وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خطاب هنية- تنصيبي بنكهة خطابات منظمة التحرير ودحلان غائب

نشر بتاريخ: 05/07/2017 ( آخر تحديث: 06/07/2017 الساعة: 20:54 )
خطاب هنية- تنصيبي بنكهة خطابات منظمة التحرير ودحلان غائب

بيت لحم -معا- تقرير زهير الشاعر - ألقى رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس اسماعيل هنية خطابا عاما شاملا مساء اليوم الاربعاء، تطرق الى مفاصل كثيرة من العلاقات الوطنية الداخلية والعربية والاقليمية، ووثيقة حماس التي طرحتها، والعلاقة مع السلطة الفلسطينية واللجنة الادارية في قطاع غزة.

الا أن خطاب هنية كان خطابا سياسيا دبلوماسيا خاليا من اي حلول تتضمن انهاء الانقسام الفلسطيني، او حتى الحصار المفروض على قطاع غزة.

وكالة معا حاولت قراءة خطاب هنية واستطلاع اراء محللين سياسيين في الخطاب الشامل. وفي هذا الصدد اكد المحلل السياسي طلال عوكل من غزة لوكالة معا أن خطاب هنية كان خطاب تنصيب وتحدث بشكل كامل، وواسع عن استراتيجية حماس في ظل القيادة الجديدة، وكان مطلوبا منه المرور على جميع المفاصل والقضايا .

يخلو من الطابع الديني

واوضح عوكل أن خطاب هنية سياسي بامتياز، ويخلو من النكهة الدينية واكثر سياسي من الوثيقة التي قدمتها حماس، موضحا أن فيه قدر من المرونة والنكهة الوطنية الفلسطينية وهو شبيه بخطابات حركة فتح قديما .

وقال عوكل أن هنية تطرق الى المقاومة والوحدة الوطنية والعلاقات الداخلية والخارجية ورفض الارهاب والتطرف".

وتابع أن الخطاب يشرعن الذي حدث في مصر وكان يقول ان حماس موحدة حول هذا النهج، وان زيارة الوفد لمصر والنتائج التي تمخضت عنها هي نهج سابق في التعامل مع مصر.

واكد أن حماس من خلال هذا الخطاب اشترطت التراجع عن الخطوات التي اتخذتها السلطة ضد قطاع غزة مقابل حل اللجنة الادارية .

وحسب عوكل فان خطاب هنية لم يتطرق الى العلاقة مع النائب محمد دحلان، وانما تحدث عن المصالحة المجتمعية وبشكل عام دون خصوصيات.

واوضح أن الخطاب طالب بالتعامل مع حركة حماس باعتبارها حركة وطنية وذات بعد اسلامي، فيما اشار لوثيقة حماس باعتبار انها تؤسس لمرحلة جديدة .

وقال عوكل " أن هنية بدا مرتاحا وخرج بشكل قوي ولم يكن محشورا في الخيارات، وتطرق لقضايا متكررة وشركات وطنية مع الجهاد الاسلامي والديمقراطية في محاولة لاستقطاب فصائل فلسطينية اخرى الى جانبه".

خطاب تنصيب

من جهته اكد المحلل السياسي اكرم عطالله لوكالة معا على ماسبق بقوله ان خطاب هنية كان خطاب تنصيب رئيس المكتب السياسي لحماس وهو خطاب علاقات عامة يعكس شخصية هنية اكثر من حركة حماس.

واوضح ان الخطاب امتاز بطابع وطني وتطرق الى العلاقات الوطنية والاقليمية والانفتاح، وهو خطاب خلى من التوصيف الديني وكان شبيها بخطاب منظمة التحرير.

وقال عطالله ان خطاب هنية على الصعيد الداخلي عكس التوتر في العلاقة مع السلطة الوطنية ولم يتحدث بايجابية .

وتابع ان الخطاب مر مرور الكرام عن العلاقة مع دحلان وبخجل شديد، كما ان حديثه عن العلاقة مع مصر لم يحمل الكثير والجديد فقط كان شكر وتقدير.

واكد عطالله ان هذا الخطاب لا يحمل حركة حماس للعالم.

وفيما يتعلق باللجنة الادارية قال أن الخطاب تطرق اليها بعكس ماهو مطلوب من حماس وهو حل اللجنة الادارية وانما اعادنا للمربع الاول بان هذه اللجنة لن تحل الا بشروط حماس.

الجديد فيما يتعلق بالمقاومة

كما ان الجديد في الخطاب هو اعتماد حماس اساليب منظمة التحرير في مقاومة الاحتلال من خلال تعزيز المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة "بي دي اس" وهو تطور في خطاب حماس السياسي.

فتح ترد

من جهتها قال حركة فتح "إن الخطاب ليس أكثر من حلقة جديدة من حلقات خداع الذات وخداع الآخرين التي يبدو انها الموهبة الوحيدة التي باتت لدى حماس لأن كل ما فعله الرئيس الجديد للمكتب السياسي اسماعيل هنية هو التلاعب بالكلمات واستثارة المشاعر وتأليب العواطف لكن دون أي مضمون عملي فنراه يوزع الوعود يمنة ويسارا بين جمهور اتباعه وهو أول من يعرف ان تنفيذ هذه الوعود ليس ممكنا طالما ان حماس بقيت متقوقعة داخل فقاعة الانقلاب كما هو حالها منذ ذاك اليوم المشؤوم قبل عشر سنوات وحتى اليوم".

وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح " ان حديث هنية عن الذهاب لإنتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية فهو أيضا ذر للرماد في العيون والكل يعرف ان حماس هي التي رفضت عشرات المرات كل دعوة صادقة صدرت عن السيد الرئيس او عن أي من إخوانه في القيادة الفلسطينية لأجراء الانتخابات الرئاسية للخروج من مأزق الانقسام البغيض".

وقال يعكس خطاب هنية نفس المنطق واللغة التي تميز بها من وصف بالبرنامج السياسي الجديد لحركة حماس الذي أضحى ورقة هلامية لا وضوح لأي موقف سياسي فيها وكأن حماس على ثقة بأن استعارة بعض المفردات من هنا او هناك تكفي لأن تفتح دول العالم ذراعيها لاستقبال القيادة الحمساوية الجديدة. وان خطاب هنية افتقر الى كل إشارة الى أولويات البيت الفلسطيني وضرورة إنهاء الانقسام وإعادة العربة الفلسطينية الى السكة بدل ان تولغ حماس في انقلابها وتسعى لسلخ القطاع نهائيا عن فلسطين.