|
ماذا يريدون. . وماذا تريد القدس ؟
نشر بتاريخ: 04/08/2017 ( آخر تحديث: 04/08/2017 الساعة: 16:49 )
الكاتب: د.منتصر جرّار
تتطور قضية فلسطين بين عشية وضحاها، وبالطبع الى الأسوأ .. والقدس أهم القضايا الشائكة المرتبطة بهذا التطور، والتي -على الاقل بمنظورنا– لا تقبل التفاوض والمراوغة، رغم معاناتها وأهلها، ولأنها لب القضية الفلسطينية حيث مكانتها الدينية والقومية في مواجهة التحايل الاسرائيلي لإعلان القدس العاصمة الأبدية للكيان الاسرائيلي، ورغم احتلال البابليين والفرس والرومان والصليبيين المدينة في العهد القديم، وما تلاه من حكم تركي وبريطاني وصهيوني بالعصر الحديث، إلا ان احدا لم يقم بتزوير حقائق تاريخ القدس بالطريقة التي تقوم بها اسرائيل اليوم !
ومن أشكال التزوير المتبعة من قبل هذا الاحتلال في القدس هو محاولة استبدال الانسان الفلسطيني بمستوطن واستبدال أسماء الشوارع العربية بكلمات عبرية، واستبدال منزل المواطن المقدسي بملهى أو كافيه اسرائيلي، واستبدال القدس بيورشاليم، والهلال والصليب بالشمعدان، وحائط البراق بحائط المبكى، وحي المغاربة بالحي اليهودي، واستبدال أسوار سليمان القانوني بجدار شارون والمسجد الاقصى بالهيكل المزعوم. أحب أن أبدأ دائما من الاصل، والأصل هو الثقافة . . . الجيل الجديد هو جيل يتمتع بالروح الوطنية لكن خلف الروح الوطنية لا توجد ثقافة كافية، لا ثقافة مكان، ولا معرفة تاريخية حقيقية ! أما المنهج الدراسي الذي يدرس في مدارسنا فهو أضعف من أن يلبي الحاجة الفكرية اللازمة للجيل القادم الذي عليه أن يحمي القدس. . وبالتالي يجب تهيئة الجيل القادم حتى يكون في المقدمة ويمتلك المعرفة الضرورية من خلال تزويده بمنهج دراسي قوي، أو من خلال حصص لا منهجية يستفيد منها الطلبة. الاسرائيليون يعملون من أجل تحقيق هدفهم، لقد وضعوا هدفا وهيئوا شبيبتهم لتحقيقه بالثقافة المبكرة منذ الطفولة الاولى، نحن يجب ان ندخل من المدخل الثقافي للجيل القادم من أجل توسيع قاعدة التواجد في المسجد الاقصى كهدف قومي ووطني وديني .. اذا نجحنا في زرع ثقافة جديدة للجيل القادم وتمكنا من ايجاد تواجد عربي كبير في المسجد الاقصى يوميا، سيحد ذلك من اقتحامات المستوطنين وسيجعلهم يفكرون مليا عند النية لاقتحام المسجد الاقصى. الآن على ضوء الاجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الاقصى والقدس، يجب علينا ان نعلم كيف يمكن استنهاض الرأي العام الفلسطيني والاسلامي والعربي كي نعيد الاهتمام العالمي والعربي والفلسطيني بالقضية الفلسطينية والاقصى، من هنا يجب التحرك على الصعيد الدولي وعلى صعيد القانون الدولي، ويجب نشر الوعي عبر الاعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تبقى المعلومات محصورة على الورق، وانما تكون متداولة على نطاق واسع دوليا واقليميا ومحليا والأهم داخل المجتمع الاسرائيلي. ولا بد من طرح خطوات تساهم في التصدي لهذا المحتل، وكل هذه الخطوات يجب ان تقوم بها القوى الوطنية والأحزاب الفلسطينية لتفادي اي انتقاد للسلطة من أي جهة دولية: 1. فيما يتعلق بالمقاومة الشعبية على الأحزاب الفلسطينية تشكيل اطار قيادي لقيادة ملف المقاومة الشعبية بعيدا عن السلطة كل البعد وتفعيل اجراءات الاحتكاك مع الاحتلال في المناطق المحتلة، كل هذا من اجل الضغط على حكومة اليمين المتطرفه. 2. فيما يتعلق بالمقاطعة الاقتصادية والاكاديمية للاحتلال، على الأحزاب الفلسطينية تشكيل لجان لتفعيل المقاطعة واعتراض البضائع الاسرائيلية ونبذ كل من يجاهر بالتطبيع الاكاديمي والاقتصادي. 3. فيما يتعلق بالمجتمع الاسرائيلي، يجب تشكيل لجان ومؤسسة اعلامية تخاطب هذا المجتمع وتحاول اختراقه وتوجيهه من اجل الضغط على هذه الحكومة العنجهية. 4. تنشيط الزيارات والنشاطات داخل المسجد الاقصى والمدينة القدس من خلال توفير الدعم اللازم من اجل تثبيت الوجود العربي داخل المدينة . 5. نريد ماكنة اعلامية تعمل ضمن استراتيجية محلية ودولية وبكل اللغات من أجل كشف الغطرسه والعربدة الذي تقوم بها حكومة الاحتلال . 6. اصدار تقدير موقف بشكل دوري يعمم من اجل بناء الخطط الاستراتيجيات لكل فترة زمنية والية للعمل المنظم والموحد . بالنهاية أتمنى أن نقيّم انفسنا ونتعلم من أخطائنا الاستراتيجية لكي نتصدى لمخططات الاحتلال القادمة وهنا لا بد من طرح عدة اسئلة والتي ستكون في مقالتي القادمة : - هل عدم الاعتراض الجدي من الدول العربية والاسلامية على التقسيم المكاني والزماني للمسجد الابراهيمي سابقا ومحاولة اسرائيل بالفترة الاخيرة تطبيق هذا التقسيم في القدس، سوف يدفع اسرائيل للمزيد من التصعيد؟ - هل كان لاتفاقية اوسلو تأثير سلبي على وضع القدس والاقصى وخصوصا عند تأجيل ملف القدس الى مفاوضات الحل النهائي، وهل كان خطأ استراتيجي عدم وجود مبدأ للتحكيم الدولي في اتفاقية اوسلو؟ |