محمد العراقي : انا موجود في ثقافي طولكرم منذ 26 عاما

بيت لحم - معا - عمر الجعفري : الانتماء هي الكلمة التي تلخص كل شيئ ، فأنا موجود في هذا النادي الكبير والعريق منذ ما يقارب 26 سنة ، اي منذ بدايات عودة النشاط الرياضي مطلع التسعينات بعد الانتفاضة الاولى ، واستمريت حتى الان اخدم واعمل في النادي الثقافي في شتى المواقع الادارية والفنية متطوعا على مدار هذه السنوات الطويلة وحتى بعد دخول الاحتراف.
بهذه الكلمات بدأ المدير الاداري لفريق ثقافي طولكرم " محمد العراقي " كلماته معنا عندما التقته غرفة التحرير في " وكالة معا " وأضاف : فقبل عملي الاداري كنت مدربا لفريق الشباب بالنادي لسنوات طويلة منذ 2000 وحتى 2008 واستطعت والحمد لله في تكوين اكثر من جيل واعد وحصد العديد من البطولات المميزة على مستوى محافظات الضفة.

فالثقافي بالنسبة لي يعتبر بيتي الكبير فمنذ كنت شابا صغيرا تفتحت عيناي على نجوم العنابي في عصره الذهبي يداعبون الكرة فيمتعون كل جماهير فلسطين فعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر : محمد الصباح وماهر ابو شنب وماهر العبكة وحسام الجلاد وباسم دروبي ومحمد نايف وحدايدة وغيرهم الكثير الكثير فبدء الحب والعشق لهذا النادي الكبير والمميز واستمر لغاية الان فانا اقدم ما استطيع من جهد ووقت وخبرة في سبيل رفعة وتقدم النادي الثقافي.

وحول مهمة المدير الاداري للفريق والمهام المناطة بهذه الوظيفة قال : مهام المدير الاداري كثيرة وعديدة وقبل ذكرها لا بد القول انني ايضا المدير التنفيذي لفريق المحترفين ، فمنذ دخول الاحتراف وانا مكلف من النادي بمتابعة ملف الفريق الاول المحترف مع دوائر الاتحاد المختلفة فانا اتابع جميع الامور التي تتعلق بتسجيل اللاعبين والعقود والكشوفات واية امور تستجد فيما يتعلق باللوائح الاحترافية وترخيص الاندية مع الدوائر المختصة وتجهيز اية كتب رسمية او ملفات مطلوبة للاتحاد.
اضافة الى انني متواجد في جميع تدريبات ومباريات الفريق الاول المحترف طوال العام واعمل ايضا على ترتيب مواعيد التدريبات واقامة مباريات ودية للفريق ومتابعة شؤون اللاعبين الادارية بالتنسيق بين الجهاز الفني وادارة النادي.

وعن الموسم المنتهي قال " العراقي " فيما يتعلق بالموسم الماضي صحيح ان الثقافي ظهر بصورة ممتازة ونافس بقوة على لقب الدوري واعطى حضور العنابي القوي شكل وطعم مميز للدوري بلاشك ، ولكن تراجعت النتائج بشكل ملحوظ في مرحلة الاياب الامر الذي افقد الفرصة في المنافسة فذهب اللقب لفريق هلال القدس.
ولعل من الاسباب عدم التركيز الذي صاحب الفريق في بعض المباريات التي فقد فيها العديد من النقاط الى جانب ابتعاد اكثر من نجم من نجوم الفريق عن مستواه المعهود ايابا وخاصة في المباريات الهامة والحساسة التي كانت تتطلب الحصول على النقاط كاملة مثل التعادل مع واد النيص ويطا والخسارة امام هلال القدس لكن على العموم كان موسم مميز حصل فيه الثقافي على الوصيف وهو اقل ما يستحقه.

وعن خروج الاخوين مراعبة ومدى تأثيره على الثقافي قال :
نتمنى ان لا يؤثر، لان الثقافي معروف عنه انه يلعب كرة جماعية ولا يعتمد على الافراد بغض النظر عن اسمائهم ، صحيح ان الاخوين مراعبة نجوم كبار لكن باعتقادي العنابي قادر على التحالف مع النجاحات بمزيد من العمل والتركيز واللعب الجماعي.

وتابع صحيح غادر عدد كبير من اللاعبين ممن انتهت عقودهم صفوف الثقافي وحقيقة كل لاعب له ظرف ووضع خاص عن البقية فهناك بعض اللاعبين تلقوا عروض مغرية من اندية اخرى ففضلوا ترك الثقافي وهذا حق مشروع لهم ونحترم قرار كل لاعب .
ولكن الثقافي يرفع شعار انه دائما بمن حضر سواء من عناصر الخبرة او الشباب ولا ننسى ان هناك ركائز اساسية ما زالوا موجودين وجددوا عقودهم امثال : معاذ مصطفى وحسيب العلي ومحمد عثمان ورمزي فاخوري واسامة صباح ونمر واصف وهم يشكلون القوام الرئيسي للفريق اضافة ان العنابي نجح في ضم مجموعة من اللاعبين المميزين اصحاب خبرات عالية لتعزيز الصفوف وسد النقص في بعض المراكز وابرزهم عدي خروب ووسيم عقاب وعايد جمهور وعبد الكريم ابو شنب وهم سيشكلوا مع زملاهم قاعدة قوية للانطلاق نحو النجاح باذن الله .

وتحدث " العراقي " عن الكابتن " محمد الصباح " قائلا :
بالنسبة للكابتن محمد الصباح هو موجود بصفته مستشار فني في النادي والجميع ينهل ويستفيد من خبرته سواء لاعبين او مدربين وهو مرجعية فنية مهمة في العنابي بلا شك وهو دائما متواجد في خدمة العنابي كما فعل ويفعل منذ اكثر من 40 عاما ولكن احيانا ظروف عمله وسفره المتكرر والوضع الصحي العام لا يسمح له بالتواجد دائما مع الفريق في التدريبات والمباريات ولكنه يبقى الاب الروحي للفريق .

قلنا " للعراقي " اين الناشئين في خارطة الفريق ؟
الثقافي دائما يتميز عن غيره من الفرق باهتمامه الكبير بقطاع الشباب والناشئين ودائما ما يخرج مواهب كبيرة للفريق الاول وللمنتخبات الوطنية المختلفة منذ سنوات وحتى الان فيكفي ان نعرف ان كادر منتخبنا الاولمبي الحالي يضم اربعة لاعبين من الثقافي اضافة الى وجود لاعبين في المنتخب الاول والشباب والناشئين.
وسياسة العنابي دائما ان الفريق الاول يبنى بشكل رئيسي على ابناء النادي من عناصر الخبرة والشباب مع التعزيز بعدد محدود من المراكز وحسب الحاجة الفنية لذلك .
فالهيكل الاساسي للفريق الاول من ابناء النادي ممكن اصبحوا الان نجوما بفضل خبراتهم في الملاعب امثال معاذ مصطفى وحسيب العلي ورمزي فاخوري واسامة صباح ومحمد عثمان اضافة الى لاعبي الاولمبي يزن السعدي واحمد قطميش وعبد الكريم ابو شنب والفاخوري وهم سيكون لهم شان في تشكيلة الفريق هذا الموسم.
وهناك عناصر شابة اخرى موجودة ولها حظوظ المشاركة بنسبة كبيرة امثال عمر فيصل فحماوي وعلاء اليحيى وهناك مجموعة من البدلاء الشباب الذين يعول عليهم كثيرا في المستقبل القريب وهم انضموا للفريق الاول الموسم الماضي ويجري تجهيزهم ليكونوا عماد المستقبل امثال ادهم خويلد واحمد ابو شكيب وفادي قطميش وراشد سكران واحمد موسى وفراس خالد واحمد موسى وفراس عبيد وغيرهم.
اذا الثقافي بخير بوجود ابناؤه وشبابه الذين تخرجوا من مدرسته الكروية المميزة التي كانت ولا زالت تقدم وتنجب المواهب المميزة.

وتحدث " العراقي " عن اسباب هجر الاداريين للاندية فالعديد من الاندية تعاني من فراغ اداري فقال :
بلا شك ان الاحتراف ومتطلباته المالية الكبيرة والباهظة وضعت جميع الاندية في مأزق كبير فالمشاكل الادارية والمالية واضحة للعيان ، واذا استثنينا بعض الاندية القليلة التي تمر بوضع اداري ومالي مستقر نجد السواد الاعظم من الاندية تعاني الامرين ماليا واداريا وهذا مرده لقلة الدعم من المجتمع المحلي ولان المسؤوليات المالية كبيرة ومرهقة جدا للنادي من عقود احتراف وغيرها فنجد عزوفا واضحا عن تولي مهمات ومسؤوليات العمل الاداري نظرا لثقل المسؤولية فنجد ان في اندية كثيرة ادارات مكونة من 10 او 15 شخصا وفي الواقع من يعمل وينتج هم اربعة او خمسة اشخاص فقط وهذا يؤدي للاحباط وللارهاق في ظل الالتزامات المالية الكبيرة والتحديات الماثلة امام الاندية المحلية.
وبالنسبة للثقافي الشكر موصول للهيئة الادارية الحالية التي قادت النادي الموسم الماضي وثم التحضير للموسم الحالي فالجميع يقدر الذي يعمل بجد لرفعة مؤسسته والشكر موجه ايضا لجميع اعضاء و محبي وجمهور النادي ممن يخدم ويهتم ويعمل في جميع الاوقات وشكر خاص للاعبين وللمدربين ايضا.

كلمة اخيرة قالها :
رغم الوضع الصعب الذي مر به العنابي بعد نهاية الموسم الماضي خاصة ماليا الا ان جهود الجميع داخل قلعة الثقافي من هيئة ادارية وجمهور محب للنادي واعضاء مقربين تكاتفوا من اجل النهوض بوضع الفريق الذي اصبح في وضع جيد رغم مغادرة عدد كبير من اللاعبين الا ان الثقافي بمن حضر دائما وهو تواق للنجاحات والانتصارات التي يستحقها هذا الصرح الكبير.
واتمنى ان يلتف الجميع باختلاف مسمياتهم حول النادي دائما وفي المستقبل ليعملوا مجتمعين كخلية نحل من اجل رفعة وسمي ورقي العنابي العريق وهمسة عتاب لرجال اعمال طولكرم بضرورة المساهمة والدعم بشكل اكبر واكثر فاعلية لاهم واكبر مؤسسة رياضية داخل مدينة طولكرم والتي اقترب عمرها من نصف قرن مع توجيه التحية لبلدية طولكرم الراعي والداعم الاول لهذا النادي في كل الاوقات.