|
الدكتور رامي الحمد الله.. رجل المرحلة.. ولكن إلى أين؟
نشر بتاريخ: 11/08/2017 ( آخر تحديث: 11/08/2017 الساعة: 11:50 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
لا شك أن من لا يعرف الدكتور رامي، يجهله ويجهل طريقة تعامله مع الأمور، وكيف ينظر إلى الأمور بايجابية وطنية، الذين عملوا مع الدكتور رامي في السنوات الماضية يدركون انه جاء ليشغل منصب عرض عليه من قبل، ولقطع المزايدات في هذا الشأن، فأننا ندرك الصواب لرئيس الوزراء من خلال ما واجهه في بداية تسلمه المنصب، وكيف تسرب إلى العلن وفي العلن أو السر انه لا يستطيع التعامل مع البعض الذين لا يريدون الخير للوطن؟ وكيف أن البعض كان لا يريده أن ينجح أو يستمر في مسيرته، وأنهم كانوا يرغبون في الإتيان برئيس وزراء على تفصيلة خططهم وأعمالهم ولكن انقلب سحرهم عليهم، أنا من الذين ينتقدون الحكومة على كثير من الأمور ومنها تشريعها لقوانين غير دستورية، ولكن في نفس الوقت أنا لست من الأشخاص الذي ينتقدون لغرض الانتقاد أو التشويه أو غيره، وإنما أن يكون الانتقاد في محله بغرض التصويب والسير بالأمور نحو الصحيح.
خلفية الدكتور رامي العلمية والأكاديمية، وخبرته تدلل على انه لا علاقة له بالتشريع ولكن هناك من يشرع باسم الحكومة ولو كانت التشريعات لا تخدم المصلحة العامة، مثال: قانون الرسوم القضائية وزيادتها والذي لم يلاقِ النجاح نتيجة الضغط ومعارضته، والقانون المقترح بتعديل قانون السلطة القضائية، وبالتالي هناك سياسات تبناها الرجل وجاءت في سياق صحيح، ولكن هناك من يدخل على الخط ويحرف البوصلة. واقعية الدكتور رامي، رئيس الوزراء، واهتمامه بالانجازات أكثر من الكلام، تجعله يتقدم كثيراً في أمور وطنية صعبة ومعقدة، ولا شك أن البيئة التي يعمل بها هي أيضا معقدة وذات صعوبات ربما تكون في بعض الأوقات مستحيلة، وجملة التراجعات التي تقف في وجوهنا كبيرة إلى حد رفعنا أيدينا مستسلمين لها، ولأننا اليوم لا يجب أن نكون مكتوفي الأيدي وان ندعم من يستطيع الأخذ بالقارب إلى بر الأمان، علينا أن نقف في وجه البعض الذين اثروا مصالحهم الشخصية على حساب الوطن وعاثوا الفساد الأكبر. وواقعيته، تتمثل في جملة من الأمور، ومنها: طرح بعض التشريعات التي كان يجب أن تكون، الوصول بالمصالحة إلى حدود متقدمة ومنها إجراء الانتخابات المحلية في 2016، لولا تدخل البعض خارج السياق، إجراءات التقاعد الحالية التي من شأنها إن طبقت على نحو سليم أن تنقض الدولة، وبالمقابل هناك أمور مهملة مثل عدم تنفيذ قرارات المحاكم وإهمال هذا الجانب. نعم، في ظل غياب الخيارات العملية والأشخاص القادرين على صنع تاريخ مشرف في تلك الأوقات الصعبة، علينا أن نكون على قدر الصعوبات، وان نقدم الحلول الشافية لها، وان لا نبقى على الرفوف وان نترك الأمر للعابثين وهم الذين يديرون وحدات الدولة نحو المجهول، فبالإمكان الاستفادة من خبرة وقدرة الرجل وإعداد مشروعه إلى مستقبل ربما يكون مفيد واقل خطرا من الباقين. فانا اطرح ذلك ليس مجاملة أو تلميعا أو محاباة، ولكن لان الأمور خرجت عن السيطرة، وأنني اعرف الرجل من بعض الأعمال التي عملتها وكانت قريبة منه، انه إنسان واقعي، يهدف دائما إلى خدمة الوطن والمواطن ولكن عليك أن تعرف الباب الصح الذي تدخل عليه منه وهو الباب المباشر إليه. فالوطن بحاجة للجميع في ظل الظروف العصيبة وخاصة تراجع الصهاينة عن التزاماتهم القانونية والظروف العربية والدولية المتراجعة، ويجب أن يكون الجميع حاضرين في نفس المسار مع التوجه الذي ربما يكون الأقرب نحو الصواب، لخلق إستراتيجية وطنية مثالية، وإلا ستغرق السفينة لا سمح الله والجميع سيكون خاسر. |