وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسيرة المحررة شفاء القدسي احتضنت طفلتها بالدموع بعد 6 سنوات من الفراق والبعد

نشر بتاريخ: 15/01/2008 ( آخر تحديث: 15/01/2008 الساعة: 15:40 )
طولكرم- معا- سامي الساعي- لم تتصور الأسيرة المحررة شفاء القدسي من مدينة طولكرم أن كلماتها ستبقى عاجزة عن التعبير والبوح عما يجول بخاطرها من مشاعر وأحاسيس لحظة الافراج عنها ومعانقتها لذويها، لتبق أسيرة للدموع التي امتزجت بانفعالات ثائرة بعد احتضانها لابنتها " ديانا " التي حرمت منها لمدة ست سنوات متواصلة لتقول بعد أن اغرورقت عيناها بالدموع " ان اولى اولوياتها في هذه المرحلة الإهتمام بإبنتها " 13 عاماً" والتقرّب منها اكثر، لمعرفة ما يدور في فكرها وقلبها".

وتضيف بفيض من الحب والمشاعر النبيلة تجاه طفلتها "أن ابنتي بحاجة الي حضني في هذه الأثناء وفي هذا العمر التي وصلت اليه، وسأعمل على مرافقتها وإحتضانها والسماع لها في أي لحظة تحتاجني بها واسترسلت قائلة "يكفيها ما مرت به بغيابي، فهي عانت مثلي تماماً، ليس لأن احداً لم يهتم بها خلال فترة عتقالي وانما لبعدها عني".

ولأنها أضاءت من عتمة الزنازين شمعة التحدي والبقاء لم تتوقف أحلام القدسي يوما ما، بل ازدادت تصميما على تحقيق ذاتها وبناء مسار حياتها بالقول انها تنوي الإلتحاق بالجامعة، خاصة وانها تمكّنت من دراسة الثانوية العامة بالسجن ونجحت.

وعن الساعات الأخيرة التي عاشتها القدسي قبل إعتقالها وبالتالي حرمانها من تنفيذ عملية إستشهادية قالت " لقد حملت الحزام الناسف وتدربت عليه، ومن ثم قامت المجموعة بتصويري "فوتو" وبعدها عدت للبيت".

واضافت القدسي " قضيت تلك الاوقات وانا احادث طفلتي ديانا والتي كان عمرها في حينه "7 سنوات" واخبرتها انني سأقوم بتنفيذ عملية إستشهادية، واوضحت لها انها إن رغبت بمحاكاتي ومشاهدتي في غيابي عليها النظر للسماء ومحاكات اي نجمة فيها وانا سأسمعها " ومن ثم تركتها وباشرت بالصلاة وقراءة القرآن الكريم حتى تم محاصرة البيت والحي بأكملة وإعتقالي من قبل الإحتلال.

واوضحت القدسي ان أكثر ما أثر بها قبل تفكيرها بتنفيذ عملية إستشهادية هو عملية نتانيا التي نفذها الإستشهادي عبد الباسط عودة عام 2002، ومحاولة شقيقها الأصغر منها تفجير نفسه هو الآخر إلا انه أعتقل، ومشاهد القتل والدمار الذي يلحقة الإحتلال الإسرائيلي بأبناء شعبنا، وبالتحديد مشهد الإمرأة التي قتلت في العام 2002 في ضاحية إرتاح جنوب طولكرم وهي بين أحضان اطفالها، ومشهد محاصرت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومحاولة إذلاله، عندها قررت ان تفجّر نفسها بهم وتوجهت للجهة التي ستمكنها من ذلك.

وبخصوص الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية في غزة قالت القدسي " شاليط يمثّل للأسيرات شعاع من الشمس، لأنهن يعتقدن أن وجوده بيد المقاومة سيكون سبب إطلاق سراحهن ونيل حريتهن" داعيةً الى التمسك به وعدم إطلاق سراحة إلا بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، مؤكدةً ان اكثر ما يجذب الأسيرات في نشرات الأخبار هو الحديث عن الجندي شاليط والإفراجات.

وشددت الأسيرة المحررة القدسي انه يجب التحرك الفوري والسريع لإنقاذ الأسيرة آمنه منى من يد سجّانيها، مؤكدةً انها تعاني الكثير، وان عزلها يقترب من عامه الثاني، مناشدة كافة القوى والمؤسسات التي تعنى بالأسرى، والقيادة الفلسطينية التحرك بهذه الجانب والتخفيف من معاناتها، موضحت انها ستعمل ضمن فريق من أخواتها الأسيرات المحررات لكشف ممارسات الإحتلال في السجون وفضح أفعاله المشينة ضد الأسيرات.

وأكدت القدسي ان الأسيرات كافة يعشن بوحدة وطنية عالية، ومعنويات تعانق السماء، وان لا شئ يحدث بالخارج ينعكس سلباً على الوحدة، مشددة ان الأسيرات اوعى من اي خلاف، فجراحهن واحدة ومعاناتهن وآلامهن سبها واحد وهو الإحتلال، مطمئنة الجميع ان الأسيرات بخير من ناحية اللحمة والوحدة.

وتمنت الأسيرة المحررة ان تتمكن في القريب العاجل من ملاقاة شقيقها الأصغر منها محمود، والمعتقل هو الآخر، حيث إعتادت كل يوم ومن داخل سجنها ان تحاكيه وهو في سجنة، فهو يقف على النافذة وهي على النافذة الأخرى ويتحدثون "حيث كانت موجودة في سجن تلموند قسم (12) وشقيقها موجود في سجن هدريم المجاور له" معربة عن أملها ان تلقاه في القريب العاجل، وان يتحرر كافة الأسرى والأسيرات.

يذكر هنا ان الأسيرة القدسي النشطة في حركة فتح، كانت تنتمي لكتائب شهداء الأقصى، وكانت جاهزة لتنفيذ علمية إستشهادية يوم 10-4-2002 إلا ان جيش الإحتلال إعتقلها قبل تنفيذ العملية بساعات من منزلها في طولكرم.

وشقيق الأسيرة المحررة هو "محمود عدنان القدسي 22 عاماً" معتقل هو الآخر لدى قوات الإحتلال حيث تم إعتقاله وبحوزته حزام ناسف على حاجز الطيبة العسكري جنوب طولكرم يوم 6-2-2002 وهو من نشطاء كتائب الشهيد عز الدين القسّام.