|
الصفعة
نشر بتاريخ: 08/07/2017 ( آخر تحديث: 08/07/2017 الساعة: 15:51 )
الكاتب: أحمد الغندور
بفضل المولى تعالى؛ حققت الدبلوماسية الفلسطينية نصراً جديداً لدى منظمة اليونسكو وذلك بعد انتهاء أعضاء لجنة التراث العالمي من التصويت على ملف ادراج البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ضمن لائحة التراث العالمي، حين عُقدت الدورة الحادية والاربعون للجنة في مدينة كارا كوف البولندية صبيحة ذلك اليوم، وبذلك أصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع موروث ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس، بيت لحم وبتير.
هذه المعارك الدبلوماسية المتواصلة هي نوع من الدبلوماسية الفاعلة المؤمنة بالتحرر وتفكيك الاستعمار والاحتلال من خلال الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية؛ نعم آخر وأقبح احتلال في العالم الحديث، فقد جسدت قاعات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو" في اليومين الماضيين صور واقعية لهذه الدبلوماسية؛ فحين حاول مندوب الاحتلال أن يمارس ابتزازاً داخل الجلسة الخاصة بالقدس بذكر المحرقة والنازية وفرض دقيقة صمت في القاعة خلافاً للمراسم المتبعة في إدارة الجلسات بهدف حرف بوصلة الاجتماع؛ حتى تصدت له مندوب كوبا لدى المنظمة الدولية رافضة ما أسمته " بالسيرك السياسي الذي يمارسه المندوب الإسرائيلي ككومة من القمامة التي تحمل تاريخا مزورا ومكتوبا بطريقة غير لائقة". نعم لم تجد السيدة مندوب كوبا إلا هذه الكلمات لتعبر فيها عن التصرفات الرخيصة للمندوب الإسرائيلي. كيف لنا أن نصف قوة الموقف والكلمات المعبرة عنه من مندوب دولة صديقة أمنت بعدالة القضية الفلسطينية، ووجهت معها الصفعة للاحتلال ورموزه؛ بل ولمن يقف خلفه مثل مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي وكذلك المدير العام لليونسكو البلغارية إيرينا بوكوفا التي تعتز بولائها للاحتلال والتي كثيرا ما سعت لتحرف قرارات اليونسكو عن مضمونها من أجل إرضاء الاحتلال. هذا الإنجاز جاء رداً على كل الأكاذيب الإسرائيلية بالحقوق التوراتية في أرض فلسطين، وعلى جرائمهم التي ارتكبت ولازالت ترتكب إلى يومنا هذا؛ فمن يستطيع أن ينسى المجزرة التي ارتكبها المجرم "باروخ جولدشتين" في 25 فبراير 1994 حين قتل المصلين في الحرم الإبراهيمي، وكيف وصل الحال بعدها في الحرم والبلدة القديمة في الخليل. وهذا نفسه هو ما يجري ساعة بساعة في المسجد الأقصى والقدس الشريف من إرهاب وتهويد فماذا ننتظر؟ هذا النجاح يحتاج إلى عوامل أخرى لتدعيمه وحصاد ثماره، مع أن عامل الوقت لا يعمل صالحنا؛ فنحن نرى بأم أعيننا زيارة رئيس وزراء الهند لتل أبيب وما تفرزه هذه الزيارة. في الوقت الذي كانت فيه الهند الدولة الداعمة لفلسطين وقضيتها طيلة السنوات الماضية؛ فهل نقول وداعاً للهند ودعمها لأن البعض منها غير كفؤ وغير مؤهل للقيام بواجبه المنوط به؟ أم أن نقول وداعاً لأننا لم نعد نقرأ جيداً المتغيرات في السياسة الخارجية ولا نعد الردود الشافية لها، لأننا لا نريد أن ندرك الواقع الذي نعيش فيه، أو أننا استسلمنا للابتزاز والتهديد من بعض الأطراف وقبلنا بالحياة في الذل وعلى الهامش؟! لماذا لا نمضي قدماً في دعم حقوقنا وحماية شعبنا ونمارس الضغط الحقيقي لتفعيل الجانب القانوني من خلال اللجوء للمحاكم الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية ولعلنا نستطيع أن نبدأ بالمجرمين من المستوطنين؛ بدلا من السياسيين تجنباً للضغوط الأمريكية والأوروبية التي تمارس في هذا المجال. أما آن الآوان أن نخجل من استمرار الانقسام؛ مع أن هناك خطوات كبيرة تجري على الأرض لرأب الصدع بين الفرقاء، ألا يضعف هذا الانقسام كل الجهود المخلصة التي تحارب لأجل فلسطين وقضيتها العادلة، أم أنكم تناسيتم فلسطين من أجل أمور أصغر بكثير تعلقتم بها. أخيرا؛ لا أدري إن كان مثل هذا الإنجاز يعتبر صفعةً لعدونا، أم صفعة لنا حين هان الوطن وهانت الأخوة في أنفسنا وضمائرنا. والله المستعان. |