|
حماس واهمية خطاب السيد اسماعيل هنية
نشر بتاريخ: 17/07/2017 ( آخر تحديث: 17/07/2017 الساعة: 21:07 )
الكاتب: احمد عيسى
حماس واهمية خطاب السيد اسماعيل هنية الرئيس الثالث للمكتب السياسي للحركة الجزء الثاني دراسة تحليلية أما من حيث المضمون، فقد كان الخطاب شكلاً ومضموناً كما جرى توضيحه اعلاه، بمثابة نداء موجه من رئيس حركة حماس الجديد، للأمة العربية والإسلامية وللشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفئاته واطيافه واماكن تواجده، كما كان نداء لجهات الشعب القريبة والمتمثلة بالحضور الكريم، وكذلك للجهات البعيدة فالأبعد داخل وخارج فلسطين بما في ذلك فلسطينيي العام 1948. ويعرف النداء في اللغة العربية وفق شرح وتعريف معاجم اللغة المتعددة له، بأنه اسلوب "لُغوي بلاغي، يهدف منه المتكلم الى طلب إقبال المُنادى او جذب انتباهه عن طريق مناداته باسمه أو بصفة من صفاته، أو استدعائه لأمر أو طلب ما". ويبرز من التعريف اعلاه، ان المعنى الاصطلاحي للنداء هو "طلب إقبال او جذب المنادَى او انتباهه"، وهو هنا الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، الى ما يريده المنادي، وهو هنا السيد هنية، او حركته التي يترأسها ويقودها، وهي هنا حركة المقاومة الاسلامية حماس. ويفيد شراح اللغة العربية، وكذلك علماء السياسة والاجتماع والنفس، ان النداء "عادة ما يصدر من المنادي في لحظة يكون فيها الاخير في ظروف استثنائية من وجهة نظره"، كأن يتملكه الشعور بالقوة والانتصار، او تتملكه مشاعر الضعف والهزيمة، أو من خلال إدراكه انه قد اخطأ في تقديره للواقع وبنى سياساته ومواقفه بناء على هذا التقدير الخاطئ، او بناء على احساسه وادراكه انه قد فشل او يكاد في اقناع المنادَى بصواب تقديره وصحة سياساته المحركة لبرامجه ومواقفه، او بعد توصله الى قناعة راسخة انه على وشك الانتقال من مرحلة تاريخية بكل ما تتضمنه من قيم ومفاهيم وضوابط مسلكية، الى مرحلة اخرى تتضمن ما يناقض تلك القيم والمفاهيم والمواقف والمسلكيات او بعض منها، الامر الذي يعزز ايمانه بعدم تمكنه من النجاح في اتمام هذا الانتقال والعبور، بنجاح، او في اسوء تقدير بأقل الخسائر، دون تفهم وقبول ودعم وتأييد الجهة المناداة له، أي الشعب الفلسطيني. كما ويجمع العلماء المشار اليهم اعلاه، لا سيما علماء علم النفس والسياسة، ان النداء اصطلاحا، هو تعبير "عن حالة متقدمة من حالات التعبئة العامة"، التي تحرص القوى السياسية الكبرى، لا سيما الحركات الوطنية منها، على اتقانها لغايات اعداد الشعب وتهيئة كل فئاته ومكوناته القريبة والبعيدة، لما هو قادم من تحديات وصعاب، التي يبدو من خلال نص الخطاب (النداء) بأنها السيناريو الأكثر احتمالاً للتحقق فيما هو قادم من ايام. وقد تناولت معاجم اللغة كذلك، النداء بالتركيز على عناصر اسلوب النداء، وتناولت في هذا الشأن اداة النداء، وقسمت هذه الاخيرة الى ثلاثة اقسام، تناول القسم الاول "اداة نداء القريب، وهي أي، او أ، كأن يقول المنادي أي نضال، او أ نضال"، وتناول القسم الثاني "اداة مناداة البعيد، وهي أيا رشيد وهيا نضال، او آ، كأن اقول هيا رشيد، او أيا محمد، او آ احمد". وشرح القسم الثالث اداة النداء (يا)، بالقول: "انها الأعم والأشمل من بين ادوات النداء كلها ويمكن استخدامها في كل اساليب النداء سواء كان القصد مناداة المنادى القريب ام البعيد". وعند اسقاط الشرح اعلاه على الخطاب موضع التحليل، يظهر ان السيد هنية قد فضل استخدام اداة النداء (يا) التي تصلح لكل انواع النداء، كما يظهر كذلك انه قد قلد الشكل الشائع في النداء حديثاً، او في ما يمكن وصفه بالعصر الحديث، اذ انه لم يستخدم أي من ادوات النداء المشار اليها اعلاه في اكثر من مكان في خطابه واكتفى باستخدام عبارة "الاخوة والاخوات"، وترى هذه المقالة ان هذه العبارة تعتبر من عبارات السهل الممتنع، اذ تصلح لمناداة الجهة القريبة أي الحضور، او الجهة البعيدة من غير الحضور، وفي هذا الخصوص ستأخذ هذه المقالة المعنى الثاني من هذه العبارة، أي ان الجهة البعيدة من الشعب هي الفئة المستهدفة من النداء عند استخدام لفظ (الاخوة والاخوات)، وذلك لاستخدامه عبارة "الحضور الكريم"، عند مناداته للجهة القريبة من الشعب. وتأسيساً على ما تقدم يظهر ان النداء الاول من الخطاب قد وُجه لكل الجهات المستهدفة المراد مناداتها، أي الجهات القريبة والبعيدة من الشعب الفلسطيني، والأمتين العربية والاسلامية، كما ظهر بوضوح في اساليب النداء التي استخدمها ووظفها السيد هنية لهذا الغرض بقوله: (يا أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد، يا جماهير أمتنا العربية والاسلامية، الأخوة والأخوات.. الحضور الكرام). كما ويبدو من هذا المقطع (النداء)، انه كان بمثابة مقدمة الخطاب وبدايته، ويظهر ذلك بوضوح في جملة السيد هنية الاولى حين قال: "اول ما ابدأ به خطابي"، هذا وقد تَكون هذا المقطع من اربع فقرات، ضمت ما مجموعه (398) كلمة، أي ما نسبته 7,6% من مجموع عدد الكلمات التي اختارها السيد هنية، او الجهة التي كتبت الخطاب وراجعته، بعناية فائقة تخدم غايات الحركة المرجو تحقيقها في هذه المرحلة. وتفيد القراءة المتأنية لكلمات وفقرات وعبارات المقدمة، انها صُممت حقا لمناداة وجلب انتباه كل الجهات التي جرى مناداتها، اذ كانت كل فقرة من فقراتها قد خصصت لجهة من الجهات التي جرى مناداتها من الشعب الفلسطيني، وكان السيد هنية قد رتب هذه الجهات كما وردت نصاً في الخطاب بالشكل التالي: (الثوابت الوطنية والأسرى، والمقاومة، والسلطة والأجهزة الأمنية، ومختلف قطاعات الشعب). وتظهر كلمات وعبارات الفقرة الاولى التي تكونت منها المقدمة، انه وبعد استدعاء عقول وقلوب الفئات الفلسطينية والعربية والاسلامية التي ناداها الخطاب ولفت انتباهها كما تجلت في نص الفقرة، قدم السيد هنية تعهده امام هذه الفئات بصفته حُمل من قبل زملائه في حركة حماس، مسؤولية قيادة الحركة في هذه المرحلة، الأمر الذي يفرض عليه أن يحافظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية، المتمثلة "بتحرير الارض، وتحقيق العودة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. واضاف السيد هنية ان هذه الثوابت ليست جديدة ومستحدثة ولا تخص حركة حماس وحدها بل كانت هذه الثوابت دائما هي المحرك الاساس لكل الثورات التي اندلعت في فلسطين منذ بدء الغزو الصهيوني لفلسطين، كما كانت هذه الثوابت والعمل على تحقيقها هي المحرك الاساس لانتفاضتي (الأقصى والقدس) الأمر الذي يظهر ان حركة حماس هي امتداد اصيل لكل ما سبقها من ثورات وانتفاضات، ولذلك فهي تتعهد في هذه المناسبة بالبقاء على هذا الدرب مهما كانت الصعاب ومهما كلف ذلك من ثمن. وكان السيد هنية قد افرد في سياق هذه الفقرة مساحة واسعة للوفاء للأسرى الفلسطينيين، باعتبارهم الى جانب الشهداء والجرحى تعبيراً اصيلاً عن المحافظة على الثوابت الوطنية الفلسطينية. وفيما انه لم يأت بجديد في هذا الشأن، الا انه بدى في خطابه وكأنه يريد من الجهة المناداة، التوقف وإجراء المقارنات بين حركته "حماس" التي تفي عمليا بالأسرى وتعمل كل ما يلزم للإفراج عنهم بما في ذلك خطف جنودا من جيش الاحتلال لإجباره على اطلاق سراح اسرى فلسطينيين، الامر الذي بشَر هنية قطاعات الشعب بقرب حدوثه، وبين "السلطة الفلسطينية" التي اظهرها الاعلام مؤخراً، وكأنها خضعت للضغوط الاسرائيلية والأمريكية وتوقفت عن تزويد الأسرى وعائلاتهم برواتب مالية باعتبارهم وما قاموا به من عمل نضالي، جزء من الارهاب، الامر الذي يتناقض مع الثوابت الوطنية. هذا وتظهر الفقرة الثانية من المقدمة ان القطاع الفلسطيني الثاني الذي جرى مناداته تمثل في المقاومة الفلسطينية المسلحة بكل مكوناتها، الامر الذي بحد ذاته لا يخلو من دلالة، وكان السيد هنية قد ابرز في هذه المناسبة حادثة اغتيال المهندس التونسي محمد الزواوي، الذي اغتالته اجهزة الأمن الاسرائيلية في تونس بتاريخ 15/12/2016، مما دفع الجهاز العسكري التابع لحركة حماس بنعيه والاعتراف به كأحد عناصره الذين شاركوا مع اخرين من اعضاء القسام في تطوير برنامج سلاح الطائرات بلا طيار التي اصبحت الآن في ترسانة سلاح القسام. وفي ذات السياق خصص السيد هنية الفقرة الثالثة من مقدمة ندائه، للسلطة الفلسطينية، التي جرى مناداتها من زاوية مكوناتها الأساسية المتمثلة بسلطاتها الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويلاحظ في هذا الشأن ان السيد هنية قد اضاف القطاع الاعلامي كسلطة رابعة للسلطات الثلاث المشار اليها في اشارة منه لأهمية هذا القطاع لا سيما في مرحلة رئاسته للمكتب السياسي. وعلاوة على السلطات الاربعة المشار اليها اعلاه، تفيد قراءة نص الفقرة ان السيد هنية قد ركز في تناوله للسلطة، على المؤسسة الامنية كأحد ابرز الأذرع التنفيذية لأي سلطة، اذ أبرز في هذا الشأن حادثة كشف المؤسسة الامنية في غزة لخلية العملاء المثيرة للجدل، التي نفذت بأوامر من الاستخبارات الاسرائيلية عملية اغتيال الشهيد "مازن فقها"، في اواخر شهر مارس الماضي. ويبدو من خلال النص ان السيد هنية اراد توجيه انتباه كل الفئات المستهدفة من ندائه، ودفعها مرة اخرى كما جرى في موضوعة الأسرى الموضحة اعلاه، الى اجراء المقارنات المدعومة بالأدلة والبراهين، بين نموذجي المؤسسة الأمنية الفلسطينية، الأول تمثله السلطة في رام الله وجل عمله ضد المقاومة "التنسيق الامني"، والثاني تمثله غزة التي تقوم عقيدة الاجهزة الامنية المسيطرة عليها على مقاومة الاحتلال ومؤسساته الامنية. واستحوذت الفقرة الرابعة من هذا المقطع المساحة الأوسع من هذه المقدمة، اذ تناولت الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، من عمال وفلاحين ومهندسين واطباء وغيرهم من قطاعات، الا ان اللافت هنا انه لم يذكر قطاع المرأة في هذا الجزء من النداء، وكان قد افرد لهذا القطاع جزء خاص في مرحلة متقدمة من الخطاب للتدليل على اهميته واهمية دوره. وخصص السيد هنية المقطع (النداء) الثاني من خطابه للشعب الفلسطيني، لا سيما الجهة البعيدة، باستخدامه عبارة (الاخوة والأخوات)، وتكون هذا المقطع من فقرتين شملت ما مجموعه 115 كلمة، أي ما نسبته 2,2% من مجموع كلمات الخطاب. وبدأ السيد هنية ندائه هذا بإبراز اهمية المكان وهو هنا ارض فلسطين، المتمثلة "بقطاع غزة"، الذي ينادي من على ارضه، الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه خارج القاعة. ويعتبر هذا المقطع بمثابة تكملة للمقدمة، اذ انتقل خلالها السيد هنية بمهنية واحتراف من العام الذي تمثل بالشعب الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية للخاص المتمثل بالشعب الفلسطيني بكل فئاته ومكوناته البعيدة أي المشاهدين والمستمعين من خارج القاعة في كافة امكان تواجدهم. كما ويظهر نص المقطع (النداء)، براعة السيد هنية في تقديم الحقائق المتعلقة باضطهاد الاحتلال المُمنهج للفلسطينيين، مقرونة بالبعد النفسي المتمثل بالعواطف، مع التأكيد على قدرة الشعب على هزيمة الاحتلال مهما كانت قوته، كلما تمسك الشعب بوحدته وايمانه بحقه في فلسطين ومقاومته للاستسلام. ويظهر مبنى الخطاب "النداء" كذلك، انه وبعد تهيئة الجهات المناداة في المقاطع اعلاه، انتقل المنادي في المقطع (النداء) الثالث، مرة اخرى من الخاص للعام، اذ كانت الجماهير العربية والاسلامية علاوة على الجماهير الفلسطينية، هي الجهة المستهدفة من هذا النداء الذي تكون من ثلاثة مقاطع، شملت ما مجموعه 331 كلمة، أي ما نسبته 6,39% من مجموع كلمات الخطاب. ويفيد نص المقطع ان السيد هنية قد بدأ ندائه بالتودد للجهات المستهدفة من ندائه أي مكونات الشعب الفلسطيني، لغايات التحدث اليها في الشأن الداخلي، وشرح واقع الحال، ومن ثم تحديد الجهة والمسار، لا سيما في هذه اللحظة من الزمن التي يمر فيها على صدور وعد بلفور مئة عام، ويمر فيها كذلك ولا يزال، على مقاومة الشعب الفلسطيني للتوطين والتهويد سبعين عاما. وقد خصص السيد هنية هذا المقطع لتقديم حركة حماس التي يترأس مكتبها السياسي، وذلك من خلال بندين، تركز البند الاول حول نجاح حركة حماس في اثبات كم هي فتية ابية اصيلة بأصالة رؤيتها وعمق نهجها المستمد من طهارة مؤسسها الشيخ احمد ياسين، وصلابة قيادتها الذي كان خير من مثله السيد خالد مشعل ابو الوليد الذي بدوره سلم راية قيادة الحركة عبر عملية ديمقراطية شورية للسيد هنية ومن معه من قيادة. ودار البند الثاني حول اصدار حركة حماس مؤخراً لوثيقتها السياسية التي تضمنت الرؤية والمبادئ والأهداف التي تسير وفق مضامينها وتعمل بمقتضاها، وتمثل موقفها الموحد من مجمل القضايا التي تواجهها، وبرهنت هذه الوثيقة عن قدرة الحركة فى الجمع بين الأصالة والمعاصرة والثابت والمتغير والمرحلي والاستراتيجي وفتحت الأبواب في إطار فقه الواقع لمقاربات سياسية وفكرية تعكس حيوية الحركة وقدرتها على التجديد والتوازن في عصر المتغيرات المتسارعة، هذه الوثيقة التي قدَّمناها لشعبنا لنؤكد من خلالها بكل جلاء ووضوح أننا نريد أن نعمل مع الجميع ضمن استراتيجية وطنية جامعة في السياسة والمقاومة، وفي بناء مؤسساتنا القيادية والإدارية وفي إدارة شؤوننا الداخلية وعلاقاتنا الخارجية. وبعد الانتهاء من تقديم حركة حماس للشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية، وجه السيد هنية ندائه الرابع للشعب الفلسطيني بكل فئاته واماكن تواجده بما في ذلك الحضور، منتقلاً بذلك مرة اخرى من العام للخاص، وقد تكون هذا المقطع (النداء)، من ثلاث فقرات، تضمنت بدورها ما مجموعه 251 كلمة، أي ما نسبته 4,8% من مجموع كلمات الخطاب. وخصص السيد هنية هذا المقطع من الخطاب، لواقع حال الامة العربية والاسلامية في المرحلة الحالية، من ضعف وتشرذم واقتتال وانهيار وانقسام داخل الشعب الواحد، الامر الذي يشجع اعداء الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية، لا سيما الولايات المتحدة الامريكية برئاسة الرئيس ترامب، والحكومة الاسرائيلية، في استغلال هذا الواقع لإنهاء القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل. وأمام هذا الوضع المشار اليه اعلاه، أكد السيد هنية "أنه لا خيار لنا كشعب فلسطيني، إلا أن نملك زمام المبادرة ونرتب أوضاعنا ونحصّن بيتنا ونؤمِّن جبهتنا ونحمي حقوقنا وأن نكون موحدين في توجيه رسالة واضحة للعالم أجمع نؤكد فيها أن أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس لن يكتب لها النجاح وسنقف سدا منيعا في وجهها، مهما كلفنا ذلك من ثمن، وكما أسقط شعبنا البطل مؤامرات سابقة لتصفية قضيته العادلة فإنه بعون الله قادر اليوم على فعل ذلك"، هذا واختتم هنيه ندائه بالقول "وعلى العالم أن يصغي لصوت الحق والعدل والإنصاف". وتفيد قراءة المقطع (النداء) الخامس، محاولة السيد هنية او الجهة التي اعدت الخطاب الالتزام بقواعد ومنهجية التخطيط العلمية، الامر الذي توضح في شرح الواقع العربي والإسلامي أي البيئة الخارجية المحيطة بالواقع الفلسطيني، والتي تتضمن الفرص والتهديدات التي تواجه الحالة الفلسطينية، وما يفرضه ذلك على الفلسطينيين انفسهم من برامج وخطط كما اوضحه هنية في المقطع السابق، إلا ان محاولة السيد هنية ومن شاركه في تصميم الخطاب قد اخطأت من الناحية العلمية المتعارف عليها في الأوساط الاكاديمية، اذ لا تسمح قواعد ومراحل التخطيط للمخطط ان يقفز مباشرة لقائمة الاهداف والاولويات مباشرة بعد تقييم البيئة الخارجية، الامر الذي فعله هنية بوضعه لقائمة اولويات عمل حماس في المرحلة الحالية، حيث تفيد مراحل وقواعد التخطيط العلمية ان قائمة الاهداف تستخلص دائما من تحليل كل من البيئة الخارجية والداخلية، وبخصوص هذه الاخيرة تناولها هنية بالتحليل ولكن بعد ان كان قد استخلص وحدد الاولويات والاهداف. كما وتفيد قراءة المقطع ان السيد هنية حافظ على البقاء في ساحة الخاص، ولم يغادرها لساحة العام. هذا وقد تكون هذا المقطع من 20 فقرة، تضمنت ما مجموعه 1668 كلمة، أي ما نسبته 32,2% من مجموع كلمات الخطاب. واللافت في هذا المقطع الى جانب كثرة عدد فقراته وكلماته، حرص السيد هنية غير المسبوق كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس في اشراك الشعب الفلسطيني في معالم الرؤية التي تعمل الحركة على تحقيقها في المرحلة المعاشة وذلك من منطلق المسؤولية التي تفرض على الحركة اشراك قطاعات الشعب الفلسطيني في صناعة الرؤية الوطنية والعمل على تحقيقها وليس من باب التجمل على الشعب. هذا وقد تمثلت هذه الرؤية في الأولويات والأهداف الكبرى للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، والمستمدة من تحليل البيئة العربية والاسلامية التي جرى تناولها في المقطع اعلاه، وقد فصل السيد هنية هذه الأهداف من خلال ستة بنود جرى ترتيبها حسب اهميتها كالتالي: (مواجهة الاحتلال الغاشم واجراءاته المخالفة للأعراف والقيم وقواعد القانون الدولي، القدس والاقصى، الضفة الغربية الصامدة، فلسطينيي العام 1948، فلسطينيي الشتات خاصة فلسطينيي المخيمات واللجوء المنتشرة على حدود الوطن في لبنان والاردن وسوريا، وغزة الصابرة والمحاصرة). وفيما يتعلق بالاحتلال وإجراءاته، كأول أولويات حركة حماس في بناء موقف فلسطيني عام يستند الى رؤية سياسية وطنية جامعة، كان من اللافت عدم استخدام السيد هنية لمفهوم المقاومة المسلحة كما درجت العادة في خطاب حركة حماس والناطقين باسمها، اذ استخدم بدل ذلك مفهوم المواجهة، وعند تفصيل هذه الاخيرة، برز استخدام مفهوم القانون والأعراف الدولية الامر الذي لا يخلو من دلالة. صحيح انه استخدم مفهوم السلاح في هذا المقطع، الا ان قراءة النص تفيد انه جاء مقترناً بوحدة الموقف، باعتبارها سلاحا فلسطينيا فاعلا، وعلى الرغم من ذلك اكد السيد هنية في هذا النداء ان السياسة الوطنية الجامعة تشترط التحرر من الوعود الكاذبة التي جربها الشعب الفلسطيني طوال فترة المفاوضات. وبخصوص الأولوية الفلسطينية الثانية كما وردت نصاً في خطاب السيد هنية والمتمثلة في القدس والأقصى، فقد وصفها الخطاب ببؤرة الصراع وأيقونة النضال ووجهة المقاومة، وفى هذا السياق اكد السيد هنية رفضه الواضح لنسب حائط البراق للصهاينة باعتباره جزء من العقيدة الاسلامية في اشارة منه لتصريحات كانت قد نسبت لأحد قيادات حركة فتح، على الرغم من نفي هذا الاخير لتلك التصريحات. وفيما يخص الأولوية الثالثة كما قدمها السيد هنية، فكان عنوانها الضفة الغربية، التي قدمها كمركز للصراع، وعنوان للانتفاضة والمقاومة بكل اشكالها. واضاف السيد هنية ان الضفة "تحمل في حناياها ثورة يغذي جذوتها جيل لم تعكر فطرته محاولات الترهيب والترويض"، في اشارة لافتة منه للحالات الفردية التي خرجت من كل محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بأعمال رفض صارخة للاحتلال واجراءاته القمعية والتهويديه، لا سيما في القدس والمسجد الاقصى ومعظم محافظات الضفة الغربية. وتأسيساً على ما تقدم اكد السيد هنية ان حركة حماس ستعمل في الضفة الغربية من خلال مسارين متلازمين، يركز الاول على كل ما يلزم لدعم صمود الشعب، فيما سيقوم الثاني على برنامج مقاومة تجعل العدو يدفع ثمن احتلاله، وفي هذا الشأن اوضح السيد هنية ان السبيل الوحيد لذلك هو تعاون حماس مع كل مكونات الشعب الفلسطيني. وتفيد قراءة النص ان السيد هنية قد احسن استخدام اللحظة بالتطرق الى التنسيق والتعاون الامني، بوصفه معضلة تقف في وجه تكوين رؤية سياسية وطنية جامعة، ولذلك جرمه السيد هنية علناً، ودعا الى وقفه فوراً التزاما بالنهج الوطني السليم وبأدبيات حركات التحرر الوطني، وقرارات المجلس المركزي، وتجدر الاشارة هنا الى ان السيد هنية قد قرن اعتقالات اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني لا سيما النائب خالدة جرار، في دعوته، للإشارة غير المباشرة ان هذا الاعتقال هو احد ثمرات التنسيق والتعاون الامني. وكان السيد هنية قد خصص الأولوية الرابعة من قائمة الأولويات لفلسطينيي العام 1948، وكان قد لخص اهميتهم في جملة واحدة بقوله: "هم درة التاج وومضة الأمل". اما الأولوية الخامسة فدارت حول فلسطينيي الخارج، واختصر اهمية دورهم بالقول: "ذخر استراتيجي ودور منشود". واستفرد قطاع غزة الصامد المحاصر بالأولوية السادسة، من اولويات حماس في المرحلة الحالية، اذ استحوذت غزة وهمومها على المساحة الاوسع من تفكير وخطاب السيد هنية، وقد تجلى ذلك في عدد كلمات هذه الاولوية، اذ بلغ عدد كلماتها ما مجموعه 590 كلمة من مجموع كلمات هذا المقطع أي ما نسبته 35,4% من عدد كلمات المقطع لخاص بأولويات حماس في المرحلة الحالية، الامر الذي لا يخلو من دلالة بحد ذاته. وتفيد قراءة النص الخاص بغزة كأولوية من أولويات حماس، ان الحصار كان المفهوم الأكثر تكراراً في النص، وفيما حمل السيد هنية الاحتلال الاسرائيلي عن هذا الحصار، إلا انه وعلى الرغم من ذلك اكد ان اجراءات السلطة الاخيرة بحق غزة اساءت كثيراً للنسيج الوطني الفلسطيني. وعند هذا الحد من التقديم قال هنية "انه قد آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة وليس تشديده، وان على السلطة ان تغير سياستها تجاه غزة، اذ ان ابنائها يمدون اياديهم لكل مكونات الشعب الفلسطيني لجمع الكلمة، واضاف "انه لا يمكن للوطن ان يحلق في السماء بجناح واحدة". وامام هذا التطور قال السيد هنية: "انه صار لزاماً على قيادة حماس ان تتحرك لإنقاذ غزة وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأهلها، الامر الذي كان مبرراً لتوجه قيادة حماس في غزة لمصر وعقد اتفاقات معها وتفاهمات مع غيرها لغايات توفير شروط الحياة الكريمة لسكان القطاع، وذكر السيد هنية ان استجابة القاهرة كانت سريعة حيث صدرت التعليمات مباشرة بتزويد القطاع بالوقود وغيره من الاحتياجات التي تنتظر التنفيذ". وفي هذا السياق أكد السيد هنية التزام حركته بالمصالحة الداخلية التي يتولى العمل عليها جمهورية مصر العربية، كما اكد على التزام حركته بحل اللجنة الادارية التي تدير قطاع غزة من قبل حركة حماس، اذا ما استجابت السلطة الفلسطينية لشروط حماس والغت اجراءاتها التي كانت السبب المنشأ للجنة على حد قوله. كما قدم السيد هنيه في هذا السياق شكره لكافة الدول التي ساعدت غزة واهلها على الصمود في وجه هذا الحصار، وخص بالذكر قطر وتركيا وايران والمملكة العربية السعودية، وكان من اللافت هنا عدم شكره لكل من سوريا وحزب الله الذين كان لهما دورهما المعروف في دعم ومساعدة المقاومة. وبعد الانتهاء من تحديد الأولويات، انتقل السيد هنية للمقطع النداء (السادس) والذي افتتحه بأسلوب النداء "ابناء الشعب الفلسطيني"، الذي تكون من فقرتين، تضمنت ما مجموعه 176 كلمة، أي ما نسبته 3,3% من مجموع كلمات الخطاب. ويظهر اسلوب النداء ونصه ان السيد المنادي او الجهة التي ساعدته في كتابة الخطاب لم يغادرا ساحة الخاص للعام، اذ ظلا فيها، كما يظهر النص ان السيد هنية قد عاد من جديد لتحليل البيئة الفلسطينية الداخلية للوقوف على معالم قوتها وضعفها، وذلك بعد ان كان قد قرأ في النداء الخامس البيئة العربية والاسلامية المحيطة بالساحة الفلسطينية لإظهار ما تتضمنه من فرص وتهديدات، الامر الذي بينا خطأه اعلاه. وفي مجال تحليل البيئة الفلسطينية الداخلية، اعتبر السيد هنية "ان اتفاقية اوسلو في العام 1993، وما نتج عنها كانت السبب الرئيس لضعف القضية الفلسطينية، واضاف ان اخطر ما تعاني منه السياسة الرسمية الفلسطينية هو التجاوب والتعاطي الفلسطيني مع الاملاءات الامريكية التي تتوافق كلياً مع الرؤية الاسرائيلية، لا سيما في الاستيطان، ويهودية الدولةـ والقدس، وتبادل الاراضي، وحق العودة، وأخيراً في حل الدولتين، والأسرى، وبخصوص هذه الاخيرة عاد السيد هنية من جديد واكد التزامه شخصياً وكذلك حركته بعدم التخلي عنهم وعن عوائلهم كما تعهد بتقاسم لقمة العيش معهم. ووفق هذا الترتيب الذي حافظ عليه الخطيب طوال فترة خطابه والتي فاقت الساعة تقريباً، انتقل السيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للمقطع (النداء) السابع، الذي تكون بدوره من خمس فقرات تضمنت 328 كلمة، أي ما نسبته 6,3% من مجموع كلمات الخطاب. ويبدو من نص النداء ان السيد هنية ظل في ساحة الخاص ولم يغادرها للعام، وكان قد خصص ندائه للوحدة الفلسطينية، ومدى حرص حركته عليها من خلال تنازلها للشركاء وسعيها الدؤوب لتحقيق المصالحة الوطنية وبناء الشراكة. وفي هذا السياق وجه السيد هنية نداء خاصاً لحركة فتح يدعوها فيه للتوحد وبناء شراكة وطنية فيما بينهما اعتماداً على حجمهما الكبير لا سيما شعبيا مؤكدا ان حماس لن تقضي على فتح والعكس صحيح رغم ان القضاء بحد ذاته غير وارد لدى الحركتين. وكان كذلك قد خصص الفقرة الأخيرة من هذا النداء لبقية فصائل العمل الوطني والإسلامي. وأظهر المقطع (النداء) الثامن الذي تكون بدوره من 13 مقطع، تضنت ما مجموعه 535 كلمة، أي ما نسبته 10,3% من مجموع كلمات الخطاب، والذي ظل فيه السيد هنية في ساحة الخاص ولم يغادرها للعام، كما انه قد خصصه للحديث عن النظام السياسي الفلسطيني، خاصة المعيقات التي يتضمنها وتقف حائلاً امام تحقيق الوحدة والشراكة المشار اليها في النداء السابق اعلاه. وفي هذا الخصوص ذكر السيد رئيس المكتب السياسي ان البيئة السياسية والادارية المحيطة بالنظام السياسي الفلسطيني علاوة على الطريقة التي تدار بها السياسة، تشكل المصدر الأساس للمعيقات التي تحول دون تحقيق الوحدة والشراكة الوطنية، الأمر الذي يكبل قدرة الفلسطينيين على الانطلاق نحو تحقيق الحرية والاستقلال، فيما توفر هذه المعيقات للاحتلال فرصا لمواصلة تنفيذ مخططاته، وتأسيسا على ذلك دعي السيد هنية فصائل العمل الوطني والإسلامي الى انجاز خمسة مهام قدمها كالتالي: أولاً: صياغة برنامج سياسي واضح وموحد يستند إلى القواسم المشتركة ويرتكز على أهداف شعبنا وحقوقه وتطلعاته. ثانياً: تشكيل حكومة وحدة وطنية تفي بكل التزاماتها تجاه شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع على حد سواء. ثالثاً: التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على قاعدة الانتخابات الحرة والنزيهة والاتفاق على موعد محدد لإجراء هذه الانتخابات وتكون تفاهمات بيروت مرجعاً في إعادة تشكيل المجلس الوطني. رابعاً: إعادة تفعيل المؤسسات، وبخاصة مؤسسة المجلس التشريعي المنوط به الرقابة والتشريع. خامساً: وقف التعاون والتنسيق الأمني مع العدو ومهما كانت النتائج. واضاف السيد هنية في هذا الشأن، ان ضمان تحقيق المهام اعلاه يتطلب ضرورة تهيئة الظروف والمناخات وازالة المعيقات امام فرص تحقيق نجاحها، وحدد السيد رئيس المكتب السياسي المعيقات بالإجراءات المالية الاخيرة التي اتخذتها السلطة الفلسطينية ضد حكم حماس في غزة، وعدم قيام حكومة التوافق بواجباتها في قطاع غزة، واكد السيد هنية ان ازالة المعيقات اعلاه هي شروط مسبقة لحل اللجنة الادارية التي تدير قطاع غزة الان والتي كانت قد شكلتها حركة حماس مؤخرا. كما اكد السيد هنية ان حركة حماس منفتحة على جميع القوى والفصائل الفلسطينية من اجل حماية المشروع الوطني الفلسطيني. وفي سياق منصل اشار انه وكذلك وفود حركة حماس التي زارت مصر مؤخراً، كانوا قد اكدوا على ضرورة انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما ورحبوا باستئناف الدور المصري المركزي في ملف المصالحة. واللافت في هذا الشأن ما ذكره السيد هنية "بأن العمل الفلسطيني وتمثيل الشعب الفلسطيني لا يقتصر على المؤسسات والاطر السياسية، اذ هناك العديد من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها من القامات الوطنية التي تحمل الهم الوطني وتعمل من اجل الشعب داخل الوطن وخارجه، وان حركته (حماس) ستعمل على تحقيق التكامل مع هذه الجهات تحت عنوان "فلسطين وطن للجميع". واختتم السيد هنية ندائه هذا بالإشادة بمكونات الشعب الفلسطيني كالطائفة المسيحية وقطاع الشباب الذي يعني الامل والمستقبل، علاوة على قطاع المرأة شريكة الرجل في المعاناة والاهداف والغايات الفلسطينية. وخصص السيد رئيس المكتب السياسي المقطع (النداء) التاسع من خطابه، والذي بدوره تكون من 11 مقطع تضمنت ما مجموعه 668 كلمة، أي ما نسبته 12,9% من مجموع كلمات الخطاب، للحديث مرة اخرى عن الاولويات التي كان قد تحدث عنها في المقطع الخامس. وبدى في هذا المقطع ان المنادي لم يغادر ساحة الخاص الفلسطيني، رغم عودته لتناول العام العربي والاسلامي، اذ اضاف في هذا المقطع اولوية جديدة تمثلت في اولوية العمل على اعادة الاعتبار للأمة العربية والاسلامية في القضية الفلسطينية من منطلق ان هذه الاخيرة، ليست قضية حماس والفلسطينيين لوحدهم بل هي قضية الامتين العربية والاسلامية ومعهم احرار العالم. وفيما يخص وحدة الأمة، بينً السيد هنية، ان هذه الوحدة ضرورة من ضرورات التحرير، الامر الذي يتناقض مع حال وواقع الامة الان، لا سيما في دول الخليج التي دعاها السيد هنية بصفته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بإعمال الحوار بدل الحرب والقتال، لحل الخلافات وقطع الطريق امام اعداء الامة التي تسعى لاستغلال الحروب والانقسامات العربية لتأمين مصالحها، وإجبار الدول العربية على التطبيع معها. وكان السيد هنية قد خصص في هذا النداء مرة اخرى، مساحة خاصة لجمهورية مصر العربية من خلال اعلانه ان حركة حماس قد فتحت صفحة جديدة في العلاقة مع مصر تقوم على قاعدة "عدم التدخل في الشأن الداخلي المصري، والحفاظ على امن مصر القومي، وعدم السماح لأي كان ان يتخذ من غزة مأوى او منطلق للإضرار بأمن مصر وسلامة شعبها"، وفي نهاية ندائه اضاف انه سيكون لذلك انعكاساته المباشرة والايجابية على اهل قطاع غزة في المرحلة القادمة. وفي المقطع (النداء) العاشر، الذي تكون بدوره من اربعة مقاطع، تضمنت ما مجموعه 245 كلمة، أي ما نسبته 4,7% من مجموع كلمات الخطاب. والذي يظهر من خلال نصه ان السيد هنية لم يغادر كذلك ساحة الخاص الفلسطيني الامر الذي يستدل عليه من اسلوب النداء الذي كان (الاخوة والاخوات)، كما ويظهر ان هذا النداء قد خصصه رئيس المكتب السياسي لنداء الدائرة الدولية، التي اكد من خلال ندائه هذا سعي حركته لتطوير وتعزير العلاقة مع كل مكوناتها التي تدعم وتؤيد الحق الفلسطيني, وقدم في هذا السياق شكر حركته لكل الاطراف الدولية التي ساندت حركة حماس ولم تشارك في عزلها وظلت تتعامل معها كحركة تحرر وطني. وتكون المقطع (النداء) الحادي عشر، والذي يعتبر بمثابة خاتمة الخطاب من ستة مقاطع، تكونت من 334 كلمة أي ما نسبته 6,4% من مجموع كلمات الخطاب. وكان المنادي في هذا الخطاب قد خصص هذا الجزء من النداء للإفصاح عن متابعته وحركته لمجريات السياسة الامريكية الجديدة في المنطقة، والتي تهدف الى الدفع نحو التطبيع مع اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية. وفي هذا الشأن قال السيد هنية بلغة واضحة لا تحتمل التأويل كان قد اكدها ارتجالاً خلال الخطاب "ان حماس تدرك ولديها معلومات، بالغايات الامريكية المشار اليها اعلاه". وتأسيساً على ذلك "حذر السيد رئيس المكتب السياسي من التورط في هذا المشروع (مشروع القرن) الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، تحت ما يسمى بالسلام الاقليمي،او السلام الاقتصادي مع العدو الصهيوني". وأضاف هنية ان حركته "تُحمل من يفكر بهذه الخطيئة المسؤولية الشرعية والتاريخية"، ثم قال: "ان حركة حماس لن تسمح بتمرير اي مشاريع تتجاهل مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني". كما اكد في هذا الشأن "ان الشعب لم يفوض أيا كان من الشعب والامة بالتنازل عن ارضه وحقوقه ومكتسباته، الامر الذي يعني انه لا يحق لأحد كائناً من كان ان يتطوع بالتنازل باسم الشعب الفلسطيني بأي حال مهما كانت الظروف". واختتم السيد هنية ندائه كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، مبرزاً قطاع غزة كمكان يوجه من على ارضه ندائه، بالتأكيد انه سيبقى على عهد الشهداء وطريق التحرير والمقاومة، وفي هذا السياق قدم شكره لكل من ظل وسيبقى على هذا العهد. |