وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة القدس تمنح درجة الماجستير لطالب من الأردن بفرع قطاع غزة

نشر بتاريخ: 23/01/2008 ( آخر تحديث: 23/01/2008 الساعة: 13:04 )
غزة-معا- منحت جامعة القدس " ابوديس " فرع قطاع غزة " بتاريخ 21 -1 -2008م الباحث الأردني (عميد عاصم خصاونة ) من معهد الدراسات الاقليمية - برنامج الدراسات الامريكية درجة الماجستير عن رسالته وعنوانها ( علاقات الاردن بالولايات المتحدة الامريكية : 1999 - 2006 ).

وترأس جلسة المناقشة الدكتور عبد الناصر سرور ، استاذ العلاقات الدولية المساعد في جامعة الاقصى كمشرف اول ، والدكتور اكرم ابو خوصه ، استاذ العلاقات الدولية المساعد في جامعة الاقصى ممتحناً داخلياً ، والدكتور جهاد حمد ، استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الازهر ممتحناً خارجياً .

حيث تناولت الدراسة علاقات الاردن بالولايات المتحدة الامريكية ( السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية ) ، خلال الفترة من عام 1999 ، حين تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية ، وحتى عام 2006.

وسلطت الدراسة الضوء على السياسات التي ارتكزت عليها السياسة الاردنية من خلال الحضور العالمي والمصداقية والالتزام بالقوانيين الدولية وطرح القضايا العالمية بشفافية ، استناداً الى رؤى وافكار وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني والتي تنبثق من معطيات فكرية وثقافية وحضارية وفق ابعاد سياسية نابعه من فهم للواقع الاردني والعربي والدولي .

وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج اهمها : أن اهمية موقع الاردن الجيو - سياسي ، نظراً لوجوده في قلب منطقة الشرق الاوسط التي لم تشهد الاستقرار طوال القرن الماضي لأسباب مختلفة ، اهمها الصراع العربي - الاسرائيلي ووجود اكبر احتياطات العالم من النفط فيها ، فرضت عليه تحديات كبيرة فكان على الأردن أن يفاضل بين خيارات جميعها صعبة ، وان يواجه ضغوطاً ربما يصعب على دول اكبر منه حجماً وإمكانيات ان تتعامل معها بنجاح . حيث استطاعت السياسة الأردنية ان تتعامل مع كل تلك الظروف الصعبة بروية وحكمه واعتدال وان تضمن للمملكة ابحاراً امناً - وان كان غير سلس - في ذلك الخضم المضطرب من الظروف والأحداث ، مما اكسبها مصداقية متميزة وعزز دورها في المنطقة .

واشار الباحث الى نجاح الملك عبد الله الثاني في الحصول من الرئيس الامريكي جورج بوش الابن على رسالة ضمانات لحماية الامن الاردني ، والتأكيد على ان حل القضية الفلسطينية سيكون من خلال القرارات الدولية ، وذلك على اثر الرسالة التى وجهها الرئيس بوش الابن الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شارون ، والتي غيرت من مرجعية عملية السلام ، وتضمنت قبولاً امريكياً بالأمر الواقع الذي فرضه الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية ، وبعد الدعم الامريكي لبناء الجدار العازل الذي يهدد فرص اقامة الدولة الفلسطينية ، ويقضم مساحات واسعة من الضفة الغربية ، الامر الذي يشكل خطراً كبيراً على الاردن .

كما اشار الى دور القيادة السياسية الاردنية وسعيها لدى الادارة الامريكية من اجل التوصل الى تسويه سلمية عادله في المنطقة ، وهذا ما عملت الدبلوماسية الاردنية من اجله بالتنسيق مع الدول العربية وخاصة السعودية ومصر والسلطة الوطنية الفلسطينية ومع الجانب الامريكي للتوصل الى خطة " خارطة الطريق " ، من اجل التوصل الى حل للقضية الفلسطينة ، وهو الامر الذي يعتبره الاردن امراً حيوياً مرتبطاً بمصلحته الوطنية ارتباطاً وثيقاً .

كما اوضح الباحث ان العلاقات الاردنية - الامريكية قد تعززت خلال فترة الدراسة من النواحي الاقتصادية حيث تم ابرام اتفاقية التجارة الحره بين البلدين ، بالاضافة الى تعززها على الصعيد العسكري والامني ، من خلال زيادة الولايات المتحدة الامريكية لمساعدتها في اطار تطوير قدرات الاردن الامنية ، وفي اطار مكافحة الارهاب الذي لا يواجه البلدين فحسب وانما المنطقة والعالم اجمع .

كما بين الباحث كيف عملت القيادة الاردنية - بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية - بعد التغييرات الهائلة التي احدثتها احداث الحادي عشر من ايلول 2001 في السياسة الامريكية في مكافحة الارهاب ، على اطلاق " رسالة عمان " التي توضح الصوره الحقيقية للاسلام ، باعتباره دين التسامح والوسطية والسلام ، وينبذ العنف والتطرف والإرهاب ، وذلك اثر المحاولات الظالمة لربط الاسلام بالإرهاب .

وخلص الباحث في دراسته الى نتيجة رئيسة مؤداها ، ان الولايات المتحدة الامريكية استثمرت - دوماً - حاجة الاردن ومساعيه الهادفة الى حل معضلات بيئته الداخليه والإقليمية ، إلا ان الولايات المتحدة لم توفر الحد المطلوب له في مواجهة ذلك ، بحكم علاقاتها التاريخية والاستراتيجيه مع اسرائيل ، هذا من جانب ، ومحاولة ابتزاز مواقف الاردن السياسية والقومية من جانب اخر . لذا ، يمكن القول ان الاردن حقق نجاحاً - نسبياً - فيما يتعلق بأهداف علاقاته مع الولايات المتحدة الامريكية ( السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ) .

وتوقع الباحث ان تستمر العلاقات الاردنية - الامريكية وتتعزز باعتبارها علاقات شراكه استراتيجية حيوية ليس لكل منهما فحسب وانما لمنطقة الشرق الاوسط بكاملها ، نظراً للتاريخ الطويل للهذه العلاقات القائمة على المصالح المشتركة ، بالاضافة الى حيوية دور الاردن ، الذي ينتهج مبادئ الاعتدال والوسطية والدبلوماسية الهادئه في ادارة سياسته الخارجية .