وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الفلسطينية لتطوير رياضات الجبال" تشارك في مهرجان بفرنسا

نشر بتاريخ: 18/07/2017 ( آخر تحديث: 18/07/2017 الساعة: 20:22 )
"الفلسطينية لتطوير رياضات الجبال" تشارك في مهرجان بفرنسا
قرونوبل- معا- شاركت الجمعية الفلسطينية لتطوير رياضات الجبال في مهرجان "لابل دون" للثقافة ورياضة المشي في دورته لهذا العام بمقاطعة الألب الفرنسية، التي انعقدت من الأول من تموز الحالي حتى الخامس عشر منه.
وضم وفد الجمعية الفلسطينية رئيس الهيئة الإدارية محمد نعيم فرحات، والمدير التنفيذي حجازي عيد، وعضو الهيئة الإدارية منسق الأنشطة في محافظة أريحا مهدي خضير، وجهاد حلايقة منسق أنشطة الجمعية في محافظة نابلس.
وقدم وفد الجمعية في أكثر من مناسبة عرضا لفكرة الجمعية والنشاطات التي تقوم بها والرهانات التي تأمل في الوصول إليها كجمعية رياضية ثقافية نشأت في مجتمع يعيش ظروفا خاصة واستثنائية بحكم الاحتلال الإسرائيلي وما ترتب عنه منذ عقود تتواصل.
وعلى صعيد الأنشطة المركزة،  قدم محمد نعيم فرحات ورقة في ندوة أقامها المهرجان بالتعاون مع بلدية قرونوبل في البيت العالمي يوم السادس من تموز، تناولت المشي كتجربة في معرفة الحقيقة.
وحاولت الورقة بناء مفهوم للمشي باعتباره احد العمليات التأسيسية الكبرى في حياة البشر التي تعطي تعبيراتهم عن وجودهم مداها الأعلى، وذلك في علاقته مع عمليتين أساسيتين هما: الغذاء الذي يمدهم بالأسباب المادية للحياة والبقاء، والكلام الذي يعبرون من خلاله عن إشكال وعيهم لذاتهم وللآخرين وللعالم.

وتناول فرحات في ورقته المشي بمعناه الحقيقي والمجازي بما هو عملية مركبة لها أبعاد وجوديه ترتبط بالضرورة والتحقق، حيث يمكن تصور الحياة كمسيرة عظيمة من الخطوات والمشي حتى المنتهى. 
وتطرق للمشي بما هو ثقافة وتربية وترقي بدني وروحي ، وبما هو أيضا تجربة في الصحة والجمال والإيمان والبحث عن النفس وعن اعتدالها، مشيرا الى اهمية المشي كامتلاك رمزي ومعنوي يقوم به الإنسان للمكان الذي يعيش فيه أو لكل مجال يقطعه بقدميه أو بخياله، خصوصا لأولئك المحرومين أو الممنوعين من حرية التوسع في مجالاتهم.
ونوه فرحات الى أنه وإذا كان المشي يحمل هذه الأبعاد في خطوات ووعي وخيال شعوب الأرض، فإن الشعب الفلسطيني يحتاج أكثر منها جميعا، لتكوين وعي مختلف إزاء المشي بحكم الظروف التي تحكم علاقته مع مجاله الأم.
كما تطرقت الورقة للمشي بما هو بحث عن السلام في معناه العميق والأصيل، السلام مع الذات ومع الآخرين ومع الطبيعة، وبينت بأن المشي في نحو ما يتشكل كانتصار ممكن في متناول أغلب الناس ضد كل الظروف التي تناؤهم وضد الكسل وبحثا عن شيء ما نحتاج إليه.
وفي سياق عرضه لورقته، استعار فرحات إحدى مقولات الكاتب الفرنسي الشهير "جان بول سارتر" الذي تحدث فيها عن فعل القراءة بما هو فعل قد يغير الناس بين يوم وليلة، مشيرا إلى أن المشي هو أيضا قد يغير الناس من فعل مشي إلى أخر.
ولفت إلى أن الحديث عن المشي كعملية تلقائية ومقصودة وفقا لهذه الأبعاد، ليس تمرينا ذهنيا في المنطق، بل هو يرمي لاستقصاء المجازات الكبيرة التي نجدها لخطوات الناس.
وأشار إلى المشي باعتباره من مجال الحريات المتاحة أو الممكنة، وان بصعوبة او هو يمكن ان يكون مجالا للبحث عن حرية ما، لان الغني والفقير والحاكم والضحية وكل الناس يمشون وقد يتساوون في ممارسة المشي ، لكنهم يتصارعون على الغذاء ومصادر الطاقة في الحياة. كما أن هناك من يمنع عليهم الكلام أو يمنعهم منه، ولكن ليس بمقدور قوة في الأرض أن تمنع الناس من المشي حقيقة أو مجازا حتى لو اعتقلتهم جميعا. وهذا ما يمنح المشي إمكانية أن يكون فضاء للحرية أو للبحث عنها اكثر من أي ممارسة أخرى.
واختتم فرحات بالقول: "نحن هنا لأننا مشينا، وسنكون هناك لأننا سنمشي، والحياة تتيح للبشر إحدى إمكانيتين: فإما أن يمشوا وإما أن يمشوا، وعليهم اختيار الإمكانية الأولى، لأنها تنطوي على قدر مهم من الحرية والاختيار. أما الثانية فترتبط بالدحر والإكراه".
وتناولت ندوة يوم العاشر من تموز "موضوع الهجرة والحدود"، حيث قدم محمد فرحات ورقة تناولت الهجرة سواء كانت داخل حدود نفس البلد أو خارجه.
وتطرقت الورقة إلى التمييز الذي أقامه ادوارد سعيد بين المهاجرين والمغتربين والمنفيين، مشيرا إلى أن معظم المفكرين الذين اهتموا بهذه المسألة يعتقدون بان فهم العالم المعاصر وإدراكه يحتاج من المعنيين العيش في منفى ما.
واستعرض فرحات الأسباب الأساسية التي أنتجت ظاهرة الهجرة كما نراها في وقتنا الراهن، والتي تتمثل في الفعل الاستعماري الذي مارسته الدول الغربية وما ترتب عنه من خراب وإفساد لحياة الشعوب الأخرى، وتواصل هذا الفعل بصيغ مختلفة حتى الآن مثل التبعية، وفشل الدول الوطنية في إقامة نموذج حياة متوازن اقتصاديا وسياسيا ونفسيا وثقافيا يبقي الناس في بيئاتهم الأصلية، والثالث وجود نزوع عن قطاعات واسعة من الناس في السعي نحو حلم كانوا يرونه في نمط الحياة في المجتمعات الغربية السعيدة، مشيرا إلى تكاتف هذه العناصر وتأثيرها وتأثرها ببعضها البعض.
ونوه إلى أن ظاهرة الهجرة هي واحدة من اكبر التحديات الأخلاقية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية والقانونية التي تواجه العالم المعاصر، وبالتالي فإن أي تفكير بخصوص إمكانيات حلولها، يجب أن يقوم على تناول شجاع ومسؤول لأسبابها وتداعياتها ومخاطرها.
وأشار الى انه ولأسباب تاريخية فإن التجربة المعاصرة للفلسطينيين في اللجوء والاغتراب والنفي والاضطهاد والهجرة، تجعل منهم مثلا حيا ومأساويا، وضحية مستدامة للاحتلال.

وقال إنه من وجه نظر معينة وبصفة الفلسطينيين خبراء في الألم، وعرفوا الطعم المر لهذه التجربة، فانه لمن المفزع لهم أن يروا هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين الهائمين، الذين تدفعهم ظروف تاريخية معقدة وظالمة لإسقاط الاعتراف بالحدود ومعناها القانوني والسياسي والثقافي والنفسي عبر تخطيهم لها بثمن الموت في كثير من الأحيان، بحثا عن فرصة او عن نجاة او حياة جديدة لا ضمانات في الوصول إليها أو في تحقيقها.
يذكر أنه قد كان للوفد العديد من اللقاءات مع جمعيات مثيلة وأخرى مهتمة بالشأن الفلسطيني، كما زار الوفد بلدية قرونوبل والتقى بنائب رئيس البلدية  "برنارد"، وحل ضيفا عند جورج اليزار رئيس اتحاد نوادي جبال الألب السابق، وعند الناشطة الفرنسية "فرانسواز قيوت" التي لعبت دورا محوريا في تنظيم زيارة الوفد. 
كما تضمن البرنامج ممارسة رياضة المشي في سلسلة الجبال الشرقية في منطقة "البل - دون".