|
قصيدة صوفيّة: كونوا حولَ موقدتي
نشر بتاريخ: 30/07/2017 ( آخر تحديث: 30/07/2017 الساعة: 16:48 )
الكاتب: المتوكل طه
مَنْ بالهزيعِ يدقُّ الليلَ ؟ أصحابي ! أم البعيدُ الذي اشتاقَتْهُ أعتابي لقد علمتُ بأنّ العشقَ يدفعهُ ليحضنَ القوسَ أو يجثو على بابي ولو أطالَ فُراقي كنتُ أنظرُه فما لهُ غير تقصيري وإطْنابي وإنْ تباعدَ أو طالَ السّرابُ به سيرجعُ الطيرُ من شوقٍ لأسْرابي لقد ترنّحَ في بَرْقٍ على مطرٍ كما تقلّبَ من غُصنٍ لحَطّابِ وظنَّ في الفجرِ حتى لم يَرَ عسلاً ولَجَّ بالحرفِ حتّى زَلّ كُتّابي وأنشبَ النَّابَ في الغزلانِ إذْ وَهَنتْ ولا أقول له ؛ نَصْلي وأنيابي ولن أُغَلِّقَ دونَ الرّاجعين يداً مبسوطةً بالرّضى ، والعفوُ أسبابي فالليلُ فاضَ بَمنْ تاهوا وليس لهم إلاّيَ في غربةٍ تُودي بأغْرابِ أرسلتُ مَنْ يشعلُ الفانوسَ إن حُجِبَتْ نجومُ مائي ، وكان النُّورُ إعْرابي وقد بَعَثتُ إلى الدّنيا مَنْ اجترحتْ يداهُ من معجزاتِ السّبعِ للغابِ فلم يروا في العصا الأفعى ، وما انتبهوا أنّ السّفائنَ تنجو تحتَ أثوابي وكيف أنّ الرّؤى في الحقلِ قد عَبَرتْ والطفلُ في الجُبِّ من سجنٍ لِغَلّابِ ومَنْ تكلَّم أو جاءتْ به خَجلاً ولم يكن غيرَ إنْسِيٍّ وأَوّابِ وما تمكّن منه الصَّلْبُ إذ رُفعتْ به الطِباقُ لأفياءٍ وأعنابِ ومَنْ خَتَمْتُ به الآياتِ فانذهلتْ فصاحةُ البيدِ من ذِكري وأحزابي أعفو وأمْهِلُ حتى يرتوي ظمأً وأغفرُ الذّنْبَ في أوتارِ زريابِ لكنّهُ الظُلمُ ! لا أرضى به زمناً وإنْ تجبّرَ .. فالطوفانُ أحقابي وقلتُ للناسِ كونوا حولَ موقدتي واستفتحوا ليلتي حُبّاً بأنخابي ولتدخلوا البيتَ ، مفتوحٌ بلا حُجُبٍ فأنتم الأهلُ والتّرحابُ حُجّابي وليس عنديَ أعراقٌ إذا انتسبوا فالْخلْقُ واحدُ والألوانُ أنْسابي وإنْ مضوا نحو أنْصابٍ على سَفَهٍ وإنْ مشى التّيهُ في أيّامِ رُكّابي أو أسْرفَ القومُ إن صلّوا إلى ظُلَمٍ وقالَ مَنْ قالَ آبائي وأربابي وإنْ تعاظَم ما يدعو إلى غضبٍ وراح يحرقُ فوقَ الأرضِ أعشابي ويستبيحُ دمَ العنّابِ أو ولغتْ عقاربُ الشكِّ في مرآةِ ألقابي أو عَجّنوا اللحمَ في أضراسِ شهوتهِم وقطّعوا في سمائى بُرْجَ لبلابي وأمعنوا في اقترافِ القَطْعِ واحتربوا وصاحَ من وجع الأخشاب صُلّابي ! كلٌّ يُرَنِّمُ في الدُّنيا .. وما انتقصتْ جلالتي إنْ تمادى بعضُ طُلّابي إنْ أسْلموا فلهُم عفوي ومغفرتي وإنْ أثابوا فَلِلْتَوّابِ أطيابي فإنّهم في عيوني ، رغم ما اقترفوا وكلّهُم ، في هجين الدّربِ .. أحبابي هذي عِيالي ، وإنْ طالَ الزمان بهم سيرجعون ، وكلُّ الأرضِ مِحرابي |