|
فرح الأطفال مع مبادرة الفن والحياة
نشر بتاريخ: 25/06/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
بقلم وعدسة: زياد جيوسي
في كل عام وفي رمضان المبارك نجد أشكالا مختلفة من وسائل التعبير عن الفرحة في هذا الشهر الكريم، وبمجرد انتهاء الشهر تتوقف هذه التعابير بانتظار رمضان قادم، ونادرا أن نجد مبادرة رمضانية تسعى أن تكون مستمرة حتى رمضان جديد وما بعده، وبعض من المبادرات لا تبتغي سوى الخير، وبعضها وسائل إستعراضية لظهور أشخاص يريدون الظهور على حساب رمضان، حتى خرجت الطرفة القائلة: (توقف توزيع وجبات الافطار على الفقراء بسبب تعطل البث التلفزيوني)، وهناك من يقدمون وجبات الإفطار في خيم رمضانية في مناطق لا يفكر الفقراء مجرد تفكير بالقدوم إليها، وبالمقابل هناك شباب يخرجون بمبادرات فردية منهم أو بدعم من جهات أو أشخاص يقدمون الخير بصمت، حتى لا تعرف يدهم اليسرى ماذا قدمت اليمنى، يخرجون قبل موعد الإفطار ويقفون على مفارق الطرق والإشارات الضوئية يقدمون حبات من التمر بأكياس صغيرة مع أكواب من الماء البارد للعابرين والمتأخرين عن موعد الإفطار، وهناك من يتولون توزيع وجبات افطار تصل لبيوت الفقراء بصمت وهدوء وبدون بهرجة. ومن المبادرات المتميزة والهادفة للاستمرارية كانت مبادرة: "الفن والحياة" وهي تمت عبر نشاطين في رمضان، وحين وجهت لي الفنانة التشكيلية الشابة جانريتا "منار" العرموطي الدعوة للمشاركة بتقديم فقرة عن التصوير أو عن الكتابة، كنت مترددا قبل أن أطل على تفاصيل الفكرة والبرنامج والهدف منه، فأنا حريص أن لا أشارك ولا أن أغطي إعلاميا مبادرات أو نشاطات لا أقتنع بها، ولا نشاطات أشعر أن هناك من يريد أن يمتطيها ممن يجيدون إستغلال الأحداث أو المناسبات، لكن حين شرحت لي الفنانة الشابة جانريتا الفكرة والأهداف تشجعت للمشاركة وتقديم فقرة عن الأقصى من تصويري وإعدادي، كي يتوضح بذهن الأطفال مفهوم أن الأقصى بمساحته الواسعة كلها هو المسجد الأقصى وليس المسجد ذو القبة الذهبية، فمسجد قبة الصخرة جزء من مساحات الأقصى ومساجده، إضافة للتعرف على تاريخ وقدم وعروبة الأقصى منذ عهد يبوس الكنعاني وملكي صادق ثاني من سجد لله في القدس بعد سيدنا ابراهيم في مكة. قدمت إدارة نادي المعلمين في ضاحية أم اذينة في عمَّان القاعة، مساهمة منها لإنجاح المبادرة التي تقدمت بها الفنانة الشابة جانريتا العرموطي والسيدة الشابة النشطة كفاح خليفة، متحملتين نسبة كبيرة من التكاليف المادية والجهد، إضافة لمساهمات المتطوعين بالدعم المالي مترافقا بالجهد، هذه المبادرة الهادفة من خلال إفطار رمضاني لإكتشاف المواهب سواء بالرسم أو الغناء أو الشعر وغيره من مواهب، عند الأطفال الأيتام من المناطق المهمشة والعمل على تطويرها من خلال برامج لاحقة متخصصة، فتم البرنامج من خلال عدد من المتطوعين والمساهمين، منهم الفنان ماهر الشعيبي الذي تابع مع الفنانة جانريتا فقرة الرسم والرسم التشكيلي، والانتباه لمن لديهم المواهب سواء بالرسم أو العين اللاقطة لدى الأطفال من خلال مشاهدة عدد من اللوحات وسؤالهم عنها، كما شارك عدد من المتطوعين بالرسم على وجوه الأطفال منهم سوسن الصعيدي و نور وجنى، كما شاركت الشابات راما وإبنة خالتها عزيزة بلبس الاقنعة وخلق جو من المرح أثار فرح الأطفال، وشاركت فرقة موسيقية وغنائية من خلال الفنانين محمد ومحمود سلطان وبلال نعيرات متطوعة بفقرات الغناء واكتشاف المواهب بالغناء عند الأطفال، أو جمال الصوت بتجويد القرآن الكريم، كما ساهم الشاب محمد بسام بعمل مسابقات للأطفال، وتطوع عدد آخر للمشاركات المختلفة كالشعر والغناء والعزف، منهم الفنان الشاب الفنان اياد حداد، وتطوع الأستاذ بسام سعادة من العاملين في حقوق الانسان للتنسيق مع جمعيتين لإحضار الأطفال الأيتام للإفطار والبرنامج، هما جمعية نور الإحسان الخيرية بإدارة السيدة نور الدويك وجمعية ثمار الجنة بإدارة السيدة فلسطين. بدأ البرنامج قبل موعد الإفطار بساعة ونصف، وكان الأطفال في غاية النشاط كأنهم فراشات محلقة رغم الصيام، وحين أتى موعد الافطار كان الأطفال متعجلين أن ينهوا افطارهم بسرعة وأن يعودوا للقاعة من جديد ليعيشوا أجوء الفرح والمتعة والتحليق، فتم التقاط عدد جيد من المواهب التي سيتم التواصل معها من خلال الجمعيات المشاركة، والحاقهم ببرامج تهدف لتطوير مواهبهم وقدراتهم، ولم يهدأ الأطفال طوال الوقت وهم يغنون أو يرقصون أو يدبكون أويشاركون بالمسابقات ويتلقون الجوائز التشجيعية، وشارك معظم الأطفال في تلوين وجوههم والرسم عليها وفي الفعاليات المختلفة. مبادرة وبرنامج يستحق الإهتمام والمتابعة، جهود مشكورة ومتميزة للشابات جاناريتا وكفاح، وجهود متميزة لكل المتطوعين، وكانت مبادرة: "الفن والحياة" مبادرة متميزة شملت إفطار الأطفال الأيتام وزرع الفرحة في نفوسهم، ورعاية مواهبهم في المرحلة القادمة بعد رمضان، وقد كنت أتابع بنظرة ثاقبة الفرح في نفوس الأطفال وأستمع لتعليقاتهم الحلوة، وكنا سعداء جميعا حين ودعنا الأطفال أننا ساهمنا بزرع ابتسامة على شفاههم. |