|
"عاميحاي".. مستوطنة تفصل شمال الضفة عن وسطها
نشر بتاريخ: 07/07/2017 ( آخر تحديث: 07/07/2017 الساعة: 15:52 )
رام الله - معا - عاميحاي، هي المستوطنة الجديدة، التي اعلنت حكومة نتنياهو عن بنائها لأول مرة منذ 25 عاماً، لتقام على أراضي المواطنين الفلسطينيين في قريتي قريوت وجالود جنوب نابلس. حكومة الاحتلال قررت إقامة المستوطنة الجديدة، لتنقل مستوطنة بؤرة "عمونا" الاستيطانية، والتي أخلتها بعد قرار قضائي بإخلائها، بعد أن أثبت فلسطينيون يقطنون في قرى سلواد وعين يبرود والطيبة شرق رام الله أن البؤرة الاستطيانية مقامة على أراضي خاصة تعود ملكيتها لهم. مستوطنة "عاميحاي" تصادر قرابة 2500 دونم من أراضي قريوت وجالود، وتشكل حزاماً استيطانياً، يربط بين مستوطنتي شيلو وعيلي، وهو ما يعني وفقاً للخبراء، بأنها ستشطر الضفة الغربية بشكل كامل. المستوطنة الجديدة ستربط الخط الاستيطاني من الغرب إلى الشرق بشكل كامل، وستعزل الفلسطينيين بشكل شبه كامل، حيث ستؤدي هذه المستوطنة إلى إيجاد تواصل جغرافي استيطاني من كفر قاسم غربي وصولاً إلى غور الأردن شرقاً. وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، جمال جمعة هذه المستوطنة "عاميحاي" التي أقرت حديثاً هي تقع في واحد من أهم مقاطع الاستيطان في الضفة الغربية، والذي يقطع شمال الضفة الغربية عن وسطها بشكل كامل. وكشف جمعة "ان هذه المستوطنة تقام في خط محور أرائيل، والذي يمتد من كفر قاسم وحتى غور الأردن، وهذا المحور عملت إسرائيل على مركزته وتقويته خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في العام 2014، عندما تم تحويل البؤر الاستيطانية بروخين ورامات راحيل المقامة على هذا الخط إلى مستوطنات، وهذا يعني وصل أرائيل عملياً بمستوطنة عيلي ومن عيلي إلى شيلو، والآن يتم وضع عاميحاي إلى الشرق من شيلو، حتى تشكل حلقة وصل بين شيلو والأغوار". ويقيم معظم سكان عامونا الذين تم إخلاؤهم في الوقت الحالي في مستوطنة عوفرا، بالقرب من عامونا، في حين يقيم آخرون في مستوطنة شيلو. وأكد جمعة أن هذه المستوطنة أقيمت على أراضي جالود وقريوت، وهما القريتين اللتين تحاصران بشكل كامل بالمستوطنات، فهناك 5 مستوطنات مقامة على أراضي القريتين، وتم مصادرة الغالبية العظمى من أراضيها. وتتعدى مستوطنة "عاميحاي" مخاطر الاستيطان التقليدية، فهذا مشروع سينسف حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم، كونه سيشطر الضفة الغربية إلى نصفين، كون عميحاي تقع ضمن تكتل استيطاني يمتد من كفر قاسم إلى نهر الأردن. وأوضح جمعة أن هذا القطع الاستيطاني تسعى إسرائيل من خلاله إلى أن تقسم الضفة الغربية إلى قسمين، بحيث تعزل شمال الضفة الغربية كلياً عن وسطها وجنوبها، من خلال البناء الاستيطاني المتلاصق، الذي يجعل التواصل الفلسطيني معدوماً تقريباً. وأضاف جمعة: التواصل الفلسطيني غير ممكن إلا عبر ممر واحد ووحيد، وهو حاجز زعترة، والذي سيكون الممر الوحيد الذي يصل شمال الضفة بوسطها، وهو جزء من كنتنة الضفة الغربية، والسيطرة عليها بشكل كامل، وضم الأجزاء الكبرى منها. ووفقاً لتقديرات الفلسطينيين، فإن مساحة الأراضي التي صادرها الاحتلال لصالح إقامة مستوطنة "عاميحاي" تبلغ 2500 دونم، سيتم بناء 102 وحدة استيطانية، إضافة إلى محطة تحلية مياه المجاري، وهو ما يعني عزل الفلسطينيين ومناطقهم السكنية، وربط المستوطنات ببعضها البعض. وقال جمعة: عندما يتم الحديث عن ضم الضفة الغربية، يتم الحديث عن المستوطنات، وليس عن الفلسطينيين، فإسرائيل تريد أن يبقى الفلسطينييين محصورين في هذه المعازل والغيتوهات، والتي يتم انشاءها لهم في مرتفعات الضفة الغربية. ويدرك الفلسطينيون خطورة بناء المستوطنة الجديدة تماماً، وهم يرون أن الاستيطان يشكل عقبة أمام السلام في المنطقة، ويبعد الجانبين أكثر عن طاولة المفاوضات، من خلال خلق وقائع على الأرض تصعب التوصل إلى حل. ويقول في هذا الصدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، د. واصل أبو يوسف، إن حكومة نتنياهو اليمينية تحاول البناء والتوسع الاستعماري والاستيطاني، من خلال مزيد من السيطرة ومصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة، للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة.
تقرير فراس طنينة |