|
عشراوي: محمود درويش الفضاء الثائر
نشر بتاريخ: 10/08/2017 ( آخر تحديث: 10/08/2017 الساعة: 16:23 )
رام الله- معا- أكدت د. حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية رئيسة دائرة الثقافة والإعلام، على أن الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش صاحب القامة الثقافية والإبداعية الجمعية لا يزال حاضرا في أذهان وقلوب الشعب الفلسطيني في الوطن والمنافي واللجوء والغربة.
وقالت في بيان لها بإسم القيادة الفلسطينية في الذكرى التاسعة لرحيله:" إن روحه الملهمة وارثه الشعري الغني يشكل ركيزة راسخة في الثقافة الفلسطينية، فلقد نسج بخيوط كلماته وصوره تاريخا حافلا للقضية الفلسطينية امتدت لتصل العالم بأجمعه". وأضافت:" لم يكن درويش مجرد شاعر وطني؛ كان شاعرا للإنسانية والإبداع، طور لغة ووعيا فلسطينيا جديدا في الداخل والخارج، وأنار الواقع الفلسطيني في أحلك ساعاته، وخلق طاقة لا يمكن إنكارها لإضفاء الشرعية على الأمل، فضلا عن تأكيده على المقاومة وخلق فضاء ثائر يمتزج فيه الإبداع الثقافي والفكري والتمرد على الاستكانة وقوى الظلام". وتابعت:" سنبقى مخلصين لدرويش وذكراه، فهو الذي جسد لهفة الشعب الفلسطيني للحرية والحب والحياة، فلا يزال إيمانه والتزامه الثابت بالنضال ضد الظلم والتمييز والإقصاء مصدر إلهام لنا يعطينا القوة لكي نبقى ثابتين على جهودنا الرامية إلى تحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا ودولتنا فلسطين وخلد استمراريتنا على أرضنا، سيبقى الحاضر فينا نصمد معه لنعود": إلى أين تأخذني يا أبي؟ إلى جهة الريح يا ولدي... ... وهما يخرجان من السهل، حيث أقام جنودُ بونابرتَ تلاً لرصدِ الظلال على سور عكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخفْ. لا تخفْ من أزيز الرصاص! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمالِ، ونرجعُ حين يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد ـ ومن يسكنُ البيتَ من بعدنا يا أبي؟ ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي! تحسس مفتاحَهُ مثلما يتحسسُ أعضاءه، واطمأنَّ. وقال له وهما يعبران سياجاً من الشوكِ: يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الانجليزُ أباك على شوك صُبّارةٍ ليلتين، ولم يعترف أبداً. سوف تكبرُ يا ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهمْ سيرةَ الدم فوق الحديد... ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ـ لكي يؤنس البيتَ، يا ولدي، فالبيوتُ تموت إذا غاب سكانها... تفتح الأبديَّةُ أبوابها، من بعيد، لسيارة الليل. تعوي ذئابُ البراري على قمر خائف. ويقولُ أبٌ لابنه: كن قوياً كجدِّك! واصعدْ معي تلّة السنديانِ الأخيرةَ يا ابني، تذكّرْ: هنا وقع الانكشاريُّ عن بغلة الحرب، فاصمد معي لنعودْ ـ متى يا أبي؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني! وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلةْ. |