|
في الذكرى العاشرة للانقسام... بضع كلمات للتاريخ
نشر بتاريخ: 15/06/2017 ( آخر تحديث: 15/06/2017 الساعة: 11:59 )
الكاتب: المحامي زيد الايوبي
قبل عشر سنوات وقع المحظور وحركة حماس اصابها الغرور لتتخذ قرار جنونيا بالانقلاب على الشرعية الفلسطينية وتجسيد انقسامها البغيض في غزة، لم يمنعهم الدين من قتل اخوتهم وشركائهم في الدم والتراب والنضال ابناء فتح، بل وسحلهم في الشوارع ولم يرق قلبهم لبراءة اطفال بعلوشة ليعدموهم امام اعين والدهم ولم يخجلوا من عيون زوجة ابو المجد غريب وهم يذبحوه امام ناظريها وييتمون اطفالها باسم الدين والمقاومة.
نعم، كنا ولا زلنا نصلي مع ابناء حماس في مسجد واحد وعندما يقول الامام رصوا الصفوف تكون اكتافنا على اكتافهم، نركع معا ونسجد معا، ونرفع ايدينا معا لرب العالمين متضرعين ومبتهلين، لكنهم رغم كل هذا لم يردعم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لتهدم الكعبة حجرا حجرا اهون على الله من اراقة دم المسلم على يد اخيه المسلم). يوم 14/6/2007 وقع المحظور وكرست حماس انقسامها البغيض هناك في غزة المكلومة وسيطرت على الحجر والبشر والشجر بقوة السلاح وحكمت الناس هناك بالحديد والنار ومارست بحق اهلنا كل صنوف الاجرام والعربدة والبلطجة باسم الدين وتطبيق الشريعة، لقد اختطفت اهلنا جلهم وزجت المناضلين وخيرة ابناء شعبنا في غياهم زنازينها وصبت جام حقدها على كل ينتقد او يفكر في الانتقاد. في غزة التي يختطفها فرع الاخوان المسلمين في فلسطين لا تستطيع ان تفتح فمك الا عند طبيب الاسنان.. فحكمهم تجسيد لارادة الله ومن يعارضهم يمسي اما كافرا او عميلا واخترعوا تهمة الاتصال برام الله وكأن رام الله واهلها من كوكب اخر... اليوم وبعد مرور عشر سنوات على الانقسام الحمساوي البغيض ها هم اهلنا وربعنا في غزة يعانون ضنك العيش جراء حكم حماس فلا ماء ولا كهرباء ولا وقود والبطالة حدث ولا حرج والمرضى لهم رب العالمين ولازالت قيادة حماس غارقة في عنادها وغرورها ولا يهمها الا مصالحها ومكاسبها ومناصبها ولا زالوا يمارسون سفورهم وعهر سياستهم من حضن الى حضن، مرة في حضن ايران ومن معها ومرة في حضن تركيا ومرة وفي حضن قطر يبحثون عن الحضن الذي يدفع اكثر فلا همهم شعبنا ولا قدسنا ولا قضيتنا ولا ما يحزنون. حاول الرئيس ابو مازن اقناع حماس بانهاء الانقسام واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة وخاضت فتح معهم مفاوضات مراثونية لغايات ابرام مصالحة وطنية شاملة على قاعدة الشراكة في الدم والقرار ولم تعتب علينا عاصمة عربية الا ورعت مفاوضاتنا من مكة الى القاهرة والدوحة ودمشق حتى وصلنا موسكو ...وتم التوصل لاكثر من اتفاق معهم ابتدأ من وثيقة الاسرى الى اتفاق مكة واتفاق الشاطيء ووثيقة الوفاق والورقة المصرية لكن حماس في كل مرة تضع العصي في الدواليب لتحبط مساعي الرئيس ابو مازن لابرام المصالحة فطعم الكرسي والمال عندهم اغلى من وحدة شعبنا. في هذا السياق يجب ان لاننسى ان نتنياهو وليبرمان خيروا الرئيس بين العلاقة والمصالحة مع حماس واما السلام مع كيانهم فاختار المصالحة مع حماس فما كان من حكومة الاحتلال الا وان فرضت عقوبات قاهرة وصعبة على السلطة الوطنية خصوصا عدم تحويل عائدات الضرائب للسلطة لكن ايوب فلسطين لازال صامدا ثابتا وشعاره احد...احد..ويده ممدودة دائما لاخوتنا ابناء حماس ..كيف لا وهو قائد فتح العاصفة ام الولد. بعد الانقلاب حادت حماس عن خط المقاومة لتغدو ورقة واداة رخيصة بيد من يمولها ويدعمها فتدخلت في ازمة سوريا وشاركت في ازمة العراق ولعبت دورا في زعزعة استقرار ليبيا وتونس وباقي الدول العربية ولعل ما جاء على لسان الناطق باسم الجيش الليبي عن الدور الحمساوي في زعزة استقرار ليبيا وممارسة عناصرها في سيناء هو خير دليل، لا ندري اذا كان قادة حماس يعلمون ان اكثر من مليون فلسطيني يتواجدون على اراضي هذه الدول الشقيقة وماهو مصيرهم لو قرر اشقاؤنا العرب فرض عقوبات علينا ردا على تدخل حماس في شؤونهم ؟؟؟؟ الم نتعلم من دروس الماضي القريب؟؟...وماذا بعد يا حماس ؟؟؟ اليوم ومع تسارع الاحداث على المستوى الاقليمي بشكل دراماتيكي وبعد مقاطعة دول عربية وازنة لدولة القطر الراعي الماسي لمدعي المقاومة وحراس الدين في غزة تسعى حماس للخروج من عزلتها باي ثمن حتى لو كلفها الامر التحالف مع من عذب قادتها ومناضليها في سجونه واجلسهم على اعناق زجاجات العصائر ومنهم زهارهم فالواضح ان مصالح من كانوا يرفعون شعار المقاومة وتطبيق الدين قد التقت مع مصالح شيطان فلسطين الدحلان ...فالطرفان يسعيان اليوم لاقامة حكم مستقل لهما في غزة على حساب القدس والمشروع الوطني ويسعون للحصول على رعايات عربية لمشروعهم لكن املنا دائما في العرب وبالاخص مصر ام الدنيا خيمة العرب ليجهضوا مشروع حماس والمطرود فلم يتبق لفلسطين الا نفس الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لن يخيب املنا فيه برفض اقامة الامارة السوداء في غزة لان ذلك يعني ان حماس وحليفها الهارب من وجه العدالة لا يفكرون الا بمصالحهم وستضيع القدس ويضيع مشروعنا الوطني والاحتلال هو الكسبان الوحيد من ذلك لكن مصرنا لا زالت على عهد شهدانا وقدسنا ولن تسمح لمشروع الشياطين الاسود بالمرور. في النهاية وبعد ان خانت حماس عهد الشهداء وشقت ظهر شعبنا الى شقين فادخلتنا في اتون ازمة وطنية وسياسية خطيرة قدمت من خلالها فرقة شعبنا على طبق من فضة للاحتلال، آن لها ولقيادتها الجديدة ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية بحق فلسطين وغزة والقدس والضفة وبدلا من البحث عن حضن خارجي جديد لها فلتعد الى حضنها الشرعي والاخلاقي والوطني وهو شعبنا وشرعيتنا والا فان قضيتنا برمتها ستكون على كف عفريت وسنخسر ما تبقى من مشروع شهدائنا واسرانا وسينتصر مشروع الاحتلال على حلمنا ليس بفعل قدرة الاحتلال وانما بغباء وغرور من يدعون انهم مقاومة واهل الدين فقادة الحماس ومعهم المطرود لا زالوا يعلون مناصبهم ومصالحهم على مصالح شعبنا وقبل ان اختم اقول لقادة حماس ومن يتحالف معها خذوا كل المكاسب والمناصب والكراسي واتركوا لنا كرامتنا ..انها بضع كلمات اقولها للتاريخ عل من غامروا بوحدة وكرامة شعبنا من اجل مصالحهم الضيقة يفقهون...قال تعالى(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)...والسلام. |