"طيبة" تنهي عامين من النزاع في الخليل

الخليل- معا- بعد عامين من النزاع بين آل ابو عصب وآل الجمل من مدينة الخليل، قتل خلاله شابان واصيب عدد من أفراد العائلتين ولحقت بهما اضرار مادية جسيمة، تم أمس في ديوان آل الحسيني، أخذ صلح طيبة من آل ابو عصب واعلن عن انتهاء النزاع بين العائلتين، كما تم الاعلان عن اسقاط الحق الشخصي للعائلتين أمام القضاء، والحق العام تتكفل به الحكومة.
وقد أعلن الشيخ عادل ابو عصب الحسيني عميد آل الحسيني، عن انتهاء النزاع بين العائلتين، بعد ان دفعت عائلة الجمل مبلغ 263 الف دينار أردني، وهو ذات المبلغ الذي دفعته عائلة ابو عصب على اثر مقتل شاب من عائلة الجمل قبل عامين.
واضاف الشيخ الحسيني في كلمته امام حشد من رجال العشائر في محافظة الخليل، خلال اتمام مراسيم الصلح العشائري:" في ظل وجود رجال العشائر من كافة ارجاء محافظة الخليل، نحن لا نريد كَفل على آل الجمل، ولا يوجد في قلوبنا غل للذين آمنوا ونحن متسامحون، وقد قتل شخص من عائلة الجمل كما قتل شخص من عائلتنا، ونعلنها "جورة مقابل جورة" ونطالب مجلس عائلة آل ابو سنينة ان يضعوا حدا لجرائم القتل، وانا اتحدث هنا كأحد رجالات عشائر محافظة الخليل، والدعوة موجهة لكل العائلات، وما يتعلق بأمور الحكومة والحق العام فهو يتعلق بالحكومة، اما عن الحقوق الشخصية فنحن نتنازل عنها وفي المقابل تتنازل عائلة الجمل عن حقوقها الشخصية ايضاً، السابقة واللاحقة".
من جانبه قال رجل الاصلاح وعضو المجلس الوطني عز العجلوني:" نحن نثمن قرار الشيخ عادل، ونؤكد ان الحقوق الشخصية للعائلتين يجب التنازل عنها فوراً، وامام الجهات المختصة، وعلى الحكومة ان تأخذ بعين الاعتبار الصلح والطيبة التي حدثت بين العائلتين".
كما قال الحاج علي عاشور عميد آل ابوسنينة :" نشكر آل ابو عصب وآل الحسيني على هذا الموقف المشرف وعملهم على درء الفتنة والشكر موصول لكل الجهود التي بذلت حتى وصلنا الى هذا اليوم وتم فيه حقن دماء المسلمين، ونحن نؤكد ان الحقوق الشخصية يجب اسقاطها بين العائلتين".

ولتحقيق الصلح الكامل طالب الحاج عبد الوهاب غيث، عائلة ابو عصب والحسيني، بأن تلبي دعوة الجمل وأبو سنينة وتتناول عندهم الطعام ومن ثم يقوم بدعوتهم لتناول الطعام على مائدته، بحضور وجهاء العشائر ورجال الاصلاح من المحافظة".
وشكر عضو مجلس السلم الاهلي في محافظة الخليل نافذ الجعبري، عائلة ابو عصب وآل الحسيني على موقفهم المشرف، وطالب العائلات برفع الغطاء العشائري عن المجرمين، مشدداً على ملاحقة كافة من يقوم بإثارة الفتن على صفحات التواصل الاجتماعي، وملاحقته قانونياً وعشائريا.
وتابع قائلاً :" هذا يوم عظيم في تاريخ محافظة الخليل، حيث تم انهاء مشكلة بين عائلتين، شرعياً وقانونياً وعشائرياً، ولم يبق لأي أحد منهم شيء عند الآخر سوى المحبة، ونأمل بأن تزداد هذه المحبة ويعم السلام والامان بقية ارجاء الوطن، والشكر للرئيس محمود عباس ولرئيس الحكومة على متابعته لهذه القضية والعمل على انهائها"
واضاف لمراسل معا في الخليل:" ما حدث اليوم لم نشاهده منذ عدة أعوام، وهناك نحو 78 حالة دم في محافظة الخليل، ونأمل من الله ان يوفق رجال الاصلاح والعشائر في اصلاح ذات البيّن واغلاق الملفات برعاية محافظ الخليل وان تكون هناك مصالحة شاملة بين كافة العائلات".
من جانبه قال الحاج بركه العويوي :" ما قامت به عائلة ابو عصب وآل الحسيني ممثلة بالشيخ عادل هو إبداع بكل معنى الكلمة، وقد كظموا غيظهم ولم يأخذوا سوى ما قد دفعوه لآل الجمل على الرغم من أن خسارتهم المالية تفوق ما دفع، ولكنهم في سبيل وأد الفتنة وحقن الدماء، ولم يفتحوا ايديهم للنقود بل أخذوا ما قد دفعوه، فلهم منا كل الشكر على عملهم هذا والذي سيسجله التاريخ ونحن نعترف به".
ودعا رئيس اللجنة الرئاسة الاهلية للسلم الاهلي لافي غيث، الى انهاء كافة الدموم بين العائلات في الخليل، وعمل مصالحة جماعية مجتمعية بهدف الحفاظ على السلم الاهلي وحقن الدماء ورفع الغطاء العشائري عن كافة الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة.