|
خبير بيئي يوضح احتمال العلاقة بين شدة إعصار "هارفي" والتغيرات المناخية
نشر بتاريخ: 30/08/2017 ( آخر تحديث: 30/08/2017 الساعة: 11:21 )
رام الله - معا - أوضح الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع ان الشده غير المتوقعه والعنيفه وسرعة تحرك اعصار "هارفي" الذي ضرب ولاية "تكساس" الامريكيه، ومن ثم الامطار الغزيره التي رافقته، وما نتج عن ذلك من فيضانات مدمره وغير مسبوقه، قد يكون له علاقه بالتغيرات المناخيه التي حدثت وتحدث في العالم خلال السنوات الماضيه.
وبين أن هناك عاملان مهمين ناتجان عن التغيرات المناخيه، قد يكونا ساهما في ما سببه الاعصار لولاية تكساس الامريكيه، العامل الاول هو ارتفاع درجة حرارة المياه هناك، حيث تشير التقارير أن مياه المحيط والخليج هنلك قد ارتفعت بمقدار درجتين مؤيتين وهذا ساهم في سرعة زيادة شدة الاعصار وفي تحركه السريع من مياه البحر نحو الارض. والعامل الثاني هو ارتفاع منسوب المياه في الخليج نتيجة ارتفاع منسوب المياه في المحيطات بسبب ذوبان الثلوج المتجمده بغعل ارتفاع درجة حرارة الارض خلال السنوات العشر الماضيه، وهذا ربما يفسر كمية المياه الهائله التي جرفها الاعصار معه حين ضرب ولاية تكساس، وكذلك كمية مياه الامطار التي هطلت و ادت الى غرق اجزاء كبيره من ولاية تكساس الامريكيه. وفي هذا الصدد، طالب د. ابو قرع الى الالتزام الفعلي بأتفاقية المناخ، وبالاخص من الدول الاقتصاديه الكبرى في العالم، حسب النسب المخصصه لكل دوله، التي تم الاتفاق عليها لخفض بث غازات الكربون الى الجو، لان تراكم هذه الغازات وبالتالي عدم ضبط ارتفاع درجات حرارة الارض، سوف يتواصل وما لذلك من تداعيات بيئيه وصحيه وزراعيه ومناخيه بعيدة المدى، ومنها ما نشاهده هذه الايام في اعصار " هارفي". وقال ان ما شهدة ويشهدة العالم في هذه الفترة، من ارتفاعات حادة في درجة حرارة الارض، ومن احداث مناخية غير طبيعية، سواء اكانت اعاصير مثل ما يحدث في ولاية تكساس، او عواصف ثلجية شديدة، او امطار وسيول غزيرة وفيضانات، او انصهار لطبقات الجليد، وبالتالي ارتفاع مستوى البحار، ربما يعود الى التغيرات التي حدثت وتحدث ولو بشكل بطيئ في عوامل المناخ في العالم، والتي يعود السبب الاساسي فيها الى الانسان ونشاطاتة التي تلوث وتخل بالتوازن والنظام البيئي. واوضح د. أبو قرع أن ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، او ظاهرة البيت الزجاجي، التي تتشكل بسبب انبعاث الغازات من المصانع والمعامل والمركبات ومحطات الكهرباء، وربما ما يصاحب ذلك من انخفاض في نسبة هطول الإمطار، سوف يؤدي إلى عدم تغذية أحواض المياه الجوفية ومن ثم ارتفاع درجة ملوحتها وازدياد احتمالات التلوث، وان ارتفاع ملوحة التربة وقلة المياة وارتفاع درجات الحرارة، يمكن ان يؤدي الى ازدياد التصحر ومن ثم الى نقص المحصول الزراعي، وعدم القدرة على زراعة بعض المحاصيل، التي تم الاعتياد على زراعتها. واردف أن ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الارض وما يترتب عليها من اثار على الزراعة والتربة والمياة والمناخ، باتت تعتبر المصدر الاول للقلق في بعض دول العالم، ومن اهم العوامل التي يمكن ان تؤثر، على الاقتصاد العالمي، حيث تشير التقارير الاوليه الى ان تكاليف اثار اعصار " هارفي" الماديه فقط قد تتجاوز ال 100 مليار دولار امريكي. |