|
3 دلالات على عملية القدس
نشر بتاريخ: 15/07/2017 ( آخر تحديث: 15/07/2017 الساعة: 20:23 )
الكاتب: محمد عطالله التميمي
أولاً: ان محاولة اخراج القدس من الصراع عبر تطويقها وتهويدها لن يسعف الاحتلال بل سيزيد الامور تعقيداً وسيشرع الابواب امام تصعيد المواجهة وبصورة غير متوقعة ويستحيل احتوائها أمنياً واستخباراتياً، وقد تجلى ذلك وبصورة واضحة خلال الأعوام الخمسة الاخيرة مع تصاعد عمليات الطعن واستهداف الجنود والمستوطنين والمواجهات الشعبية اليومية في ساحات وأحياء العاصمة، وكل ذلك يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك فشل النظريات الأمنية التي بدأت منذ عمليات السور الواقي التي نفذها شارون مطلع الالفية الثانية مرورا باقامة الجدار العازل وصولاً الى الاجراءات الامنية وعمليات الهدم والحصار للمقدسيين.
ثانياً: كون المنفذين من فلسطيني الداخل فان ذلك يؤكد ان محاولات الاحتلال تطويع واحتواء وتحييد هذا الجزء من شعبنا الفلسطيني أمر لم ولن ينفع، وانه لا مجال للرهان على كسر وحدة الكل الفلسطيني، سيما في القضايا الجوهرية والعقائدية والوطنية، وقد برز ذلك خلال الانتفاضتين الاولى والثانية، حيث التحم الدم الفلسطيني وأكد وحدة المصير والجغرافيا والانتماء رغما عن الاجراءات الاحتلالية والخلافات الداخلية، وها هو الداخل الفلسطيني يواصل التحامه بالجماهير الوطنية ويواصل الكفاح الوطني مع كافة مكونات الشعب الفلسطيني في سبيل نيل الحرية والاستقلال. ثالثاً: تحمل هذه العملية رسائل صريحة للأنظمة العربية التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال للتأكيد ان الصراع الاساسي والسياسي والديني والقومي محوره مجابهة الاحتلال، وليست تلك الصراعات الجانبية التي تدور في انحاء الدول العربية، والتي قدمت المبررات والمسوغات التي تخدم فكرة التطبيع لمواجهة المصطلح الحديث (الخطر الايراني)، ومواجهة الارهاب الذي هو بالاساس انطلق بصناعة وتمويل ودعم غربي ومن تلك الانظمة أيضاً، وقد بدا أن منفذي العملية في العاصمة القدس أرادوا القول ان القدس كانت ولا زالت وستبقى البوصلة، وانها الميدان الحقيقي للمواجهة، ولا حق لأحد ان يصارع احد بمنأى عن الصراع على الهوية العربية والاسلامية في عاصمة المسلمين. |