بطولة يوسف كاشور للأندية العربية
نشر بتاريخ: 25/07/2017 ( آخر تحديث: 25/07/2017 الساعة: 16:41 )
بقلم: ياسر أيوب
المصرى اليوم
كانت وستبقى القدس أكبر وأشهر ساحة عربية للحزن والألم والانكسار وهى أيضا الساحة الأكبر للاستعراض والمتاجرة سواء بدين أو وطن أو مبادىء وأخلاق .. وكان لابد من أن أبدأ بهذا التأكيد لتوضيح أننى لا أتهم أحدا بأى تقصير أو خيانة بعدما حاصرت إسرائيل المسجد الأقصى وأغلقت أبوابه ومنعت المسلمين من الصلاة فيه .. لا اتهامات أو مزايدة أو سخرية حيث نعجز كلنا عن أى فعل حقيقى دفاعا عن المسجد الأقصى .. وحيث لم يعد باستطاعتنا بعيدا عن الجهاد الإليكترونى وحروب الكيبورد إلا التضامن الإنسانى والمعنوى أو حتى الكروى مع القدس ومسجدها الأقصى .. وبهذا المنطق أتمنى اجتماعا عاجلا للاتحاد العربى لكرة القدم وأن يطلق على بطولته التى تستضيفها مصر حاليا اسم الشهيد يوسف كاشور .. فعلى الرغم من أن يوسف ليس أول شهيد يسقط على عتبات المسجد الأقصى ولن يكون آخر الشهداء .. إلا أنه كان لاعب كرة القدم الذى قتلته إسرائيل منذ يومين فقط وهو يحاول الصلاة فى المسجد الأقصى والدفاع عنه .. وبالتالى يمكن إطلاق اسمه على بطولة كروية عربية تكريما له ولكرة القدم التى تبقى فى بعض الأحيان سلاحا وحيدا باقيا فى زمن العجز والهوان للتأكيد على اننا لا نزال نهتم ولا نزال قادرين على ممارسة الحزن والأسى حتى ونحن نلعب .. وقد كان يوسف لاعبا فى فريق أبو ديس وجمع طول الوقت بين أخلاقة والتزامه وأيضا موهبته التى كانت احد أسباب تأهل نادى أبو ديس للدرجة الثانية هذا الموسم بالدورى الفلسطينى .. وسيكون فارقا هائلا أن ترفع بطولة الأندية العربية الحالية اسم القدس وصورة المسجد الأقصى بدلا من دورة ودية أقامتها بعض الأندية الفلسطينية تحت عنوان القدس تغضب من أجل الأقصى .. واستضاف ملعب بلدية عزون هذه الدورة التى شارك فيها اثنا عشر فريقا فلسطينيا وفاز بها نادى الأماتين بينما فاز نادى ربوع القدس بالمركز الثانى ونادى بديا بالمركز الثالث .. وأعرف أن إطلاق اسم الشهيد يوسف كاشور على بطولة الأندية العربية الحالية أو حتى تكريم اسمه أثناء أيام هذه البطولة ومبارياتها لن يصنع أى فارق حقيقى على الأرض ولن يفيد القدس أو المسجد الأقصى فى أى شىء لكنها مجرد لفتة للتاكيد على أننا لم ننس وليس باستطاعتنا تجاهل ما يحدث فى القدس حتى وإن لم نستطع مساندتها والدفاع عنها .. ولن أتهم الاتحاد العربى أو اللجنة المنظمة للبطولة العربية بأى شىء إن لم يستجب أحد أو يقبل إطلاق اسم شهيد فلسطينى على البطولة الحالية .. فلم يكن هناك أى فارق بين أن يرفض لاعبو المنتخب الأردنى الاحتفال بأهدافهم فى مرمى فلسطين يوم الجمعة الماضى فى تصفيات كأس آسيا للشباب احتجاجا على منع الصلاة فى الأقصى .. وأن يحتفل لاعبو الفيصلى الأردنى بعد يوم واحد بهدف الفوز الذى احرزوه فى مرمى الأهلى .. فكلها مشاعر طبيعية وتلقائية لا تقبل أى مزايدات أو اتهامات .. فلا الذى رفض الفرحة أكثر وطنية وإيمانا من الذى فرح واحتفل وكلنا فى النهاية سنحزن ونصرخ ونحلم ونلعب أيضا.