وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وثيقة حماس دحلان:عناق الدببة

نشر بتاريخ: 01/07/2017 ( آخر تحديث: 01/07/2017 الساعة: 15:48 )
وثيقة حماس دحلان:عناق الدببة
الكاتب: عوني المشني
لا يوجد مثال يعبر عن جنون الطموح في السلطة اكثر من وثيقة حماس دحلان ، الرغبة المجنونة للسلطة دفعت الخاسرين الى عناق الدببة ، وليس لهذه الوثيقة من معنى سوى مواجهة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن موقع الشراكة في الحكم ، أطراف مؤامرة الانقسام هم أطراف الوحدة !!!!! وعلى رأي زوجة الإمبراطور الروماني الذي كاد ان يقدم استقالته احتجاجا على تقليص مجلس الشيوخ لصلاحياته ، عندها قالت له زوجته " لتبق ملكا ولو على شجرة " وهكذا هو الحال ليتشاركا في الحكم ولو على حكم " حارة " في غزة !!!!!
مع ذلك فالموضوع ليس هزليا الى الحد الذي يمكن اعتباره مشهد كوميدي ، فوحدة الطرفين في غزة تعزز الانقسام بشكل اكثر مع الضفة ، انها وحدة " غزاوية " لتكريس الانقسام مع الضفة ، وكل ما يقال عكس ذلك لا معنى له الا في حالة واحدة وهي وحدة الطرفين لخوض حرب في الضفة لانتزاع السلطة بالقوة ، وهنا سيكون الطرف الاسرائيلي هو الذي سيحسم الصراع كونه لم يكن ولن يكن محايدا في اي خلاف او اختلاف فلسطيني ، فكيف اذا كان صراعا على حكم الضفة والتي هي محور أطماعه ومستوطناته ؟؟!!!
إذن نحن امام الفصل الثاني من مسرحية الانقسام ، والمسرحية بالتأكيد اكثر من فصلين ، فصولها تأتي تباعا ، فالمخرج الاسرائيلي ليس في عجلة من أمره !!!! ومسألة التحالفات بهذا الشكل ليست غريبة ، فقبلها كان دحلان في حضن فتح والسلطة واحد أشهر رموزها ، واليوم في احضان حماس وتابعا لها ، ربما تم دفعه لهذا الوضع رغما عنه !!! شغف السلطة اعماه ولم يترك له مجالا للتفكير !!!! او ربما يأسه من إمكانية المصالحة مع الرئيس محمود عباس ، او ان مخرج المسرحية هو من يحق له ان يفكر وبالتالي لم يترك " لهم " مجالا للتفكير ، يفترض ان تكتمل الفصول تباعا . لتحل حكاية غزة بميناء وجزيرة اصطناعية ودحلان ، ولتحل قضية الضفة باستمرار السلطة كمشروع أمني بدون اي بعد سياسي ، وهكذا الحال الفلسطينيين مجموعات تحل حكاية كل مجموعة على حدة والعامل المشترك بين كل الحلول هو تذويب الكيانية السياسية للشعب الفلسطيني وانهاءها .
نحن امام مرحلة جديدة ومختلفة عما سبق ، دخلت حماس الى القفص طائعة ، ومن لم تطوعه حروب عزة ، طوعه الحصار والمطاردة ، ومن فقد الأمل مع الرئيس محمود عباس يجد ضالته بحماس ، لم لا ؟!! لا خطوط حمر ، ما دامت السلطة هدف فلا عجب !!!!
هل سيمثل هذا نهجا مختلفا ؟؟؟ بالتأكيد لا ، اي طريق تؤدي الى السلطة فهي مشروعة ، تقسيم الوطن أمرا مشروعا ، هدم غزة من اجل السلطة مشروع ، تحالف الإخوة الإعداء مشروع ، الانحياز الى الانقسام وتعميقه مشروع ، لا يوجد طرف فلسطيني يريد الوحدة ، حماس او دحلان او السلطة كلهم " يرتاحون " على الانقسام ، الانقسام اكثر راحة من الوحدة !!!!!! ، تحول الانقسام الى تقاسم المصالح والحكم ، الوحدة لا تتسع للطرفين للحكم ، الانقسام يتسع لثلاث أطراف ، دحلان اصبح طرفا ثالثا يجد له مكان في الانقسام ، بينما الوحدة لن يكون له مكان ، لهذا فان الانقسام مريح الى حد التفضيل !!!!!
وبعد ماذا ؟؟؟؟؟
وبعد هي مرحلة ، قصيرة نسبيا او قصيرة جدا ، احتياجات حماس لدحلان هو احتياج مؤقت لعبور مرحلة ، كذلك فان خرم الأبرة التي يمر من خلالها دحلان للسلطة وفرته حماس ، هذه الحاجة مؤقتة ، قصيرة ، حذرة ، وما يطيل او يقصر تلك المرحلة تطورات الوضع في رام الله ، لكن الاكيد انه عناق الآخوة الأعداء ، وهو عناق الدببة في ذات الوقت ، سيخرج احد ما منه وقد لفظ انفاسه الاخيرة ، ربما الاثنين سيخرجا كذلك ، وربما أطراف اخرى أيضا ، الاكيد انه قد اسدل الستار على وهم إنهاء الانقسام هذا حتى الان ، والقادم اخطر