|
استهداف الأجهزة الأمنية في خطة نتنياهو
نشر بتاريخ: 22/06/2017 ( آخر تحديث: 22/06/2017 الساعة: 17:19 )
الكاتب: موفق مطر
لا يجوز أخلاقيا ووطنيا لأي كان التشكيك بولاء قادة وضباط ومناضلي الأجهزة الأمنية للوطن وللقضية, أو كيل الاتهامات بالجملة, او المساس بهيبة المؤسسة الأمنية الفلسطينية, ذلك ان الاقتراب من هذا الحصن الوطني الأهم وتلغيم اساساته, أو فكفكة أحجاره يعني بكل بساطة عملا (خيانيا) يلتقي بقصد او عن جهل بمخطط دولة الاحتلال وخدمة لحكومة نتنياهو الأشد تطرفا وعدائية لشعبنا وطموحاته منذ انشاء اسرائيل, لا يحق لمن سكت عن اتفاق نص على اعتبار المقاومة أعمالا عدائية, السعي الآن لفتح سوق مزاد علني على الشعارات الوطنية, وبيع الأوهام المزخرفة والمسوقة بنغمات التطبيل والتزمير السياسي، فهؤلاء المتطاولون على مناضلي ومناضلات وقادة الأجهزة الأمنية يدركون جيدا فساد بضاعتهم ونتانتها إن لم تكن (نتانياهوية) اصلا !! .
ان الاقتراب بسوء نية من الأجهزة الأمنية، يعني ابعاد الشعب الفلسطيني عن آماله وأهدافه, فكلنا ما زلنا نتذكر كيف كان إضعاف الأجهزة الأمنية سبيلا وإرهاصا ومقدمة لحملة السور الواقي وعودة قوات الاحتلال الى مواقع كانت قد انسحبت منها حسب الاتفاقيات الموقعة, فإضعاف الأجهزة الأمنية غاية اسرائيلية لتمكين حكومة نتنياهو من تبرير موقفه الرافض لتسليم السلطة مناطق فلسطينية جديدة, او الانسحاب من أراضي دولة فلسطين, فمن يفعلها ويمس بوطنية الأجهزة الأمنية انما يسهل على نتنياهو اقناع المجتمع بروايته التي فقدت مصداقيتها، وكادت تلفظ أنفاسها الأخيرة, أمام منطق الاعتراف المتزايد بشرعية وقانونية حقوق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وأمام قدرة منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية, ورئيسها الحكيم العقلاني محمود عباس على انتزاع هذه الحقوق رغم دهاء وقوة جنرالات جيش وحكومة دولة الاحتلال. لن يسمح المؤمنون بالمشروع الوطني، بمرور العابثين بمصير الوطن, ولن يسمح العقلاء من شعبنا وهم الأغلبية الساحقة لأصحاب الشعارات النارية الانفعالية المثيرة للعواطف بالوصول إلى مبتغاهم, فهؤلاء المتحجرة قلوبهم وضمائرهم لا يعنيهم كم يسقط منا ضحايا ما دام كل اسم بمثابة رصيد سياسي ومعنوي لشخوصهم لا أكثر, فالشعب الفلسطيني بات ذكيا بما يكفي لفرز الذين يريدون له الحياة والحرية والاستقلال, ويقودونه بحكمة وتعقل لتحقيق هذه الأهداف, وبين الذين لا يشبعون من رؤية نزيف الدماء, وارتفاع شواهد القبور, ويدفعون البسطاء من الجمهور نحو مصائر هم وحدهم يعرفون نهاياتها! فالشعب يعرف العظيم الذي يريد له الحياة ويأخذه بسلام اليها, ويعرف من يزجه في ميادين الموت المجاني ليتربع على أكوام الجماجم والعظام. قادة وضباط وأفراد الأجهزة الأمنية هم صفحات ذهبية في سجلنا النضالي وهم نواة مشروعنا الوطني, ومن يمسهم بسوء فقد أظهر سوء نواياه ومخططاته باتجاه حرية واستقلال شعبنا وسيادته على أرض دولته. |