|
يبدو بأن شروده
نشر بتاريخ: 15/06/2017 ( آخر تحديث: 15/06/2017 الساعة: 15:54 )
الكاتب: سميح فرج
وتجيء قَحقحة تقاتل بعضها، ويقول صاحبها المُجَرِّب كل غابات المعاني ويقول متكئاً على صوت تهدَج في انعطافات المكانْ يا صاحبي، صَدِّق بأَنّا...، ثم تنكسر العبارة ويجسُّ قهوته التي ثم يرجعها إلى حيث استراحت ويغيب ما بين الشفاه دقيقة مجنونة، الله... يا الله! كل الكياسة ها هنا...! كل المسافات الرهيبة، وكأن قهوته اكتشاف مرعبٌ ويُفَصِّل الكلمات فيها قبل ابتلاع تلالها وسهولها، وسألتُ نفسي حينها، وأجبتها: لو أنني...! لو أنه...! ويزمّ أخبار الحكاية كلها، إذ ينحني ويَهمّ أيضاً يبدو بأن شروده، يخفي حوراً مع غيوب نحن منها ويعود فينا وأتوق أن أجتاز أشيائي لأدخل كل شيءٍ، كل شيء، ثم أقرأ كل فاصلة وحرف، ما زلت تأخذني رهافات التوجس ما زلت أنتظر القليل أو الكثير من الرجلْ، سيقول أن ال...، لا لن يقول...، بل إنه: هذي المقولة سوف تفتح قصة مجنونة هذي المقولة سوف تجلس وحدها هذي المقولة سوف نرفعها صباحاً هذي المقولة سوف يعجبها كلامي هذي المقولة سوف يغضبها الكلامْ وبقيت أحتسب الفجاءات الرهيبة كلها هذي المقولة سوف نأخذ بعضها، أو كلها هذي المقولة سوف نهمسها إذا لزم الحديث سأعود أكمل عن صديقيْ المستفيض من العذابْ هذا دواءٌ صامت هذا دواءٌ آخر يا لَيتَه يجتاز بعض الصمت يروي ويَدسّ بعض قميصه تحت بنطال تهدّل أو تَثَنَّى، مفردات تحت إبهام يُعصّرها وكانت ويقول شيئاً غامضاً وأظن أن القول يطوي نفسه، يحكي ويَسحب ذاته، لكنه يبقى هناك ويشدّ إبزيم الحزام فربما طول المسافة باهظ، أو مزعج وصعود أيام كثيرةْ، ونزولها. |