نشر بتاريخ: 01/07/2017 ( آخر تحديث: 01/07/2017 الساعة: 13:29 )
الواقع الحالي صفر مشاكل مع إسرائيل، وصفر مشاكل مع أمريكا . و100% مشاكل بين الشعب والفصائل والحلفاء والاعلام . وقد شهد العالم ، ويشهد الإقليم تغييرات جوهرية في الاتجاه والأدوات، فيما نواصل العمل مع أنفسنا بنفس الأسلوب القديم المبني على ولاءات شكلية خالية من مضامين الإخلاص ، ويتواصل خسارتنا لأنفسنا ولحلفائنا بطريقة خطيرة قد تؤدي إلى انهيار الشكل والمضمون مرة واحدة وبرمشة عين .
ورغم النجاحات العديدة التي حققتها فلسطين في المحافل الدولية، الا أن المحافل الدولية ذاتها تفقد مضامينها أمام كارتيلات الصناعة والرأسمال المالي الذي ( لا يعرف أبوه في السوق ). كما أن مواصلة إهمال منظمة التحرير، وتحجيم هيبتها محليا وإقليميا سيؤدي إلى ضربة قاضية حين سنكتشف اننا نسوق سيارة بلا حزام أمان وبلا قوة أحصنة دفع. ولا مانع من التذكير أن فلسطين قد نجحت ( وقد يكون الحظ لعب معها ) في النجاة من عاصفة الربيع العربي ، ولكنها لا تملك بوليصة تأمين شامل لكل الأحداث القادمة .
ويعتبر الحياد فلسفة جيدة أحيانا، لكنه لا يعتبر سياسة تقود الشعوب وتنجز التحرير، وسوف نضطر قريبا إلى حسم الأمور بطريقة مؤلمة وقاسية .
إداريا - تنحسر الكفاءات لصالح الولاءات في جميع المؤسسات المدنية والإدارية والأمنية والاقتصادية .
امنيا - لا يوجد عقيدة أمنية لدى الأجهزة ما جعل من الأجهزة الأمنية تتحوّل الى شركات حراسة . كما تحوّلت الاجهزة الأمنية في غزة الى أجهزة جماعة تخدم حزبا ولا تخدم وطنا. وجميعها هنا وهناك تؤدي دورا نمطيا لا يمثل الجماهير ولا القوى الوطنية ولا حتى حركتي فتح وحماس . وقد مرّت لبنان بهذه التجربة وكادت تحترق بالطائفية، لولا اعادة تشكيل -ولو نظريا - مفهوم الجيش اللبناني .
سياسيا - هناك صانعو قرار فقط . أما باقي الأذرع والمؤسسات السياسية والنقابية والبرلمانية والاعلامية فهي لا تجرؤ على التفكير ولا المبادرة ولا البوح بأية أفكار تحت طائل الخوف والعقاب أو الإقصاء ما خلق طبقة سميكة من المنافقين والمطبلين الذين لا يهمهم مصلحة الوطن ولا هدف لهم في الحياة سوى رتبة تضمن لهم راتبا شهريا ومرافقا يسير بجانبهم للمباهاة الفارغة أمام شعب تحت الحصار او شعب تحت الاحتلال ، فيما الجماهير تفقد الأمل .
على الأرض - هناك جماهير بلا قيادة، وانتفاضة بلا هدف، وقيادات جاهلة تسرح وتمرح بعقل الجماهير، استنزاف إعلامي من جانب أعداء فلسطين ، هرطقة وانحطاط من جانب البغاث والإمعات الذين صار لهم قنوات للشتم والقهر .
الحريات - تتراجع والجميع لا يريد أن يتورط في رأي لا يعجب هذا المسؤول آو ذاك. والحالة تنتشر داخل وخارج الارض المحتلة .
المخيمات داخل وخارج فلسطين - مستباحة والطريقة الفاشلة في معالجة قضاياها تسببت في صدع كبير بين المخيمات وبين الاجندات المعلنة .
المنظمات الأهلية - لا تساهم في بناء المجتمع وإنما تحولت إلى مؤسسات مبرمجة بسقف مرسوم واليات صرف مشروط ، وعجرها بات أخطر من عجز الحكومة المفترض، ولا رقابة عليها . ومن جديد صرنا نرى أن عشرات المسؤولين الرسميين فتحوا منظمات وجمعيات ، لأنها مصدر رزق وهي مصدر دخل لا تختلف عن شراء سيارة عمومي وتشغيلها على الشارع .
.... ان المعارضة هي جهاز المناعة الحقيقي في كل مجتمع بشري ، ومن أجل بلوغ ذلك وجب علينا الاسراع نحو :
- عقد المجلس الوطني فورا وان يكون غالبية أعضائه دون سن 40 عاما .
- تشكيل جديد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جزء كبير منهم اقل من 40 عاما .
- إعادة توزيع العمل والسماح بمعارضة حقيقية تقود النقد والتصويب وان لزم الامر فقادة المعارضة هم من يحتاج الى التسهيلات والمرافقين من اجل اعادة الهيبة لهم ولدورهم الهام في المدينة الفاضلة .
- احترام قادة المعارضة واستضافتهم دائما في مقر الرئيس وفي غزة وإجراء مقابلات معهم على التلفزيون الرسمي والقنوات الحزبية .
- رفع الحظر عن التوظيف في الحكومة والسلطة لأنه قرار كارثي .
- تأميم الرئيس فهو رئيس للشعب الفلسطيني كله وليس لجماعة محددة فقط .
- تكليف كفاءات وبمشاركة المعارضة ومعارضي الرئيس وجميع الفصائل لعمل عقيدة أمنية للأجهزة الأمنية والعسكرية قبل نهاية العام .
- المزيد من المكاشفة السياسية، وإبداء موقف مرن تجاه الحلول المتوفرة للتخفيف عن الناس ومنحهم فرص العمل والأمل ، لان الوضع الراهن لن يسمح بقفزات خطيرة .