|
زمـــن الإنحطـــاط نُخَــبْ
نشر بتاريخ: 04/08/2017 ( آخر تحديث: 04/08/2017 الساعة: 16:50 )
الكاتب: فراس ياغي
زمن الإنحطاط يستقوي بقوة التصريحات الرنانة والتي يكون فعلها سحريا في تعميق ليس الإنقسام فحسب بل تُعزز مرض الإنفصام العقلي لدى نُخب فرضت بواقع الأمر وأعطت لنفسها مصداقيه لا تمت لها كماضٍ وحاضرٍ وبالتأكيد كمستقبل.
المعجزات إنتهت لأنها أصبحت ممكنة علميا وأصبح الإنسان يُحَوّلْ المستحيل بعلمه ومكتشفاته إلى خبر يتم تداوله وإستخدامه...في العلم الفلسطيني ولدى علماء السياسة من نخب المرحلة المقيتة والأمر الواقع يتحول المستحيل الممكن إلى مستحيل مطلق...وتصبح الحالة الإنقساميه مطلقه في بقائها وفي إستمرارها ككينونه مستقله بذاتها موضوعيا لا قدرة لمن صنعها وأوجدها على نفيها وإنهائها. حماس بادرت وطرحت مجموعة نقاط لإستعادة الوحده، بعضا من الفصائل ثمنت موقف حماس، والناطق بإسم حركة فتح الفصيل الأكبر والمهيمن على القرار الفلسطيني رأى أن هذه نقاط تعجيزيه غير ممكنة التحقيق، وقائد فتحاوي مُعَتّق هو مسؤول لجنة المصالحه طالب بإلغاء اللجنه الإداريه اولا قبل اي شيء آخر...في حين أن من لديه بعضا من روحية اعادة البوصله الوطنيه لا بد ان يرى ان مبادرة النقاط التسع الحمساويه كلها إيجابيه وممكنة التحقيق على أرض الواقع وليكن التطبيق بالتوازي وليس بالتتابع، حماس تنهي اللجنه الإداريه وحكومة التوافق الوطني تستلم مهماتها فورا. يا ساده: لا تعجيزات.بل هناك عَجزْ وقصور عقلي ووطني لضيق الأفق الفصائلي الذي يرى فلسطين من عين فئويه ومصالح شخصيه لا تمت بالمطلق لبرامج وسياسات الفصائل الوطنيه وعلى رأسها حركة فتح. قل شيئا أفهمه ولا تقل أمرا يُكذّبه واقع الحال لأن الكلمات الصادره عن النخب والناطقين تعبر بوضوح عن واقع الإنحطاط السياسي الذي اوصلونا إليه، بصدق لا ولم أستغرب ظهور مفهوم التعجيز ومفهوم إلغي انت اولا وانا بعدك بجيب حكومة التوافق جميعها لتكون مسؤوله عنك. مرة أخرى، يا ساده: ليس هكذا تُقرأ الأمور فالشعب ليس بساذج بل نُخَبْ الإنحطاط من يعتقد ذلك لأنه نابع منكم وعنكم وسيرتد إليكم...الشعب يعلم انكم لا تريدون تحقيق المصالحه لأن تحقيقها ستكون بداية النهاية لتلك النخب الساقطه على الشعب الفلسطيني وحركته الوطنيه في زمنِ التزاوج اللا شرعي بين مُتسلقي السياسه والكمبرادوريه الإقتصاديه، والتي لا تتورع عن العمل ليلَ نهار لإبقاء الوضع الفلسطيني مُشتت بلا مرجعيه شرعيه مُتفق عليها وتجمع الكل الفلسطيني المؤطر والمستقل فيها، وفي زمن اللا تداول للسلطه عبر صندوق اقتراع شعبي وليس فصائلي. هبة الأقصى لم تنته بعد وذاكرة الشعب الفلسطيني ليست قصيره كما يعتقد بعض النُخَب، فهو يُمهل لكنه لن يُهمل كلّ من عَمِلَ ويَعْمَلْ على تمزيق الوحدة الوطنيه والجغرافيه للوطن الفلسطيني المنشود، الشعب ليس موجود في الضفة فقط ولا في غزة وحدها لأن أكثر من نصفه موجود في الشتات، وأكثر من 60 عاما لم تستطع كل المؤامرات أن تُحيله لمصير السكان الأصليين في الأمريكيتين، الشعب وعبر كل التاريخ الفلسطيني كان يسبق نُخَبه السياسيه ويتقدم عليها ويُحدد أجندتها من خلال ثوراته المتعدده وهباته الدائمه. أيها النُخب: تذكروا أن الإختباء خَلف الفصائل إن كانت وطنيه أو إسلاميه وطنيه لن يستمر طويلا، ومن لا يزال يعتقد أن تصريحاته ستؤدي إلى إستمرار الإنقسام وإستمرار تمزيق وتفتيت الفلسطيني بين ضفه وغزة وبين هذا الفصيل أو ذاك، فهو واهم، فحتى المستحيل أصبح واقع، وإلتقى أعداء الأمس في غزة على تفاهمات أساسها لصالح التقريب والشراكه والتعاون وتجاوز الماضي وفتح آفاق لمستقبل الكل الفلسطيني. البوصله عندما تكون للوطن فلا شيء مُستحيل عليها، ولغة التعجيزات ومن ينفذ أولا ليست سوى وصفات لإستمرار الإنقسام والمصالح الشخصيه حتى لو كانت مُغطاه بجبالٍ من الوطنيه الفصائليه التي أساسها فئوي وليس فلسطيني وطني...فمنذ عام 2007 وحتى الآن ظهرت العديد من الإتفاقات والمطلوب تنفيذها ولو بالتدريج وبالتوازي أيضا، ويجب أن يكون أساس كل ذلك تفعيل المؤسسات الفلسطينيه الغائبه وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينيه من أجل تجاوز المرحلة الإنتقاليه بإعلان دولة فلسطينيه وفقا لقرار الجمعيه العامه لأمم المتحده 19/67. |