وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكشف عن مخطط لسلطات الاحتلال لإعادة إحياء مشروع شارع الطوق في القدس

نشر بتاريخ: 15/01/2008 ( آخر تحديث: 16/01/2008 الساعة: 00:04 )
القدس -معا-كشف خليل تفكجي خبير الأراضي والاستيطان، النقاب عن إعادة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إحياء مشروع شارع الطوق، والذي سيصادر 1250 دونماً من أراضي المواطنين، ويكون من نتائجه هدم عشرات المنازل في المنطقة الممتدة من منطقة صور باهر وحتى منطقة الزعيم جنوب شرق مدينة القدس المحتلة.

جاء ذلك في اللقاء الذي نظمه، اليوم، الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق المواطنين الفلسطينيين في القدس في ضاحية البريد شمال القدس المحتلة، بمشاركة المهندس عدنان الحسيني مستشار السيد الرئيس لشؤون القدس، وعدد كبير من ممثلي المؤسسات المقدسية، فيما شارك حسن أبو عسلة عضو حملة الحق بالسكن الخاصة بالائتلاف في شرح مشروع الاحتلال وفي آليات وخطط مواجهة المشروع.

واستهل تفكجي اللقاء بشرح مشروع الاحتلال وأبعاده المختلفة وتأثيراته على الوجود العربي الفلسطيني في القدس، وأوضح أن سلطات الاحتلال عرضت مشروعها في بداية الشهر الجاري في الصحف العبرية للعطاءات التشغيلية.

وقال إن المشروع يحمل اسم طريق الحزام الشرقي رقم 4585، والطريق هي امتداد للطريق التي تبدأ من شارع مستعمرة "معاليه أدوميم" شمال شرقي قرية العيسوية وتنتهي جنوب قرية أم طوبا جنوب شرق القدس، وتتصل بها طرق باتجاه شرق غرب مثل طريق القطار من طريق الخليل غربا وحتى أم ليسون شرقا، وطريق المسطرة من طريق الخليل قرب دير مار الياس حتى أم طوبا والاستمرار بالطريق الموصلة جنوباً إلى مدينة بيت ساحور والهورديون "جبل الفرديس".

وأضاف، أن مسار الطريق يقع على أراضي بملكيات خاصة، وستتضمن العديد من الجسور والأنفاق وتتصل في كثير من المواقع بالطرق القائمة، وفي بعض الحالات بالطرق المُصدقة في مشاريع التنظيم التي تمر عليها.

وأكد تفكجي أن الكثير من المواطنين سيتضرر من مرور هذا الطريق من عدة وجوه، منها ما هو متعلق بعرض الطريق البالغ 30 متراً، وأعمال التجميل التي تتمثل في الأعمال الترابية من حيث الحفر والطمم وميلان الجوانب الذي يتجاوز في كثير من الأحيان عرض الطريق الأصلي، وكذلك من خلال خطوط البناء المقترحة للطريق حسب الدوائر المعلمة في منتصف الطريق، والتي تشير في كثير من الأحيان إلى خط بناء شمالاً ويميناً يبلغ 70 متراً من منتصف الطريق، أي أن هناك 140 متراً مخصصة لهذه الغاية وتزيد في بعض المناطق عن هذا الرقم وخاصة عند مداخل الأنفاق ومخارجها.

ولفت إلى إن الشارع حسب تخطيطه المقترح، يتسبب في هدم بيوت سكن، مما يلحق الأذى الكبير بأصحاب هذه البيوت وعددها المُعلن عنه حتى الآن هو ستة بيوت، كما أن الشارع يتعرض لمواقع مزروعة بالأشجار وخاصة أشجار الزيتون المثمرة، مما يتسبب بخسارة اقتصادية كبيرة لمالكي هذه الأراضي.

وأوضح خبير الأراضي والاستيطان أن الجزء المقابل لملعب جامعة القدس ببلدة أبو ديس يقع على مسار جدار الضم والتوسع العنصري، ويتفرع جزء منه ليربط الشارع القائم ببلدة السواحرة الشرقية وجامعة القدس، لافتا إلى أن هذا الموقع كان معبراً لسكان المنطقة، ويربطهم ببعض فضلاً عن كونه يُسهّل على أبناء القدس وطلاب وأساتذة جامعة القدس، وقد تم إغلاقه بالكامل.

وأضاف أن عدد الأنفاق التي ستباشر سلطات الاحتلال بإنشائها هي ثلاثة بأطوال: 958م، 2256م، 200م، وبناء جسر بطول أربعمائة متر وبارتفاع شاهق يصل إلى 115 متراً فوق منطقة وادي النار القريبة من بلدة العيزرية.

وأوصى تفكجي وعسلة بتقديم اعتراضات فورية خلال المدة الممنوحة وهي شهرين من بداية الشهر الجاري، على أن يقدم كل معترض اعتراضه على حدة، مُبيناً الأسباب التي دفعته إلى تقديم الاعتراض مدعماً بكتاب من محامٍ من معتمد، والطلب في معظم الاعتراضات بإلغاء خط البناء الجائر والمتمثل بـ 70- 50 متراً من كل جانب، واستبدال أعمال التجميل على جوانب الطريق بجدران استنادية.

وفي مداخلاته، طلب المهندس الحسيني تفصيلات شاملة عن مشروع سلطات الاحتلال والأضرار المتوقعة على المواطنين وأراضيهم وسبل مواجهة هذا المشروع، وآليات العمل مع أصحاب والأراضي المُهددة ومع المؤسسات والجمعيات ذات العلاقة للتدخل، وتشكيل عامل ضغط على سلطات الاحتلال لمنعها من مصادرة الأراضي وشق الشوارع الاستعمارية الاستيطانية، والتي تهدف إلى فرض طوق محكم على المواطنين المقدسيين في إطار خطة عزل المدينة بالكامل والحيلولة دون إمكانية أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.