|
ردا على صلاح البردويل
نشر بتاريخ: 03/08/2017 ( آخر تحديث: 03/08/2017 الساعة: 16:11 )
الكاتب: المحامي زيد الايوبي
طالعنا عضو المكتب السياسي لحركة حماس صباح اليوم بتصريح له عبر وسائل الاعلام الحمساوية مغلفا بخطاب جماهيري يتضمن ان حركته مستعدة لحل اللجنة الادارية التي شكلتها حماس لادارة القطاع اذا اوقفت السلطة الاجراءات العقابية ضد غزة على حد تعبيره وان حركته لازالت تمد يدها للمصالحة داعيا الى الدخول في حوارات جديدة لتفعيل المجلس التشريعي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات عامة ورئاسية.
للوهلة الاولى يتبادر لذهن القارئ الذي لا يعرف حماس وقادتها ان الامور بعد هذه التصريح ستكون افضل لان البردويل اراد لها ذلك لكن لا يحتاج القارئ الذي يعرفهم جيدا الى جهاز استشعار عن بعد حتى يستشعر الكذب والمراوغة والتلاعب في الكلمات في هذا البيان الذي لا يصلح الا للاستهلاك الاعلامي وابقاء اسم البردويل حاضرا في وسائل الاعلام. على كل الاحوال على ما يبدو ان البردويل كان طوال العشرة سنوات نائم في العتمة ولا يعلم ان مئات الجلسات الحوارية قد انعقدت ولم نترك دولة تعتب علينا من الاجتماع في رحابها حتى اجتمعا لحل لخلاف في موسكو بعد ان اتفقنا في مكة والقاهرة والدوحة والشاطيء ووثائق بالعشرات تم التوقيع عليها وعلى رأسها وثيقة الاسرى لكن في كل مرة كانت حماس وأمثال البردويل يضعون العربة امام الحصان لعرقلة التنفيذ حتى يفشل كل اتفاق جديد مثل سابقه ويحملون المسؤولية لغيرهم وهم دائما الملائكة والمظلومين والمتآمر عليهم وغيرهم الشياطين والسعادين. يدعو البردويل في تصريحه الى الحوار لتشكيل وحدة وطنية وكأن حكومة الحمد الله الحالية نزلت علينا من السماء ببرشوت ولم تكن مخاض حوارات مطولة بين فتح وحماس اليست اسمها حكومة الوفاق الوطني والتي ما ان شكلت وباشرت عملها حتى منعت من اداء مهامها في غزة ومن الذي اعتدى على الوزراء وسجنهم في فندقهم عندما ذهبوا الى غزة ليقوموا بما أوجب القانون عليهم. ثم ان تصريح البردويل هذا يكشف بشكل واضح عن عدم وجود اي نية لدى قادة حماس للوصول الى مرحلة المصالحة والوفاق الشامل من خلال وضع الاشتراطات المسبقة قبل حل اللجنة الادارية والسماح لحكومة الوفاق بالعمل في غزة وهذه الاشتراطات التي اعتدنا عليها من حماس هي سبب فشل كل الحوارات السابقة. التقارب بين حماس والدحلان الذي برز قبل شهرين بشكل واضح قد يشكل نفقا جديدا لحماس للهروب من الاستحقاقات الوطنية خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا في غزة والضفة والحاجة الى تمتين وتصليب الجبهة الفلسطينية الداخلية لمواجهة مشاريع الاحتلال التصفوية خصوصا على صعيد القدس والمقدسات الفلسطينية هناك رغم انني مقتنع ان هذا النوع من التقارب ذا بعد استثماري بين قيادات حمساوية والدحلان فحماس قوة اقتصادية ايضا كما هي قوة سياسية ويهمها تنمية مواردها من خلال مشاريع مشتركة مع الدحلان ولعل محطة توليد الكهرباء على الطاقة الشمسية التي اعلنوا عن عزمهم لاقامتها في رفح هو دليل على ان تقاربهم استثماري ولا علاقة له بالوطن والسياسة والكياسة، نعم هكذا هم تجار الحروب يستغنون ويعيشون على آلام الشعوب المكلومة. قبل يومين زار وفد من حركة حماس في الضفة الرئيس ابو مازن في مكتبه ولا نعلم ما الذي دار بينهم لكني اعتقد ان حماس ووفدها في الضفة ليسوا اصحاب قرار ولا يمكن التعويل على اي اتفاق معهم لانهم لا يمتلكون القدرة الحزبية على التطبيق رغم انهم وعلى لسان الكثير منهم يرفضون ممارسات حماس في غزة ولا يريدون لهذا الانقسام ان يستمر لكن هذه الزيارة مهمة وفيها رسائل كبيرة باكثر من اتجاه اهمها الرسالة التي تقول انه مهما اختلفنا مع ابو مازن الا اننا لن نختلف عليه وهذا لسان حال حماس الضفة. في ذات السايق فان حركة حماس تريد التغطية على فشلها في ادارة القطاع وعدم مشاركتها الواضحة في الدفاع عن الاقصى بعد العدوان الاخير عليه من خلال نثر التصريحات المختلفة ذات العلاقة بالانقسام والمصالحة للاستهلاك الاعلامي ولحرف الانظار الشعبية عن جرائمها ومصائبها في غزة. انا شخصيا لست متفائلا من مثل هذه التصريحات لأن المصالحة الوطنية الشاملة لا يمكن ان تحقق من خلال تصريحات البردويل والمصري والحية وانما من خلال اعتراف حركة حماس بخطاياها والاعتذار لشعبنا عنها والتراجع عن الخطوات الانفصالية التي قامت بها واحترام شرعية الشعب الفلسطيني والسماح لحكومة الوفاق بالعمل في غزة حسب الاصول لذلك ادعو البردويل وغيره الى التعقل وتحمل المسؤولية الوطنية تجاه شعبنا في غزة والعودة الى احضان الشرعية الفلسطينية والتوقف عن الارتماء بالاحضان الاقليمية لانه لن يستطيع احد حماية حماس مثل امها الشرعية واهلها وهم الشعب الفلسطيني والا سيستمرون في السقطات الواحدة تلو الاخرى حتى تنتهي حماس وتضعف لتتلاشى يوما بعد يوم عن المشهد السياسي الفلسطيني فهذا الانقسام فثلما اضر بالقضية الفلسطينية اضر بحماس وشعبيتها وثقة الناس فيها ايضا .واذا أخطأت صوبوني وصححوني.. |