|
فلسطين تستضيف برنامج تبادل ثقافي ألماني فرنسي فلسطيني
نشر بتاريخ: 23/09/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
الخليل- معا- يرى مشاركون في برنامج التبادل الثقافي من فرنسا والمانيا وفلسطين، في مرحلته الثانية، ان البرنامج اتاح لهم الكثير من الفرص للتعرف على عادات وثقافات الدول المشاركة في البرنامج، وتغيير بعض الصور النمطية عن هذه الدول وازاحة افكار زرعتها وسائل الاعلام.
هذا البرنامج يأتي ضمن التعاون المستمر ما بين اتحاد لجان العمل الزراعي و مؤسسة الـ (UTC) الفرنسية والمركز الفرنسي في برلين, وتعبر هذه المرحلة الثاني في مشروع التبادل الثقافي بين الدول الثلاث و الذي بدء أولى مراحله في أيار الماضي في مدينة مارسيليا الفرنسية, و يهدف البرنامج الذي ينفذ في الدول الثلاث المشاركة في المشروع الى إعطاء الشباب من ثقافات و جنسيات مختلفة للقاء المباشر و الحوار و التعرف عن قرب على بعضهم البعض من خلال اختيار المواضيع التي تهم المشاركين, و من المتوقع أن تكون هناك مرحلة ثالثة النصف الأول من العام القادم تستضيفها المانيا. وأوضح م. فؤاد ابو سيف مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي، ان برنامج التبادل الثقافي هو برنامج أنشأ منذ سنوات طويلة بين مجموعات شبابية من ألمانيا وفرنسا، وحديثاً تمكنا من اضافة فلسطين الى هذا البرنامج. يقول ابو سيف :" لخصوصية الحالة الفلسطينية وهذا له اثر كبير جداً، ولأول مرة يتم تنظيمه في فلسطين بمشاركة 10 من الشباب وهي فرصة لهم للالتقاء والتعرف على ثقافات جديدة وتبادل الثقافات بين المشاركين بشكل مباشر من خلال العيش معهم والتحدث اليهم، لديهم هموم ومشاكل مختلفة ولنا ايضاً هموم ومشاكل تختلف عن مشاكلهم، ونفاجئ بأنهم لا يعلمون شيئا عن القضية الفلسطينية وحاولنا خلال اسبوع تقديم قدر كبير من المعلومات وبطريقة سهلة لكي يقوموا بنقل رسالة الشعب الفلسطيني الى الشباب في بلدانهم ولدول العالم". واضاف:" اتاح هذا البرنامج لشباب لا توجد امامهم فرصة للسفر الى الخارج والتعرف على ثقافات بعض الدول، كما اننا راعينا ان يكون المشاركون لهم علاقة بالزراعة وعلى تماس مباشر بها، ومن ابناء المزارعين". ولفت ابو سيف الانظار الى الفوائد الجمة التي حظي بها المشاركون من الجنسيات المختلفة وخاصة من فلسطين، حيث تغير اسلوب الحديث في المجموعة الفلسطينية وتعلموا من المجموعات الاخرى الحوار الداخلي وتشكيل افكار خلاقة ومبدعة ورأي واحد، فنحن في فلسطين لا توجد لدينا ثقافات مختلفة كما هو الحال في فرنسا او ألمانيا. مضيفاً:" من خلال هذا البرنامج اعتقد اننا بحاجة للمزيد من الحوار الداخلي ونحترم الرأي والرأي الآخر ونفكر بطريقة مفتوحة فالعالم واحة واحدة وفضاء واحد". وقال ابو سيف :" نجحنا في استضافة المرحلة الثانية من البرنامج في فلسطين، وحظينا بشهادات من المشاركين الألمان والفرنسيين على حسن التنظيم والادارة والتنسيق الذي كان بمستوى دولي، لدينا الامكانيات والموارد وكان المشاركون من فلسطين على قدر عال من المسؤولية في استضافة 20 مشاركاً وهذا نجاح كبير لفلسطين". رفيق مسري مدير مؤسسة الارض الثقافية في مارسيليا بفرنسا وهو من اصول مغربية ويحمل الجنسية الفرنسية، من خلال مشاركته في البرنامج امتلك مهارات وثقافات كبيرة مختلفة عن اقرانه، ومشاركته في فلسطين اضافة له الشيء الكثير والمختلف تماما عما يمتلكه من معرفة، وبعض ما امتلكه في فلسطين كما يقول:" شيء رائع ومختلف كثيراً، فهنا في الخليل شاهدت اشياء صادمة لم اتخيلها موجودة شعب يعيش تحت الاحتلال ولديه أمل كبير بان ينال حريته". واضاف:" هذا البرنامج ليس سياحي انما هو تكويني وتربوي لإعطاء الشباب فرصة اللقاء المباشر وتبادل الآراء والتعارف الثقافي والدخول في عمق الثقافات والتعرف عليها". واستطرد قائلاً:" اللقاء الثلاثي مع فلسطين من اصعب اللقاءات، فالدخول والخروج صعب لفلسطين والتنسيق صعب، وكل المشاركين كانوا خائفين من الوضع المعقد، وكانت لدينا صورة مختلفة عن الواقع هنا لكننا نشعر بالفخر للعيش هنا من خلال البرنامج وشعرنا باننا نعيش في بيتنا، و كان الناس يستقبلونا بحميمية وحب كبير، وهذا اثلج صدورنا وجعلنا قريبين منهم لدرجة كبيرة". وقالت المشاركة اليزا ميني من المانيا، وهي من اصول فرنسية:" زرت البلدة القديمة من الخليل، شعرت بالحزن والغضب مما شاهدته، احتلال واماكن ومحلات مغلقة بأوامر عسكرية اسرائيلية..". واضافت :" اكتسبت تجربة جديدة من الحديث مع الاشخاص في فلسطين، ورغم حداثة سنهم الا انهم ناضجون مبكرا ولديهم المام بالواقع السياسي والاجتماعين، وهم مختلفون عن كثير من الاشخاص الذين قابلتهم في عدة دول عربية، لديهم وعي ويتمتعون بشخصيات قوية". وقالت:" انا سعيدة بتواجدي في الخليل وبلقاء الاشخاص هنا وانا مستعدة للبقاء بشكل اكبر والعودة مستقبلا الى هنا فلدي التزام تجاه اصدقائي هنا وهذا مبرر لي للعودة الى هنا في المستقبل". وتابعت في حديثها:" انا سعيدة بتعرفي على الاصدقاء من فلسطين لديهم حياة مليئة بالحب والأمل، ورغم الوضع المعقد الا انهم مستمرون بالعمل ويجب عليهم اكمال عملهم". وقالت باللغة العربية :" شكرا فلسطين ". ألان من مدينة مارسيليا في فرنسا تتحدث اللغة العربية ودرست الصحافة لكنها لا تمارسها لعدم حصولها على فرصة في الاعلام الفرنسي، لكنها نجحت في المشاركة بالبرنامج. واوضحت انها زارت فلسطين اكثر من مرة وتعلم كثيرا عن الواقع فيها، مشيرة الى اهمية المشاركة في البرنامج الذي يتيح الفرصة للمشاركين للاطلاع على كيفية كيف يفكر الآخر ونظرة الفلسطينيين للألمان والفرنسيين، وكذلك نظرة الالمان للفرنسيين، حدثت بعض المشاكل في البداية لكن تم تجاوزها من خلال الحوارات والنقاشات والابتعاد عن المشاكل السياسية. وقالت:" الخليل مدينة مهمة، ومن الرائع معايشة محصول العنب المشهور وعمليات تصنيع الدبس والملبن والعنبية، ومشاركة المزارعين في عمليات التصنيع، والخليل تعيش اوضاع معقدة، وقد تأثر المشاركين الالمان والفرنسين من الواقع الذي تعيشه، اصبنا بصدمة". يذكر أن البرنامج ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج "إيراسمس بلس" والمؤسسة الألمانية الفرنسية للشباب و مساهمة من المؤسسات المشاركة. |