وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رسالة المطران حنا للمؤتمر الارثوذكسي

نشر بتاريخ: 01/10/2017 ( آخر تحديث: 01/10/2017 الساعة: 11:28 )
رسالة المطران حنا للمؤتمر الارثوذكسي
بيت لحم- معا وجه المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الأحد، رسالة الى المؤتمر الارثوذكسي الوطني المنعقد اليوم في مدينة بيت لحم، وجاء نص الرسالة على النحو التالي:

أيها الإخوة
أحييكم جميعا باسم الكنيسة الأورثوذكسية. وأشكركم لاهتمامكم لهمومنا.
أحيي بصورة خاصة أخي سماحة المفتي محمد حسين.
وإن هذا الاجتماع إن دل على شيء فهو يدل على الوحدة الوطنية الحقيقية، وعلى تضامن أبناء الشعب الواحد. علاقاتنا المتبادلة مسيحيين ومسلمين علاقات مشهود لها، وكلنا سنجدّ السير دائمًا على الطريق نفسه لتقوية الأواصر بيننا وبلوغ هدفنا المشترك أي بناء وحدة الشعب لبناء الوطن الواحد في هذه الأرض المقدسة صورة ونموذجًا لكل الأوطان.

لقاؤنا اليوم هنا معا يقول إننا جميعا مهتمون لجرح في أرض الوطن، ولجميع الجراح التي يعاني منها، واهمها انعدام الحرية، وتعرضنا اليومي لكل أنواع العنف. اجتماعنا اليوم هو للنظر في وجه خاص للجرح الفلسطيني الكبير. هو جرح في أوقافنا، جرح في جزء خاص من أرض فلسطين، الأرض الوقف في كنيستنا الأرثوذكسية العريقة، والمشهود لعروبة أبنائها ونضالهم منذ بداية النهضة العربية الكبرى وحتى اليوم.

وأملي أن هذا الالتفاف الوطني اليوم حول الموقف الأرثوذكسي سيكون خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح لتصويب الوضع ولسند أبناء الكنيسة في موقفهم المصحِّح والمطالِب بسلامة أرض الوقف وأرض فلسطين كلها.
اليوم، نريد أن ننظر في قضية وطنية، هي قضية الأرض. ونريد أن نحدد الطرق للحفاظ عليها. للوقف قوانينه الكنسية، وله أهدافه أهداف محبة وخدمة للمؤمنين. ومن ثم تُنَزَّهُ أرض الوقف عن كل مجهود حرب، بل عن كل طابع تجاري يخرجه عن هدفه الأساسي ويلقيه بين ايدي السماسرة وتجار الحرب، الظاهرين والمخفيين.

وأود أن اقول إن السلطة الكنسية هي المسؤولة نعم عن أوقاف الكنيسة. ولكن السلطات المدنية هي ايضا مسؤولة أن تحافظ على طبيعة الأرض إن ضعفت الكنيسة. ونحن اليوم في زمن حرب، أي في زمن لا يجوز فيه التفريط بأي شبر من الأرض، ولا يجوز تحويل محبة الكنيسة المتمثلة في أوقافها لا إلى حرب ولا إلى تجارة.
وها نحن نبذل جهدا اليوم وفي كل يوم في سبيل هذا. ولكن على السلطات المدنية الفلسطينية والأردنية أن تبذل جهدها، وأن تسند جهود مواطنيها ليحافظوا على الأرض كلها وعلى أرض الكنيسة بصورة خاصة. بل قوة القرار توجد في أيدي السلطات المدنية. وننتظر منها أن تسند جهودنا بقرارها. وعليها أن تتخذ الإجراءات القانونية المشروعة لذلك.
السلطات الفلسطينية والأردنية، الكنيسة والأرض مرتبطة بها بحكم الطبيعة والتاريخ. وبحكم القوانين الداخلية للكنيسة التي تنظم علاقة الكنيسة بالدولة.

أسأل الله يكلّل مؤتمركم اليوم بالنجاح، وأن يؤدي إلى النتيجة المرجوة. يعقد مؤتمرنا اليوم ليوصلنا إلى هدف. والهدف معروف، المحافظة على الأرض، والمحافظة على الوطن، وسند الكنيسة لتقوم بواجبها الوطني والإنساني تجاه مؤمنيها ليكونوا مؤمنين أقوياء ومخلصين ومواطنين أقوياء ومخلصين، فتزدهر الكنيسة بازدهار الوطن كله، بجميع مواطنيه مسلمين ومسيحيين.