|
"التعليم البيئي": "طوفان" النفايات ينتظر التحرّك لوقف تداعياته
نشر بتاريخ: 12/09/2017 ( آخر تحديث: 12/09/2017 الساعة: 23:02 )
بيت لحم- معا- أصدر مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، نشرة تعريفية موجزة لمناسبة يوم النظافة العالمي، الذي يصادف في 15 أيلول كل عام.
وحملت النشرة عنوان: "طوفان" النفايات ينتظر تحركًا شاملًا لوقف تداعياته الخطيرة، واشتملت أسئلة وإجابات حول تحدي النفايات الصلبة في فلسطين، وأضرارها السلبية وتداعيات حرقها، وطرق التخلص السليم منها. كما تضمنت دعوات ونداءات لتعميم ثقافة تنتصر لبيئة فلسطين من أكوام النفايات، التي تشوه كل الأمكنة العامة والمساحات المفتوحة والطرقات وغالبية المناطق. متى بدأ الاحتفال بيوم النظافة العالمي؟ بدأت منظمة Clean up the World الاسترالية عام 1993، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الاحتفال في الخامس عشر من أيلول بيوم النظافة العالمي، وتحول إلى مناسبة يشارك فيه 35 مليون متطوع في 130 دولة، بهدف التوعية بأضرار النفايات، وأهمية الحفاظ على البيئة. ما هي النفايات الصلبة؟ تشمل النفايات الصلبة فضلات المطبخ، والأوراق، والعبوات البلاستيكية، وحُطام الزجاج، والأغصان، وأوراق الشجر، والخضروات والفواكه الفاسدة، والعلب، والقمامة الناشئة عن مختلف النشاطات المنزلية والتجارية والزراعية والصناعية والعمرانية، والرواسب الناتجة عن معالجة المياه العادمة (الحمأة)، ومخلفات الأبنية المدمرة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل. ماذا عن النفايات الخطرة والسامة؟ بحسب منظمة الصحة العالمية، هي المخلّفات التي لها خواص طبيعية أو كيميائية أو بيولوجية تتطلب تداولاً خاصًا وطرقًا معينة للتخلص منها؛ لتجنب مخاطرها على الصحة العامة والبيئة. ومن الأمثلة عليها: مخلفات الصناعات الغذائية، ومخلفات صناعة النسيج، ومتبقيات مدابغ الجلود وصناعة الأحذية والأثاث، والإطارات المستعملة، والزيوت المعدنية المستخدمة، والبطاريات المستعملة، ومخلفات الإلكترونيات، ومركبات الخردة. وتبعًا لقانون البيئة الفلسطيني، فإن النفايات الخطرة هي مخلفات الأنشطة والعمليات المختلفة أو رمادها، المحتفظة بخواص المواد الخطرة، والتي لها استخدامات أخرى، مثل النفايات النووية، والطبية، والناتجة عن تصنيع مستحضرات صيدلية وأدوية، ومذيبات عضوية وأصباغ، ودهانات ومبيدات وغيرها. ما هي النفايات الطبيّة؟ وفق وزارة الصحة، هي الناجمة عن المنشآت الصحية أو مختبرات الأبحاث الطبية، وتشمل البقايا والأجزاء البشرية والحيوانية، وسوائل الجسم كالدم ومشتقاته، والإفرازات البشرية، والملابس الملوّثة، والمحاقن، والأدوات الحادة الملوثة، والأدوات التالفة ومنتهية الصلاحية، والمواد الكيماوية، والمواد المشعة الخطرة على الصحة، ما لم تكن مُصنفة خلافَا لذلك. كم يبلغ حجم إنتاجنا للنفايات؟ وحسب الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة 2010-2014، تقدر النفايات المنزلية بنحو ( 1710) أطنان في الضفة، و(611) طناً في غزة كل يوم. وينتج الفرد الواحد 700 غرام من النفايات في محافظات الضفة الغربية، و400 غرام في غزة يومياً. هل تشوه النفايات البيئة فحسب؟ لا تشوه أكوام النفايات العشوائية في كل مناطق فلسطين، البيئة فحسب، بل يتسبب بالمزيد من الكوارث جراء عدم معالجة النفايات السليم وخاصة الطبية منها، وحرق النفايات، وعدم فرزها، وإهدار فرصة تصنيع الأسمدة العضوية "الكمبوست". ما الذي تسببه النفايات العشوائية من تداعيات صحية وبيئية؟ عمومًا، تعد النفايات مرتعًا للحشرات والجرذان والحيوانات، وتزداد كلفة جمعها بشكل كبير إذا كانت ملقاة خارج الحاوية أو متناثرة؛ لأن عملية الجمع تستغرق وقتًا أطول مما هو مخطط له. وتؤدي النفايات العشوائية إلى نشر الأوبئة والأمراض كالتهاب الكبد، وفقد المناعة، وأمراض الجهاز التنفسي، والعيون والجلد والإسهال، وتؤثر على البيئة، وتلوث التربة والمياه الجوفية. كما تسبب بتلوث الهواء. ما هي تداعيات حرق النفايات؟ يؤدي حرق النفايات إلى تداعيات كثيرة، وتضر انبعاثاتها على الصحة والبيئة، إذ تنتج عمليات الحرق جسيمات دقيقة، ومواد (الديوكسين)، وأول أكسيد الكربون، والرصاص، والفورمالدهايد، والزرنيخ، وثاني أكسيد الكبريت، ومواد مُسرطنة وسامة أخرى كالكروم والزئبق وكلوريد الهيدروجين، التي تتسبب بأمراض عديدة أبرزها: الجهاز التنفسي، والسرطان، ونقص المناعة، والإضرار بالدماغ، والكلى، والقلب. كم تبلغ نسبة النفايات العضوية في فلسطين؟ تعتبر 60-70% من إجمالي النفايات الصلبة للمنازل في فلسطين عضوية "قابلة للتحلّل". ويمكن تقليل النفايات لأكثر من النصف، لو جرى التعامل معها بطرق سليمة، وتحويلها إلى سماد عضوي، بعد فرزها. ما هي مبادئ الاستهلاك البيئي؟ تتشكل من أربعة مبادئ ( (4Rالأول: تقليل الاستهلاك والترشيد في استهلاك السلع المختلفة، وبالتالي تخفيض إنتاج النفايات من المصدر. والثاني: إصلاح الأدوات المختلفة، وتجديد استعمالها بدل رميها، والثالث: إعادة الاستعمال للأدوات المختلفة وإجراء عمليات تبادل لها. والرابع: التدّوير بإعادة تصنيع المخلّفات المنزلية أو الصناعية أو الزراعية. ماذا يمكن أن نفعل في 15 أيلول؟ تعتبر هذه المناسبة فرصة مثالية للحديث عن انتهاكات الاحتلال بحق البيئة باعتباره أكبر ملوث لها، وهو محطة مهمة لإطلاق حملات مستدامة لتنظيف البيئة والتأثير على سلوك المواطنين، لاعتبار نظافة البيئة عادة وممارسة فردية وجماعية يومية، والدعوة لمجموعة إجراءات رسمية للتوعية والتثقيف وتطبيق القوانين البيئية والصحية، وفي مرحلة متقدمة، فرض غرامات على المتسببين بتلويث البيئة، وحارقي النفايات، والمتسببين بنقل نفايات الاحتلال الخطرة إلى مدننا وبلداتنا وتجمعاتنا. ماذا عن جهود "التعليم البيئي" في معالجة تحدي النفايات؟ ينشط مركز التعليم البيئي منذ 31 عامًا في مجال التوعية، ويعمل فيه على إحداث تغيير في المفاهيم التربوية والتوجهات البيئية، ويسعى بكل جهد إلى الـتأثير على سلوك الأفراد، ويدعو مراراً إلى الإسراع في تفعيل القوانين والتشريعات التي تصون البيئة وتحافظ عليها، وفي مقدمتها قانون البيئة الفلسطيني رقم (7) لسنة 1999. وينفذ مبادرات رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية المطران د. منيب يونان الداعية إلى فلسطين خضراء ونظيفة لعامي 2017 و2018، وشوارع صديقة للبيئة، وأسواق خضراء. كما أطلق المركز حملات للنظافة في عدة محافظات؛ للحث على الاهتمام بالبيئة، وتنظيفها، وتجميلها، وبخاصة من النفايات العشوائية المنتشرة داخل المدن والبلدات وعلى الشوارع الرئيسة وفي الحقول وفي الكثير من الأمكنة؛ لإظهار صورة أخرى جميلة لوطننا، ولتدريب الأهالي والأطفال بشكل خاص على عادة النظافة والمحافظة على البيئة، وحث السائقين والركاب على عدم رمي النفايات من شبابيك نوافذ المركبات والحافلات. ويعقد المركز أنشطة عن أهمية الحفاظ على البيئة ومفاهيم التقليل والتدوير وإعادة الاستخدام، ويروج لمبادرات متاجر خالية من الأكياس البلاستيكية، والمواد التي تستخدم مرة واحدة، وتتسبب بتلويث البيئة، ويدعو لاستبدالها بأكياس قماش تستعمل عشرات المرات، عدا عن تشجيع المواطنين والتجار على استخدام الأكياس الورقية. ما المطلوب بشكل عاجل لوقف "طوفان" النفايات؟ تُشكل التوعية بمخاطر النفايات الخطوة الأولى لضمان التغيير، والوصول لثقافة بيئية تتعامل مع النفايات بشكل سليم، وفق أصول الاستهلاك البيئي الصحيحة. ولعل غرس التوعية في سن مبكر للأطفال كفيل بتحقيق قفزة كبيرة، وبناء مسؤولية فردية وجماعية تجاه المحيط البيئي، وصولاً نحو فلسطين خضراء ونظيفة. والمطلوب أيضًا، تفعيل المادة 33 من القانون الأساسي حول الحق في بيئة متوازنة ونظيفة، وتفعيل قانون البيئة رقم (7) لسنة 1999، وفرض إجراءات إرشادية وتربوية ولاحقًا غرامات مالية لتغيير الواقع البيئي، وتوجيه الشرائح الاجتماعية عامة والأطفال والطلبة خاصة على عادة النظافة والمحافظة على البيئة والتدوير، وفرز النفايات ومعالجتها بطرق سليمة بيئيًا، وصناعة الأسمدة الطبيعية منها، وإعادة الاستخدام وتفادي الحرق، وعدم إلقاء النفايات من نوافذ المركبات، والإعلان عن متاجر وأسواق خضراء خالية من الأكياس البلاستيكية، ودعوة المزارعين لتجنب حرق مخلفات حقولهم، وحث التجار والمتسوقين على استبدال الأكياس البلاستيكية والتوجه نحو القماش الذي يستعمل عشرات المرات، والورق القابل للتدّوير. |