي، مستعرضاً تاريخ الانتفاضة الأولى، موضحاً أن الأجواء الحالية شبيهة إلى حد كبير بالأجواء تلك الانتفاضة، مبينا أن القادم مرتبط بمدى ادراك الفلسطينيين لهذا الظالم الواقع عليهم. من زاويته، شدد الاقتصادي عماد العارف المدير التنفيذي لشركة باو على ضرورة الاهتمام بالشأن الاقتصادي الفلسطيني كما يتم الاهتمام بالشأن السياسي من خلال محاولة التغيير في معدلات الفقر والبطالة وانشاء مصانع فلسطينية وتنمية الأعمال و تعزيز الاستثمارات الاقتصادية كوسيلة للتجهيز بإقامة دولة فلسطينية. ودعا العارف الى التنمية في الشباب وحل مشكلاتهم واعطاء دور هام لهم في صنع القرار كما يجري في البلدان المتقدمة، مؤكد على أهمية تثقيف الشباب وتنمية مواهبهم وقدراتهم في المجالات الريادية المختلفة. من جانبه، شدد الدكتور عمر رحال مدير مركز شمس على ضرورة صياغة استراتيجية فلسطينية سياسية تقوم على أساس برنامج شراكة وطني يراعي تعزيز قيم المواطنة والمساواة والعدالة في المجتمع. مشيرا الى أن الحاجة ملحة الى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني. |