وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عن المصالحة والمصلحة...

نشر بتاريخ: 05/10/2017 ( آخر تحديث: 05/10/2017 الساعة: 17:04 )
عن المصالحة والمصلحة...
الكاتب: وسام شبيب
وصل الى قطاع غزة كل من رئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء خالد فوزي ووفد من الضفة الغربية من ممثلي الحكومة، بهدف إرساء مصالحة تاريخية بين الضفة الغربية وقطاع غزه واعادة الاوضاع الأمنية والسياسية الى ما كانت عليه قبيل عام ٢٠٠٧ واعادة اللحمة الوطنية الى ما كانت عليه والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني فقوة القرار الفلسطيني تتمثل في الكل الفلسطيني: المهجر، الضفة الغربية وقطاع غزه. في هذه المقالة سأناقش خطوط انجاح هذه المصالحة وافشالها على حد سواء، من منظور لغة المصالح السياسية والاقتصادية.
اقتصاد الضفة الغربية مختلف عن اقتصاد قطاع غزة، الاختلاف كبيرا. يحد غزة البحر المتوسط ​​بينما الضفة الغربية غير ساحلية. الضفة الغربية لديها اقتصاد شهد نموا في السنوات القليلة الماضية وينعكس في تنمية الإقليم من حيث الاستثمار والبنية التحتية في حين تنمو غزة اقتصاديا، لكن ليس لديها البنية التحتية للحفاظ على التنمية والبناء على المدى الطويل، من الصعب تحقيق الاستقرار الاقتصادي لأن الإقليمين يواجهان أوضاعا أمنية وسياسية وتجارية متباينة.
الكيانان المنفصلان، اضعاف للفلسطينيين وتقسيم للمجتمع الفلسطيني، تقوم هذه النظرية على جعل، عمل الضفة الغربية – اجتماعيا واقتصاديا ومؤسسيا – ثم تصمد الضفة الغربية كنموذج ناجح، على النقيض من فشل غزة، حيث تبلغ نسبة البطالة الوظيفية ارقاما مرعبة والسماح لحماس برئاسة دولة مختلفة أيديولوجيا وفكريا عن الضفة الغربية، سيتيح لإسرائيل قضم المزيد من أراضي الضفة الغربية وبغض النظر عن مدى كونفدرالية معقولة بين الدولة الفلسطينية والأردن، على الأقل اقتصاديا، فإن الدولة الفاشلة في غزة ستكون مصدرا دائما لعدم الاستقرار، إسرائيل لن تجد من السهل أن تحتل سوى قطاع ضيق من الأراضي لوقف المقاومة.
لكن، الان نحن في عام ٢٠١٧، حيث قامت حركه حماس بتعديل مسارها السياسي ليتوافق مع قرارات الشرعية الدولية التي تدعم خيار حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، عودة اللاجئين والقدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة متعايشة بسلم مع إسرائيل. هذا المسار السياسي متوافق تماما مع مسار الرئيس محمود عباس.
الدول المحورية في الشرق الاوسط من مصلحتها كسب حركه حماس لصفها وفك ارتباط حماس بحركة الاخوان المسلمين والمد الشيعي في المنطقة.
الشارع الفلسطيني أصبح متفائلا لهذه المصالحة. لكن، لكيلا تفشل هذه المصالحة وجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجهود المخابرات العامة المصرية، يجب فهم سلوك حركه حماس.
تتمثل قوة حركه حماس ان جناحها العسكري منفصل عن جناحها السياسي في القرار. لكيلا تفشل هذه المصالحة يجب الا تذكر كتائب الشهيد عز الدين القسام "الذارع العسكري لحماس" في اية مرحلة من مراحل التفاوض. كباحث وكاتب في شؤون الشرق الاوسط لا أرى ان من الإمكان ترويض "القسام". القسام قبل بقرار حماس السياسي المتوافق مع قرارات الشرعية الدولية وسياسه الرئيس محمود عباس.
من المصلحة الانية الإسرائيلية ان تتفاوض اسرائيل من كيانين منفصلين أحدهما في الضفة الغربية والاخر في غزة وتقديم رزمه تسهيلات لكل كيان منفصل، ومن مصلحة إسرائيل تعميق هذا الانفصال بأدواتها المختلفة...
لكن، هذه المصلحة الإسرائيلية انيه لا تقوى على الصمود على المدى البعيد، فالشرق الاوسط الان مختلف عما كان عليه عند احتلال إسرائيل لفلسطين عام ١٩٤٨ وحرب الايام الستة عام ١٩٦٧، فلاحتياجات الأمنية لإسرائيل أصبحت مختلفة على كل جبهة، ناهيك عن عزله إسرائيل الدولية.
فلمصالحه هي المصلحة من الأطراف كافة: إسرائيل، الضفة الغربية وغزه على حد سواء بناء على قرارات الشرعية الدولية، اذ ارادت إسرائيل ان تبقي المواطن الإسرائيلي متعايشا بكنف وسلام مع جيرانه كافة وفك عزله إسرائيل الدولية...
"القسام" يجب ان يحيد حاليا ان ارادت الأطراف كافة إنجاح المصالحة، من منظور سياسي، أمنى واقتصادي يقوى على الصمود في المدي البعيد.