|
مؤتمر هيرتسيليا ... من مؤتمر فكري الى منبر كراهية
نشر بتاريخ: 22/06/2017 ( آخر تحديث: 23/06/2017 الساعة: 09:19 )
بيت لحم - تقرير معا - حين انطلق مؤتمر هيرتسيليا الاسرائيلي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قبل نحو 15 عاما. كان الهدف منه هو العصف الفكري واستخلاص العبر بمشاركة أشهر المفكرين اليهود واباطرة السياسة الصهيونية للاجابة على سؤال مقلق حول وجود اسرائيل: الى أين تذهب اسرائيل ما بعد الصهيونية. ولكن المؤتمر سرعان ما تحول الى منبر راديكالي يطبخ السموم وينشر الفكر الراديكالي المتطرف الى أبعد مما يتخيله العقل.
وتزامن المؤتمر مع تسلل اليمين والمستوطنين الى سدة الحكم، فنشروا الارهاب الفكري والفكر الفاشي والعنصرية وتحوّل المؤتمر الى بورصة للمزاودات والسيطرة ومنع التفكير الحر. ومن استمع امس الاربعاء الى كلمة رئيسة وزراء اسرائيل السابقة تسفي ليفني، سيعرف بكل يسر كيف تحوّلت اسرائيل كلها الى مرتع لليمين المتطرف والفكر المعادي للمساواة والعدالة الاجتماعية، حيث قال للحضور: حتى لو تنشروا صوري بلباس النازية وهتلر، ولو تحاولون ان تظهروني وكانني مناصرة للعرب والفلسطينيين ولكنكم لن تغيروا الحقيقة انكم لا تفكرون بحلول، وأضافت" فاما ان تمنحوا الفلسطينيين دولة واما ان تمنحوهم الجنسية الاسرائيلية بكل مساواة في الحقوق. وان ما تعرضه حكومة نتنياهو الان لن يخرج عن الظلم وعن رفض اي حل من اجل البقاء في الحكم". مؤتمر هيرتسيليا لم يطرح أي حل يذكر للصراعات ولا للتنمية ولا للاستدامة ولا لمحاربة الفقر ولا لمحاربة العنصرية المتفشية، وانما يصب الزيت على نار الصراعات، فقد انشغل 3 سنوات متتالية يتحدث عن الخطر الايراني، ثم انشغل لسنتين يتحدث عن خطر غزة، ثم عن خطر الربيع العربي، ثم عن خطر انتفاضة السكاكين، ثم ولمدة 3 سنوات متتالية يتحدث عن خطر حزب الله. ولم يخطر بباله ان الاحتلال هو الخطر. ان مؤتمر هيرتسيليا يذكرنا بالرجل الاحمق الذي ذهب الى الطبيب وقال له: ان كل أعضاء جسمي تؤلمني، وانني كلما وضعت اصبعي على اي عضو من جسمي أشعر بألم شديد. فاكتشف الطبيب انه معافى لكن اصبعه مكسور. وهذا هو حال اسرائيل تشتكي من كل العالم العربي وفي كل الظروف ولم يخطر ببالها أن تفحص اصبع الاتهام الذي تشير به الى المنظمات الفلسطينية والاحزاب العربية. وبعد 9 سنوات على انطلاق مؤتمر هيرتسيليا، سمحت اسرائيل بمشاركة قادة عرب في الشقين الاقتصادي والسياسي للمؤتمر (ليس الامني). ودأبت شخصيات اردنية وفلسطينية ولاحقا مصرية على المشاركة في هذا المؤتمر دون أي فائدة تذكر. اليوم شارك في مؤتمر هرتسليا السفير المصري لدى إسرائيل حازم خيرت، والقيادي في حركة فتح ومستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث. السفير المصري، حازم خيرت، ومستشار الرئيس نبيل شعث، تحدثا عن حل الدولتين. ولكن الامر بلا فائدة لان اصحاب القرار في اسرائيل لا يريدون دولتين اساسا. وفي الختام، وكما هو متوقع لا تزال كلمات قادة الاجهزة الامنية والاستخبارية في اسرائيل هي التي تتصدر أخبار المؤتمر. ولا تزال اسرائيل دولة مخابرات ولا تحترم الفكر الحر ولا الافكار التي تؤسس للبحث عن حلول. |