|
حمزة- من مدرّجات تشجيع "السلّة" الى الاعتقال والضرب من الاحتلال
نشر بتاريخ: 30/07/2017 ( آخر تحديث: 30/07/2017 الساعة: 16:35 )
بيت لحم- معا - تقرير ياسمين الأزرق : من مدرّجات التّشجيع في مباريات كرة السّلة بحضوره البارز فيها، الفعّاليات المختلفة وأزقة المُخيّم التي ما انفكت تتردّد فيها ضحكاته.. إلى سرير المستشفى بعد أن اعتقلته قوات الاحتلال لساعتين، ألقت به بعدها إلى حافة الطريق، حيث وجده بعض الشبان وعلى جسده آثار الضرب، فبادروا بإسعافه. ماذا يريد الاحتلال من شاب مصابٍ بمتلازمة داون! بصعوبة وكلمات متقطّعة روى حمزة لـ معا ما حدث معه.. في البداية منع عائلته من سرد الحادثة، ثم استعان بهم وهو يشير إلى الرضوض التي كانت واضحة على يديه، قدميه، بطنه وظهره. " لقد صعقنا من خبر اعتقاله، فماذا يريد جنود الاحتلال المسلحون من حمزة، وهو لا يتكلّم جيدا وليس بمقدوره الدفاع عن نفسه ولا حتى يستطيع إيذاء أحد". يقول شقيقه أبو محمد لـ معا. ويضيف أبو محمد: حاولنا كثيرا الاتصال بالارتباط العسكري قبل أن نعلم بوصوله إلى المستشفى، حيث اعتقلته قوات الاحتلال بالقرب من المنزل، وشاهده أحد أبنائي وبدأ بالصراخ لكن لم نستطع فعل شيء". حمزة.. صديق الجميع حمزة صاحب الابتسامة الطفولية، يهتم كثيراً بملابسه يخاف أن تتسخ، ويحافظ على مظهره، يقضي معظم الوقت خارج المنزل بين أصدقائه الذين تختلف أعمارهم ما بين الأطفال والشبان والرجال، وحينما يجلس في بيته يساعد زوجة أخيه في تنظيفه، حسب ما قالت عائلته. بعد أن استعاد حمزة عافيته ذهب إلى مخيم الدهيشة للاجئين، حيث يقضي معظم وقته، وفي الطريق كان لا يمشي بضع خطوات إلا ويقف ليُسلّم على الذين يبدؤون بمناداته ليطمئنوا على حاله، يقبّلونه ويحتضنونه بفرحة بادية على وجوههم.. سائقو الأجرة، الأطفال، البائعون، الشبان، الفتية والرجال.. الكل يوقف حمزة وهم يردّدون "حمداً لله على سلامتك.. لعنة الله على الاحتلال". "تعويزة الفريق".. حمزة يجلب الفال الحسن في مؤسسة "إبداع" بمخيم الدهيشة، لحمزة مكانته الخاصة، حيث أنه من أقوى المشجعين لفريق كرة السلّة التابع لها، لا يتغيّب عن مباراة واحدة، يحفظ اللاعبين المحليين والأجانب، ويهتف بقوّة مع المشجّعين في المدرّجات الرياضية. يقول خالد الصيفي المديرالتنفيذي لمؤسسة إبداع لـ معا، إن حمزة هو "تعويزة" الفريق، كل الفرق تبحث عن "الفال الحسن" الذي يجلب الحظ لها، نحن وجدناه بحمزة، وأصبح حضوره يطمئن الفريق ويجلب الحظ الجيّد له. "شاب خدوم، لطيف، يحب المساعدة، لديه انتماء كبير لفريق كرة السلّة، يكسب الأصدقاء بسرعة سواء من داخل المؤسسة أو الوفود التي تزورها من الخارج، يلتقط الصور مع أفراد الفريق، وبات يعرف اللاعبين جيداً، ومعروف كرمز بين جماهير كرة السلّة في فلسطين". تابع الصيفي. وفي حادثة رواها الصيفي لـ معا عن حمزة، أن أحد اللاعبين الأجانب الوافدين لفريق كرة السلة التابع لنادي إبداع الرياضي، عندما أنهى عقده وقبل سفره، أصرّ على إعطاء قميص فريقه إلى حمزة ولا أحد غيره. وقبل عام كرّمت مؤسسة إبداع حمزة، ونشرت صورته مرفقة اياها بهذه الجملة: " تكريم حمزة العفيفي كأحد أركان النادي الرياضي وأحد المشجعين البارزين لفريق كرة السلّة لنادي إبداع الرياضي". باعتقال حمزة والتنكيل به دون أن يأبه الاحتلال بإعاقته، يثبت بصورة جديدة تجرّده من الإنسانية، وكما قال الصيفي لـ معا " صحيح أنني صدمت في بادئ الأمر من نبأ اعتقاله.. لكن الاحتلال يظلّ احتلالا، ولا نتوقع منه سوى الأسوأ". |