وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوة سياسية- سياسيون ومهتمون بالفكر "الصهيوني" يحذرون من أي اعتراف بيهودية إسرائيل كدولة

نشر بتاريخ: 21/01/2008 ( آخر تحديث: 21/01/2008 الساعة: 01:35 )
رام الله -معا- قالت شخصيات سياسية ومهتمون بالفكر "الصهيوني"، إن طلب إسرائيل اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة، نابع من شعورها بمواءمة الظرف الحالي لتحقيق هذا الأمر، ما يعني القبول بإلغاء حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.

وأشاروا خلال ندوة سياسية بعنوان "الفلسطينيون ويهودية الدولة"، نظمها مركز القدس للإعلام والاتصال (JMCC)، في رام الله، أن القبول بالطلب الإسرائيلي ينطوي على مخاطر كبيرة، وإن رأى بعضهم أنه غير قابل للتطبيق.

وذكر الدكتور سفيان أبو زيادة، وزير شؤون الأسرى سابقا، أن إسرائيل تشعر أن الظرف مؤات أكثر من أي وقت مضى، لابتزاز الشعب الفلسطيني وقيادته، ولذا طرحت هذا الموضوع الآن.

وأوضح أن طرح موضوع يهودية الدولة ليس بالأمر الجديد، غير أنه أكد ضرورة عدم التعامل معه وكأنه مسألة بسيطة.

وقال "في كل المرات التي طرح هذا الموضوع، كان هناك موقف فلسطيني واضح، وصريح وعنيد، بأنه لا يمكن القبول بهذا الطلب، ورغم أن هذا الطلب غريب وغير مقبول فلسطينيا وعربيا ودوليا، إلا أن إسرائيل تراهن على عنصر الزمن، وعملية التراكم في الإلحاح والمواقف، كي يصبح هذا الطلب أمرا واقعا".

ومضى بقوله: هذه المرة طرحت المسألة من زاوية لا علاقة لها بالتفكير الديني أو القومي في إسرائيل، وذلك للالتفاف على قضية اللاجئين، سيما وأن إسرائيل لا تريد أن تصطدم بالمفاوض الفلسطيني في قضية اللاجئين، ولذا طرحت موضوع الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة.

وأفاد أبو زايدة، بأن هذا الطرح له أبعاد خطيرة على عملية التفاوض ومستقبل الحل السياسي المنشود للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، ولذا لا بد من إدراك هذا الأمر.

من ناحيته، اعتبر عصام مخول، عضو "الكنيست" السابق، أن إسرائيل تشعر بأن الظرف الدولي مناسب لانتزاع اعتراف فلسطيني بيهوديتها كدولة، ولذا طرحت هذا الملف، وبالتالي فلا صلة له بالعامل الديمغرافي.

وأضاف: إسرائيل لا تقبل بأن تتحمل المسؤولة عن نكبة الشعب الفلسطيني، ولا المس بطهارة القيم الصهونية، ولذا طرحت هذا الموضوع الآن.

واوضح بأن بعض هذه التناقضات تتعلق بما تروج له إسرائيل حول كونها دولة ديمقراطية، مضيفا "لا يمكن أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية في نفس الوقت".

وفي المقابل، ذكر صبري جريس، الباحث والمختص في شؤون الفكر "الصهيوني" أن موضوع يهودية الدولة قديم جدا، مبينا أن فكرة يهودية الدولة أوسع مما يظن البعض.

وقال جريس: يهودية الدولة تعني مسؤولية إسرائيل عن اليهود أينما وجدوا، ما يعطيها حق التدخل في شؤون الدول والشعوب الأخرى، وكذلك حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حق العودة.

وأردف: "ليس هناك اتفاق على يهودية الدولة حتى بين الإسرائيليين أنفسهم، فهناك مفاهيم مختلفة بينهم حيال هذه المسألة.

واستطرد: أعتقد أن هذا الموضوع لا ينبغي أن يكون مدار اهتمام وبحث فلسطينيين.
وقال: الواقع الحالي في إسرائيل قائم منذ 60 عاما، وأعتقد أنه سيستمر مستقبلا، وأن موضوع يهودية الدولة ستظل مثل كثير من القضايا التي يطرحها الإسرائيليون بين فترة وأخرى للحصول على مكاسب سياسية".