![]() |
الوحدة.. وتذليل العقبات
نشر بتاريخ: 06/10/2017 ( آخر تحديث: 06/10/2017 الساعة: 09:59 )
![]()
الكاتب: علي قباجه
التفاؤل سيد الموقف، والخصمان السياسيان، ب(الأمس)، أصبحا (اليوم) صفاً واحداً فالتقيا؛ ليطويا صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهذا التفاؤل والأمل عبّر عنه الشارع الفلسطيني في غزة بترحيب شعبي مهيب؛ حيث الآلاف استقبلوا حكومة الوفاق القادمة لاستلام مهامها. التأم اجتماع الحكومة، وبدرت تصريحات إيجابية، ونية حقيقية للم الشمل، ووقف حالة الاستنزاف التي تعيشها فلسطين، فضلاً عن إيجاد صيغ لحلول جذرية للمشاكل، التي تعشعش في القطاع المحاصر.
القادم ليس بالسهل، ولا بالمثالي إطلاقاً، والعقبات كثيرة وكبيرة، وستكون الحكومة في تحد حقيقي أمام مجموعة من الملفات، أهمها حل قضية الموظفين من جذورها، وإعادة الإعمار، وحل مشكلة الكهرباء والصرف الصحي، والبطالة المستشرية في صفوف الشباب، وأيضاً والأهم هو اللعب على التوازنات؛ لكسب كل الأطراف الفلسطينية لصالحها بنزاهة كبيرة، والتمسك بعدم تسييس قراراتها أو إقصاء أحد. فلا بد أن تتعامل مع الشعب بسواسية، وأن تكون مرهماً لجرح اندمل بعد نزف دام 11 عاماً. الخلافات السياسية، ستبقى، وهو ما أكده محمود عباس عندما قال: إن التباين مع حماس أيديولوجي، إذاً هناك خطان متوازيان في الرؤى لا يلتقيان؛ لكن لا يعني هذا تحميل الشعب مسؤولية الاختلافات، فمن حق المواطن الفلسطيني، الذي زُج به في أتون المساجلات الانقسامية، وذاق جرّاءها الويلات أن يرتاح قليلاً، وأن ينعُم بالحد الأدنى من الحقوق. ما تم إلى الآن هو هيكل المصالحة، وهي الآن بحاجة إلى كسوة، فالقادم أشد وأصعب، خاصة أن الكثير من الملفات العالقة لم يتم التباحث حولها، كقضية الأمن في القطاع، أو المعابر، والإدارات التي وظفتها حماس ومصيرها، والكثير من القضايا الأخرى، التي تراكمت على مر السنوات الأخيرة. فاجتماعات القاهرة ستناقش هذه المعضلات، الأسبوع المقبل، وبالتأكيد فإن هناك شداً وجذباً سيجري حولها؛ لذلك لا بد أن تتبع بتنازل كل الأطراف؛ لضرورة إتمام رأب الصدع، ومن ثم التآلف والتلاحم. ربما تكون هذه البداية لإعادة شيء من ثقة الشعب الفلسطيني بالمصالحة، بعد ردح طويل من الزمن فشلت خلاله فشلاً ذريعاً، وهذه الثقة الجزئية لا بد أن يُحافظ عليها من قبل الفصائل جميعاً دون استثناء، وأن تعض عليها بالنواجذ؛ لأن الفشل اليوم يعني تعميق الانهيار في النسيج المجتمعي، وبالتالي زيادة الشرخ فيه. هذه الخطوة تعد طعنة للكيان، وضربة قاصمة له جعلت نتنياهو يتخبط، ويفرض شروطه في محاولة منه للتدخل المقيت في البيت الفلسطيني، وهذا يعد دافعاً مهماً لتعميق أواصر الوحدة، ففلسطين بحاجة أبنائها؛ ليشدوا الكف بالكف؛ لإغاظة إسرائيل وتحطيم أحلامها. |